الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رئيس لجنة مستشفى عزل جامعة القاهرة د. أشرف حاتم:

سنطبق خطة التعايش مع كورونا مثل العالم

كان وزيرًا للصحة فى مصر، كما كان أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للجامعات، وهو الآن رئيس اللجنة العلمية بمستشفى قصر العينى الفرنساوى، الذى خصص كمستشفى عزل لجامعة القاهرة، هو الدكتور أشرف حاتم، الذى وضعنا أمامه كل الأسئلة التى تدور الآن حول صحة تطبيق العزل المنزلى، بدلا من دخول المريض لمستشفيات العزل، ثم الحجر الصحى للحالات الإيجابية، وهو البرتوكول المعمول به حاليًا، وسألناه عن حقيقة اعتراض أطباء مستشفيات العزل على المسح السريع الذى يجرى عليهم، باعتبارهم مخالطين للمرضى، وكونه غير دقيق، وبالتالى يعرضهم لتأخر اكتشاف الإصابة، وأيضًا عن سيناريو التعايش مع الفيروس الذى يشاع أنه سيطبق فى مصر بعد عيد الفطر، وتحدث معنا بكل صراحة.



• مجلس الوزراء خفف إجراءات الحظر الصحى ومنها تقليل ساعات حظر التجول، رغم عدم وجود علاج أو مصل لمواجهة فيروس كورونا.. ماذا يعنى ذلك؟.

- العالم كله الآن يتحدث عن تخفيف الإجراءات حتى لا يحدث انهيار اقتصادى، ولكن بشرط اتخاذ الإجراءات الاحترازية، والتى على رأسها التباعد الاجتماعى والبعد عن الازدحام خاصة فى الأماكن العامة المكتظة بالمواطنين، وارتداء الماسكات لتقليل العدوى، وفى أماكن العمل أيضًا، فبدأت كثير من الدول من أوائل مايو الجارى التخفيف تدريجيا. «الأعمال الهامة والضرورية تبتدى الناس تنزل خاصة الذين لم تظهر عليهم أعراض خطورة، لكن كبار السن أكثر من 65 عامًا أو أصحاب أمراض مزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسى أو القلب وغيرهما فلا، أو الذين يأخذون أشياء تقلل المناعة أو كيماوى أو كورتيزون أوغيره لا يفضل نزولهم».

• ما المطلوب من المواطن تحديدًا إذا قررت الدولة الأخذ بمبدأ التعايش مع الفيروس؟

- نحمد الله على وضع الإصابات والوفيات فى مصر، رغم أن هناك انتقاد أننا لم نقم بعمل مسح موسع للكشف عن الحالات وبالتالى أعداد الإصابات ليست كلها معروفة، ولكن أعداد الوفيات والحالات الشديدة التى تدخل العناية المركزة أو توضع على جهاز التنفس الصناعى أو توفىت هى أعداد لا أحد يختلف عليها، وهذه الأعداد محدودة وأغلبها تأتى لأشخاص لديهم عوامل خطورة، وأى شخص يعانى من أعراض بسيطة يعزل فى المنزل لأن الناس الذى يعانون من أعراض بسيطة فى العالم كله يجلسون فى المنزل لحين اختفاء وانتهاء الأعراض بعدها يبدأ الخروج من المنزل.  وهذه الخطة ستنفذ فى العالم كله ومصر ستفعل مثل العالم، (يمكن لما يحصل ده عدد الحالات يزيد نعم، لكن الحالات دى الحالات البسيطة وليس الحالات المزمنة، والوضع مطمئن لأن عندنا عدد الحالات الشديدة واللى بتحتاج تنفس صناعى والوفيات أقل كتير من العالم ومش احنا بس، لكن دول إفريقيا ودول الشرق الأوسط كله ويمكن الهند كمان، وهذا نتيجة عوامل كثيرة جدا جميعها لازالت نظريات ولم تؤكدها الدراسات بعد، والمفروض لما هنعمل ده زى العالم بنعمله واحنا مطمنين شوية)، المهم أننا نعيد تقييم الوضع الوبائى كل 14 يومًا.

• رئيس الجمهورية كان قد وجهكم بضرورة المتابعة المستمرة وتحديث خطة العلاج؟ 

- طبعًا.. لازم يتم التحديث باستمرار، وهناك لجان علمية تعمل وتحدد الخطة بناء على الوضع الوبائى، وتوجد لجنة عليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لكن توجد أيضًا لجنة علمية برئاسة الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية، تتابع الوضع الوبائى وتضع الخطة والتصورات، والدولة تنفذها.

• نقابة الأطباء أعلنت الأسبوع الماضى عن إصابة 90 طبيبًا و5 حالات وفاة بين الأطباء بفيروس كورونا.. ما تعليقك؟

- «دى حاجة مؤلمة جدًا»، ولكن العدد الرسمى فى أمريكا للأطباء الذين أصيبوا بكورونا 9 آلاف طبيب، بخلاف بقية أعضاء الفريق الصحى، وفى انجلترا العدد كبير أيضًا، والمشكلة لدينا ليست فى الناس الذى يذهبون لمستشفيات العزل أو يتعاملون مع ناس معروفين أنهم كورونا لأنهم يرتدون ملابس الوقاية الشخصية، ولكن المشكلة فى أغلب الحالات اللى وصلت من أطباء أو تمريض أو عاملين فى مستشفيات، أنهم خالطوا حالة جاءت للمستشفى لم تكن معروفة أنها كورونا، ومشكلتنا فى المستشفيات والمراكز الصحية أننا لا نستخدم وسائل الحماية الشخصية ولو حدث فلا تستخدم على الوجه الأمثل.

• بعض الأطباء اعترضوا على  إجراء المسح السريع لهم باعتباره ليس دالا بنسبة كبيرة؟

- هذه قصة أخرى، العالم يهتم الأن باختبار الأجسام المضادة ومسحة pcr، لكن الاختبار السريع عن طريق نقطة دم واحدة فهذا حتى الآن ليس دقيقًا فى التشخيص بنسبة 100 %، هناك اختبار تنتجه بعض الشركات التى لم تعتمد منتجها رسميًا حتى الآن من جهات دولية معترف بها مثل منظمة الغذاء أومنظمة الدواء الأوروبية، لكن خلال هذا الشهر وتحديدًا الأربعاء الماضى هناك شركتان، واحدة فى أوروبا وواحدة فى أمريكا أعلنتا أن حساسية المسح الذى ينتجانه بعكس الشركات الموجودة فى السوق المصرية حساسية منتجها ما بين 40 إلى 50 % فى تشخيص كورونا، وبالتالى النتيجة لا تكون دقيقة، إذا الفكرة فى حساسية الاختبار ومتى تستخدمه ولمن، «يعنى الأطباء مثلا اللى فى مستشفى العزل تستخدم لهم ايه قبل ما يدخلوا وبعد ما يخرجوا؟، وعموما دى كلها بروتوكولات».

•  بعض الدول العربية قررت عمل مسح للمواطنين فى المنازل؟

- طبعا المسح مكلف، ولا يمكن إجراء مسح لكل الشعب لأنه مكلف جدًا، ولكن المسح يتم للشخص الذى ظهرت عليه أعراض أو كان مخالطًا لحالات مصابة بالفيروس، والذى يتم فى العالم كله الآن هو اختبار الأجسام المضادة وهو أقل تكلفة، مثل المستخدم فى أمريكا وألمانيا، وتنتجه شركات أمريكية وأوروبية ويمكن من خلال نقطة دم معرفة النتيجة، لأن دقة نتائج الاختبار لديها أعلى بكثير من الاختبار الذى تنتجه الشركات الصينية الموجودة لدينا، واختبار الأجسام المضادة تعرف من خلاله هل تم إصابتى بالفيروس أم لا من الأساس.

 يشـــــــرح د. حاتم فائدة الاختبار: يوجد نوعان من الأجسام المضادة وهما (g ، m)، إذا كانت الأجسام المضادة g  عالية معناها لديك مناعة ضد الفيروس، وتستطيع النزول للعمل وتأخد الإجراءات الاحترازية وغالبًا يكون لديك مناعة لمدة سنة، وإذا كانت لديك الأجسام المضادة m فهذا معناه أنك تعرضت للفيروس خلال فترة الأسبوعين الماضيين وبالتالى لابد من عمل المسحة والأشعة لهذا الشخص، وبالنسبة للسلبى الذى لا توجد لديه أجسام مضادة g أو m فهذا معناه أنه يمكن أن يتعرض للإصابة بالفيروس فعليه أن يأخذ احتياطاته جيدا ويرتدى ماسك فى كل مكان يذهب إليه ويلتزم بالتباعد الاجتماعى، واختبارات الأجسام المضادة تكلفتها أقل.

• ماذا عن مستشفى قصر العينى الفرنساوى الذى تم تخصيصها كمستشفى عزل وترأس اللجنة العلمية ال تى تديره؟.

- هناك لجنة علمية تتابع بروتوكولات العلاج الخاص بالمرضى، وتصنف الحالات  إلى بسيطة أو متوسطة أو شديدة، واللجنة العلمية تضم أطباء من تخصصات الصدر والرعاية المركزة والباطنة وغيرها، وكل مستشفى عزل به لجنة علمية، وأنا أرأس اللجنة العلمية بمستشفى قصر العينى الفرنساوى وهى مستشفى العزل تابعة لجامعة القاهرة، ونتابع ونستشير بعضنا كل يوم نجتمع مرتين آخر اليوم مع الأطباء فى العزل عبر المنصة التعليمية «زوم» نتابع الأطباء داخل المستشفى ونتابع معهم الحالات ويعرضون علينا الأشعات الخاصة بالمرضى وغيرها من الأشياء.

• ما تقييمك للوضع الوبائى عموما فى مصر؟

- الوضع كويس جدًا، وأغلب مستشفيات العزل فى مصر الحالات الصعبة الموجودة فيها والتى تحتاج جهاز تنفس صناعى أقل من الحالات المحجوزة وهذا أمر يُطمئن.