الأحد 1 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وسط إجراءات احترازية..

دروس الثانوية «فوق السطوح»

ريشة: سامح سمير
ريشة: سامح سمير

يعيش طلاب الثانوية العامة هذا العام أجواء مختلفة، ليس فقط القلق من الامتحان الذى يبدأ فى 7 يونيو القادم، لكن من المذاكرة فى رمضان ومن متابعة أخبار فيروس كورونا، وتوخى الإجراءات الاحترازية، ومن ترقُّب أخبار الحظر المنزلى وساعاته، ومن التفكير فى أجواء الامتحانات وسط خطر الفيروس.



هم أيضا لا يستطيعون التواصل مع المعلمين بالطريقة التى اعتادوا عليها، فلا محاضرات للمراجعة النهائية ولا سناتر للشرح، والمعلمون الذين يقبلون الاستمرار فى الدروس الخصوصية يتبعون أشكالًا جديدة من التواصل قد لا تكون مريحة لكل الطلاب.

نيروز طارق، طالبة الشعبة الأدبية، تعيش حالة من القلق لأن هناك أجزاء من المنهج لم تستطع أن تفهمها عند مذاكرتها بمفردها، وفى الوقت نفسه لا تستطيع التواصل مع مدرسيها وحضور الدروس مع باقى زملائها، لأنها من سكان مدينة الشروق ويصعب عليها الانتقال بشكل يومى لمنطقة وسط البلد لحضور الدورس مع أصدقائها فى منزل أحدهم. 

تأمل نيروز أن تتحسن الظروف وتستطيع أن تحضر المراجعات النهائية مع زملائها لتعوض الأجزاء التى فاتتها، وكل ما تعتمد عليه الآن هو مذاكرة الأجزاء الأولى من المنهج، ولأن الأجواء فى رمضان لا تشجعها على المذاكرة، منعت والدتها التليفزيون نهائيا لتوفر لها الهدوء، وباقى أشقائها يعتمدون على الموبايل والتابلت لقضاء وقت الفراغ.

تخفيف أعداد الطلاب

أما محمد عبدالعليم طالب الشعبة العلمية علوم، فاستطاع أن يحضر عددا من الدروس الخصوصية فى المواد المهمة، لأن مدرسيه قاموا بتجهيز أسطح منازلهم لاستقبال الطلاب بعد قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية.  يقول محمد إن الكيمياء والفيزياء مواد من الصعب فهمها إلا من خلال التواصل مع المدرس بشكل مباشر، وبعد إلحاح الطلاب على المدرسين قرر بعضهم إعادة التدريس لهم بعد أن كانوا قد أوقفوا الدروس الخصوصية خوفا من العدوى بكورونا أو نقلها، ولكن بعد تخفيف عدد الطلاب فى مجموعة، بحد أقصى 10 طلاب فى المرة الواحدة. أكد محمد أن مدرسيه شرحوا الجزء المتبقى من المنهج خلال 3 حصص فقط، ثم أوقفوا الدروس ليعتمد كل طالب على نفسه ومذاكرته، خلال الفترة التى تسبق الامتحانات وبناء على ذلك وضع لنفسه جدولا للمذاكرة، قسم فيه المواد بشكل تدريجى قبل بدء الامتحانات. 

مذكرات معقمة

فى رأى عبير فاروق أن الطلاب من دون دروس خصوصية ومتابعة مع المدرسين لا يستطيعون المذاكرة بشكل جيد، لذلك تولت مسئولية متابعة ابنتها فى مذاكرة كل المواد، وحتى تتفرغ لها قامت بإرسال الأولاد الصغار لبيت والدتها حتى تخفف عنها المسئولية وتركز مع ابنتها التى فى مرحلة تعليمية مصيرية ومهمة. 

نظمت عبير لابنتها مواعيد نوم واستيقاظ، وجدولا للمذاكرة والمراجعة وأوقاتا خاصة للترفيه حتى لا تصاب بالملل وتفقد قدرتها على المذاكرة، بجانب ذلك تتابع عبير الأوراق التى تنزل فى المكتبات من مدرسى ابنتها وتحرص على شرائها بطريقة سليمة حتى لا تنقل العدوى، فمثلا تتلقى بنفسها الأوراق من ماكينة التصوير وتضعها فى شنطة معقمة حتى تحمى نفسها وابنتها. 

لايف ومسجل

المدرسون أيضًا فى وضع لا يحسدون عليه، فهم مسئولون عن الطلاب مسئولية كاملة وفى الوقت نفسه لا يستطيعون حضور الدروس بشكل طبيعى كالمعتاد، فاضطر أستاذ جمال السنتريسى مدرس الكيمياء أن يلجأ للفيديوهات ففى البداية قام بعمل فيديو شرح فيه جزءًا معينًا من المادة. 

يقول السنتريسى إنه وجد بعد نشر هذا الفيديو أسئلة كثيرة من الطلاب على حسابه الخاص حول هذا الجزء من المنهج، فلجأ إلى فيديوهات اللايف حتى يتلقى الأسئلة ويجيب عنها فورا، ويحاول خلال الفترة الحالية أن يستعد للمراجعات النهائية ليعوض فيها الطلاب عن هذه الفترة.

ملزمة وواتس آب

لكن أستاذ خالد حسن مدرس اللغة الإيطالية، الذى كان قد أوشك على إنهاء المنهج قبل قرار منع التجمعات، فلم يجد صعوبة مع طلابه، لأنه اختار مكتبة يتواصل من خلالها مع الطلاب فهو يقوم بطرح الملازم فى المكتبة وبعد يومين يطرح الإجابات ويقوم الطلاب بشرائها. 

يتواصل خالد مع طلابه عبر التليفون والواتس آب، ويحاول طمأنتهم، خاصة أن اللغة الإيطالية من اللغات السهلة والمضمون درجاتها إذا تمت المذاكرة بشكل صحيح. 

اللغة العربية مادة ذات فروع كبيرة ويصعب تلخيصها أو الانتظار للمراجعات النهائية، خاصة أن الظروف غير مضمونة بسبب فيروس كورونا، لذلك قام مدرس اللغة العربية محمود مصطفى بإعطاء الدروس الخصوصية فى منازل طلابه حتى يستطيع إنهاء المنهج. 

وعن التجمعات، أكد محمود أن هذا الظرف طارئ والامتحانات لن ترحم الطلاب فواجبه كمدرس أن يعطيهم المادة العلمية كاملة أيًا كانت الظروف، وتابع أنه يراعى التعليمات والإرشادات التى تم الإعلان عنها لتجنب العدوى بين طلابه وأهالى المنزل الذى يحضر فيه الدرس.

وأشار إلى أنه اتفق مع طلابه أن عدد الحصص سينتهى بانتهاء المنهج، وسيقوم بالاستغناء عن المراجعات النهائية، على أن يطرح الملازم والإجابات فى مكتبة معينة يتعامل معها.