الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وزير التعليم السابق ورئيس الجامعة المصرية الصينية

أشرف الشيحى يرد: تكاليف التعليم أونلاين.. أكبر

 قبل حوارنا معه أكد أنه ليس صاحب جامعة، ولكن رئيس جامعة، وأى رئيس جامعة مسئول عن الإدارة الأكاديمية والنواحى التعليمية وجودة التعليم، لكن النواحى المالية لها أصحابها.  سألناه عن دعوات ومطالبات الطلاب وأولياء الأمور باسترداد مصروفات الفصل الدراسى الثانى لأنهم لم يذهبوا للجامعة، فقال الدكتور أشرف الشيحى، رئيس الجامعة المصرية الصينية ووزير التعليم العالى والبحث العلمى السابق، إن الجامعة لها اقتصاديات، والطالب الذى لم يذهب للجامعة ليس معناه أنه لم يتلق الخدمة التعليمية، هو يتلقى الخدمة التعليمية بشكل آخر.



 «هناك جامعات شهيرة جدا فى أمريكا من الجامعات العشر الأعلى على مستوى العالم، التعليم بها فى بعض المراحل يكون أونلاين وتصل فيها المصروفات السنوية الى 150 ألف دولار، فى وقت فيه مصروفات جامعات أخرى 30 ألف دولار و25 ألف دولار، إذن المصروفات تدفع نظير جودة المنظومة التعليمية فى هذه الجامعة، بصرف النظر إن كان التعليم مباشرا أو عبر الأونلاين.

 وأضاف الشيحى، فى تصريحات خاصة لمجلة «صباح الخير» أنه إذا كانت المنظومة التعليمية محل ثقة والطالب تقدم وأراد أن يكون جزءا من هذه المنظومة، فسيحصل على الخدمة ولكن بشكل آخر، تفرضه الظروف الراهنة التى يعيشها العالم كله، وستظل الجامعة وأى جامعة تتنافس لاستقطاب أفضل أعضاء هيئة التدريس لتوفير أفضل معامل حتى لو المعامل أونلاين أو افتراضية.

• هل وفرت الجامعات شيئا من عدم ذهاب الطلاب للجامعات؟

 ــ هذا لم يحدث مطلقا، «لأن الطلبة علشان توفر لهم هذه الخدمة على المستوى الذى يجعل خدمة الإنترنت توصل ويتم عمل مادة فيلمية وغيره وهذا مكلف». واستكمل: «نحن كجامعة صينية بسرعة دعمنا شبكة الإنترنت الخاصة بنا وتم تقويتها وشراء سيرفرات جديدة من أجل استخداماتنا وأطلقنا، جميع المواد للطلبة أونلاين، فالشبكة كانت معدة لاستخدامات أقل واضطررنا لتقويتها وشراء أجهزة وحواسب وخوادم حتى نوفر الخدمة، وبالنسبة لجميع أعضاء هيئة التدريس سواء المعينين أوالمنتدبين تقاضوا مرتباتهم كاملة. وتابع: الأستاذ قدم خدمته التعليمية من خلال الأونلاين وبذل مجهودا أكبر لتحويل المحاضرة لنظام  لم يكن معتادا عليه، والجهاز الإدارى كذلك ولم يخصم قرشا واحدا من راتبه ولم نخفف عمله، «بيوت مفتوحة، فيه بعد اجتماعى لا بد أن يراعى  وإذا تخليت عنك فى لحظات مثل التى نعيشها الآن فعلى المستوى الإنسانى غير محترم وعلى الستوى القومى كدولة سنخلق أزمة، الناس كلها كانت تتسابق إزاى تدعم الناس التى فقدت وظائفها وموارد رزقها، فكيف لجامعات محترمة نتيجة الظروف تسرح عمالة أو تقللها، قللنا تواجدهم لكن لم نقلل دواخلهم، إذا مصروفات الجامعة لم تقل».

• وماذا عن مطالب الطلبة لاسترداد مصاريف الأتوبيسات؟

- «أغلب الجامعات متعاقدة مع شركات للنقل والعقود سارية، والتزاماتهم تؤدى، وجامعات أخرى اشترت باصات وأصبحت ملكها ولكن تدفع لها أقساطا»، وتابع: «لازم نعرف أن المنظومة التعليمية لم تقل تكلفتها بل فى عدد من الحالات أنفقت أكثر حتى تقدم الخدمة التعليمية بشكل جيد».

مصروفات العام الجديد

وحول العام الدراسى الجديد:» نحن أمام مجهول ومتغير، لكن كل حرصنا أن أبناءنا ميتأخروش ولا يتم تعطيلهم ويحصلون على خدمة تعليمية، هناك تعاقدات جديدة لدعم منظومة التعليم أونلاين ودعم الاحتياجات المتوقعة للعام الدراسى القادم فى شبكات الإنترنت والباقات التى نستخدمها بشكل أكبر، وأجرينا تعاقدات على معامل افتراضية جديدة لتوفير خدمة تعليمية متكاملة من خلال المواقع فى حالة الاستمرار أونلاين، وهى تكلف ملايين: «هجبها منين لو مش هاخد مصروفات؟، وكل طالب له حرية فى اختيار الجامعة والتخصص».

«إنشاء أى جامعة خاصة، ينظر فى ملفها علشان على دراسة الجدوى، التى توضح أنت هتستثمر قد إيه وهتقدر ترجع الفلوس دى فى فترة قد إيه، بناء على ثمن الأرض وتسديد أقساطها على سنوات وتوفير أجهزة ومعدات ومبانٍ على مستوى متميز ومعامل وأساتذة وبنية أساسية، الجامعة المتواضعة بتتكلف فى حدود 500 أو 600 مليون جنيه، كل ده يضّرب لو محدش دفع مصروفات، والجامعات الحديثة التى لم تسترد تكلفتها حتى الآن، تشتغل وهى خسرانة سنين وبعدها تحقق أرباحا، الجامعات الحديثة لم تحقق أرباح لسه اللى بييجى بيتحط فيها، الحسبة اللى بيطالبوا بها بعض الطلاب، حسبة ليست منطقية والطالب فى الآخر لا يجبر».

وحول زيادة مصروفات الجامعات الخاصة، قال الشيحي: «الجامعات اللى عايزة تزود مصروفات عن السنة الماضية دول اللى أنا بقولهم لا. لازم نراعى البعد الاجتماعى والظروف الاقتصادية، لما كنت وزيرا اشترطت على كل الجامعات أن الطالب اللى دخل على مصروفات متزدش عليه المصروفات أثناء سنوات دراسته، لأن الأب والأم عملوا حسابهم على قد المصروفات دى، ونسبة الزيادة السنوية للطلاب الجدد فقط». 

«لما بجتمع مع الطلاب الجدد فى بداية العام بقولهم من حقكم تحصلوا على خدمة تعليمية متميزة، ولأنت جيت الجامعة علشان تتعلم وبتدفع فلوس علشان تحصل على أفضل خدمة تعليمية ومش بتدفع فلوس علشان تحصل على شهادة، من يتصور أنه دخل جامعة خاصة يبقى هينجح علشان دافع فلوس يبقى يدور على جامعة تانية من دلوقت وخد ملفك وأمشى يا حبيبى، اللى داخل الجامعة هنا علشان يتعلم، مش هتنجح إلا وأنت كويس ومش هنجاملك تحت أى ظروف مهما كانت الظروف اللى عندنا».

وشدد الشيحى على أنه لا بد أن يكون أولياء الأمور أكثر حرصا على أن أولادهم يتعلمون لأن العملية ليست شهادة، وهناك الكثير حاصلون على شهادات ويجلسون فى منازلهم بدون وظيفة، «الأهم من الشهادة أنك تبقى عندك شيء تقدر تمارس به عمل وتبقى مطلوب وعندك إضافة أو قيمة تنافس بها». وحول تخوفات أولياء الأمور وطلاب السنوات النهائية من الامتحان التحريرى مع فيروس كورونا، قال الشيحي: «عاملين حسابنا، وأكيد الجامعات كلها بتقسم الطلاب وبنعمل ده حتى فى الأونلاين وامتحانات والجامعات ستراعى ذلك وضمان البعد الاجتماعى بين الطلاب والماسكات وأجهزة قياس الحرارة والمطهرات والجامعة تتعقم كل فترة بشكل دورى،الدولة كلها بدأت تاخد إجراءات انفتاح والعالم كله كده.  ووجه الشيحى رسالة للطلاب، قائلا: «الطالب لازم يدرك أن القيمة الحقيقة التى يعشيها الطالب هو أن يتعلم ويزود خبراته ومهاراته وقدراته اللى هيفتح بيها لنفسه مجال العمل على مدار خمسين سنة قادمة وعليه يكون أكثر حرصا أنه يحصل أكثر حاجة ممكنه، وأنا أحب أوى الطالب ييجى يقولى أنا كنت عاوز ده وأنت متدهوليش، كنت عايز التجربة دى ومفهمتهاش فوفرلى وسيلة عرض أفضل، ناقشنى إزاى تحصل على خدمة تعليمية أفضل بلاش الصورة نجحنى لأن العبرة تبقى عندك قدرة تنافسية فى عالم أاصبح بلا قلب، ساعدنا أن نؤهلك لهذا المستوى وهذا ما تتنافس فيه الجامعات أنها تخرج خريج أكثر تميزا»، واستكمل: «ومتقلقش الأعمار بيد الله والأرزاق بيد الله واحنا مش متواكلين ولكن متوكلين على الله، وبالتالى هنوفر كل وسائل الحماية ليك وهنوفرلك بيئة صالحة وأعداد قليلة وامتحانات ميسرة لكن هذا جزء منظومة التعليم فى العالم كله ولازم هتستمر».