الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«حدش شاف.. وزارة الثقافة؟»

كورونا سيكشف الكثيرين..

«حدش شاف.. وزارة الثقافة؟»

 خلال شهرى الحظر المنزلى، لم نشعر بوجود وزارة الثقافة، التى كان ينبغى لها أن تكون متصدرة الفضاء الذى اتسع له وقت المواطنين بشكل لم يسبق له مثيل، لأنها الوزارة التى يفترض أن تشارك بقوة فى تثقيف المواطنين وتنمية وعيهم أولًا بأول، تجاه الفيروس المستجد الذى أصبح حديث العالم، بل كان يفترض أن تستثمر الحدث العالمى فى اكتشاف مواهب الأطفال والشباب وباقى الفئات، فى تفاعلهم معه.



فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب وتنمية المهارات الإبداعية، استثمرتها جهات أخرى داخل مصر وخارجها، فى حين اكتفت وزارة الثقافة بمنصة أون لاين غير تفاعلية، لبث حفلات موسيقية وغنائية أو أفلام وثائقية أو مسرحيات، قد تكون متاحة على الإنترنت من قبل لمن يبحث عنها، وحتى الكتب الإلكترونية موجودة على الإنترنت، ومتاحة للجميع.

لا يكفى أن تطمئن وزارة الثقافة إلى أنها قد أدت ما عليها تجاه ملايين المواطنين الجالسين فى بيوتهم، بناء على أن ملايين -كما تعلن- زاروا منصتها تلك، من دون أن تعرف ماذا استفادوا أو ماذا كانوا يحتاجون. كان يمكن للهيئة العامة للكتاب، التابعة للوزارة أن تنظم مسابقات حقيقية للأسر وللأطفال وللشباب فى القراءة، بأشكال مختلفة، ترسل فى شكل ملخصات مكتوبة أو فيديوهات للقراءة للأطفال خلال ساعات الحظر الصحى فى المنازل، أو فيديوهات «حكى» لقصص مكتوبة.

كان يمكن أن تستضيف عبر منصتها تلك واحدًا من الحكائين المعروفين لقصص الأطفال، ومنهم  مثلا «هيثم» صاحب عربة الحواديت، الذى  كتبنا عن تجربته فى صباح الخير، وكرمه الرئيس السيسى فى أحد مؤتمرات الشباب لإبداعه فى توصيل الثقافة لأطفال القرى من خلال عربته تلك.

كان يمكن أن تبث هذه المبادرة عبر قناة تفاعلية تتلقى ردود أفعال من الأطفال أو الأسر عن القصة وتسأل القاص أو تطلب منه ما تريد.

كان يمكن للوزارة أن تطلق مسابقة أو عدة مسابقات للرسم، لمراحل عمرية مختلفة، تختار موضوعاتها من الأحداث التى نعيشها مع كورونا، وتدبر جوائزها من مصروفات الاجتماعات والندوات التى كانت ستقام خلال الشهرين الماضيين، وفقا لخطة الوزارة، وغير كورونا أولويات الإنفاق بالوزارة، ووفر لخزينتها الكثير.

كان يمكن للوزارة أن تطلق مسابقة لأفلام الدقيقة الواحدة للأطفال، أو الشباب يصورون فيها لقطة أو لقطات إنسانية من حياتهم خلال ساعات الحظر الصحى التى تمر بها الأجيال الحالية لأول مرة.

أو مسابقة فى الكتابة القصصية لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، حول قصص إنسانية عاشوها أو سمعوا بها خلال أسابيع فيروس كورونا، أو حتى فى غيرها. هذه المسابقات كانت بالتأكيد ستكشف عن الكثير من المواهب التى لا تجد لها طريقا للظهور، من مختلف محافظات مصر، تقدمها الوزارة لرصيد القوى الناعمة المصرية التى لا تنضب.

غناء وتيك توك

مسابقات الغناء والتمثيل، كان يمكن أن تجمع الكثير من الشباب حول منصة وزارة الثقافة، لو كانت نُظِّمت فى شكل إرسال  فيديو غنائى أو عزف من البلكونة مثلا، لا يزيد على دقيقة أو فيديو بطريقة تيك توك لا يزيد على 30 ثانية مثلا، وتشكل لجنة من لجان الوزارة الكثيرة المليئة بالمتخصصين فى مجالات متعددة، لمشاهدة هذه الفيديوهات والتعليق عليها، بشكل تفاعلى،  واختيار الموهوبين منها، وتوجيههم إلى المكان الذى يمكن أن يوفر لهم صقلا لمواهبهم أونلاين أو حتى بعد عودة الحياة والتعايش مع الفيروس.

كان يمكن استثمار إقبال الشباب على «تيك توك» ليكون إحدى وسائل اكتشاف الموهوبين، بدلا من أن يكون إحدى وسائل استدراج البعض لما لا تحمد عقباه، كما حدث مع بعض الشباب فى قضية الفتاة التى شغلت الرأى العام مؤخرا.

التصوير الفوتوغرافى والكاريكاتير والديكوباج وأشغال الابرة «الايمجرومى» أو الرسم بالمرج خيط، كان يمكن أن تكون مجالات لورش عمل أونلاين أو مسابقات فنية تنظمها لجان أو قطاعات الوزارة، حول موضوع معين، كصناعة عروسة مصرية مثلا بالايمجرومى، قد تظهر لنا عرائس جديدة يتعلق بها الأطفال والكبار أمثال بوجى وطمطم، أو شخصيات كرتونية مثل بكار.

وفى كل الأحوال يمكن أن ترسل الأعمال المشاركة أونلاين، وتحدد مواعيد تعلن للجميع ليتابعوا رأى لجان التحكيم فى أفضل الأعمال، خاصة وأن فئة كبيرة من طلاب المدارس والجامعات ومعلميهم قد استخدموا وتدربوا على منصات التعليم عن بعد وغرف النقاش اللايف والعروض المسجلة، مع تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات.

كما كان يمكن تنظيم معارض أونلاين لأهم الأعمال المشاركة فى كل مسابقة أو ورشة، ولتكن مثلا لكل محافظة على حدة، أو لكل فئة عمرية على حدة، أو مسابقة قومية.

الأفكار كثيرة وتدبير الموارد ليس صعبًا، والخبراء موجودون فى قطاعات الوزارة وأجهزتها وقصورها وهيئاتها وأكاديمياتها، لكن.. من ينفذ؟