الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

 تكليفنا.. زى الاستدعاء للحرب

حالة من القلق والترقب سيطرت على الكثير من المعلمين الذين وصلتهم خطابات الانتداب للمراقبة والملاحظة على لجان امتحانات الثانوية العامة، وسط أجواء انتشار فيروس كورونا، والخوف من نقل العدوى لأسرهم، وفى المقابل عبّر معلمون عن مشاعر وطنية يعيشونها لأول مرة منذ تلقوا خطابات الانتداب للجان الثانوية العامة، واعتبروا مشاركتهم فى امتحانات هذا العام واجبا وطنيا.



 

 

عبر صفحات وجروبات المعلمين على السوشيال ميديا، كتب العديد من المعلمين عن مشاعرهم وهم يستعدون للمشاركة فى أعمال الامتحانات، وقال أحدهم: «إحساس أى مدرس وصله خطاب الانتداب لامتحانات الثانوية العامة يضاهى طلب الاستدعاء للحرب والقتال، فهيا نلبى نداء الوطن»، وتابع: «الأمر سيمر بسلام.. ثقة فى الله عز وجل».

 

وقال معلم آخر ساخرا: «على العهد يا رجالة، المراقب يدفن بهدومة، الملاحظ لا بيتغسل ولا بيتكفن»، وعلق ثالث «أكيد حرب علشان أركب 3 مواصلات فى ظل الوضع ده»، فرد عليه أحد المعلمين: «المهم لما نموت شهداء يعملوا لنا جنازات عسكرية».

 

واجب

 

وقال وائل محمد عبدالجليل، أحد المراقبين فى لجنة مدرسة العاشر من رمضان الثانوية بنات بالسويس، أن هذه ليست المرة الأولى التى يراقب فيها على لجان الثانوية العامة، فشارك من قبل على لجان فى العاشر من رمضان وأبو حماد بالشرقية والإسماعيلية.

 

واستكمل: «دا واجب وشغلنا ومطالبين نؤديه على أكمل وجه حتى لو بدون مقابل، أتذكر عندما كنت أشارك كمراقب فى لجنة أبوحماد، أننى دفعت أكثر من ألف جنيه فى المواصلات طوال أيام الامتحانات، للذهاب للجنة والعودة لمنزلى، فى حين لم تتعد مكافأتى عن المشاركة فى  الامتحانات وقتها 635 جنيها»، وتابع: هذا العام المسافة قريبة وسهلة والمكان مناسب وتقدر ب45 كيلو مترا فقط من المنزل إلى اللجنة.

 

ولفت عبدالجليل النظر إلى: «بعت جبت من الصيدلية 10 كمامات على عدد الأيام اللى هنزل فيها لأن مبخرجش من البيت، مستطردا: «فيديو المحاكاة الذى بثته الوزارة عن الإجراءات الاحترازية التى ستطبق داخل اللجان، مطمئن إذا تم الالتزام بما جاء فيه، لأنه يوفر التباعد الاجتماعى وأيضا وقاية الوجه كله».

 

واتفق معه أحمد سليمان، مراقب على إحدى لجان محافظة المنيا، قائلا: لو تم الالتزام بالإجراءات الاحترازية التى أعلنها وزير التربية والتعليم فعلا ستمر الامتحانات بسلام، لكن لو حدث تسيب فالوضع سيتدهور، وتابع: «أنا هراقب فى المنيا والمسافة ساعة بالسيارة وأفضل من الأول لأن قبل ذلك كانت المراقبة فى أسيوط وقنا ومحافظات بعيدة على عكس هذا العام، لافتا إلى أن مكافأة الامتحانات لا تكفى ما ينفقه على المشاركة فى الامتحانات، خاصة أنه تعيين جديد، وهى تحسب على أصل المرتب، لكن أغلب المعلمين يشاركون فى أعمال الامتحانات باعتبارها جزءا من عملهم طوال العام، وواجبهم كمعلين، بالإضافة إلى أن عدم مشاركة من يكلف بها يعرضه للمساءلة ويتعرض لجزاءات إدارية». الفيروس ضعيف عندنا

 

وقال د. مصطفى رضوان، ملاحظ على إحدى لجان منطقة بئر العبد بشمال شيناء، إن ملاحظ الثانوية العامة فى لجان سيناء يبذل جهدا أكبر بالمقارنة بباقى المحافظات بسبب المسافات والأوضاع الأمنية، لكن المعلمين المشاركين يشعرون بالارتياح، للتسهيلات التى قدمتها وزارة التربية والتعليم.

 

 وأضاف رضوان فى تصريحات لـ«صباح الخير» لا أنكر مشاعر القلق التى نشعر بها بسبب انتشار فيروس كورونا.. وطلباتنا فى سيناء هى توفير الحماية للمعلم والطالب معا، وأقصد بالحماية هنا الصحية أكثر من الأمنية لأن الوضع الأمنى تعودنا عليه ولم نعد نقلق منه، لكن الخوف هو من انتشار فيروس كورونا.

 

وحول الوضع الصحى فى شمال سيناء، قال رضوان إن الوضع غير متأزم وتقريبا ٩ حالات فقط فى شمال سيناء مصابة بكورونا، وبالتالى توجد غرف عناية مركزة ولو تمت إصابة معلم سنجد أماكن داخل المستشفيات وأسرة متاحة نظرا لقلة أعداد المصابين.