الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إيجابيات أزمة كورونا..

بطولات وفرصة للعدالة

فرضت علينا أزمة كورونا أن نبحث عن بدائل آمنة للتدريس واستكمال ما يجب أن يتعلمه الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة، كان البديل هو التعليم الالكترونى بصوره المختلفة، سواء عبر وسائل التواصل المختلفة أو المنصات التعليمية او البرامج التعليمية او منصات البث المباشر التى قدمتها وزارة التربية والتعليم، من خلال الادارة العامة للتعليم الالكترونى فيما عرف بالحصص الافتراضية للمرحلة الثانوية، لنجد انفسنا امام ملحمة متكاملة أبطالها معلم وطالب وولى امر ووزارة. 



وزارة التربية والتعليم واصلت الليل بالنهار لحل الازمة بشكل آمن، فخففت المناهج  بوقفها حتى منتصف مارس، على أن يستكمل الطلاب باقى نواتج التعلم فى بداية العام المقبل، وتقييم الطلاب على ما تم دراسته بطريقة تربوية، وهى التقييم على أساس مشروعات تكاملية ، تعتمد على استخدم التعليم الالكترونى فى استكمال المتبقى من المنهج، وتدريب الطلاب على كيفية اجراء الأبحاث بشكل علمى سليم .

المعلمون، كانوا حجر الزاوية، بحثوا عن أبسط الوسائل للوصول للطلاب، البعض وجد من وسائل التواصل الاجتماعى وسيلة سهلة وبسيطة لشرح ما تبقى من المحتوى لطلابه، سواء فى شرح جزئيات المنهج أو التدريب على كيفية اجراء الابحاث وكتابة المراجع والنتائج ، ومنهم من بدأ فى تدريب الطلاب على الدخول على المنصات التعليمية ليكونوا فى حلقة اتصال دائم مع طلابهم، يقدمون لهم الدعم بشكل دائم ومجانى، مما يجعلنا نفخر بمعلمينا الأبطال.

  ولى الامر قام بدور واع فى مساعدة ابنه فى البحث عن المصادر أو تنظيم وقته من اجل استكمال باقى المنهج، حرصا منهم على مستقبل أبنائهم. التلفزيون المصرى، كان مصدرًا آمنًا وملاذًا حصينًا لابنائنا، فقدم خدمة تعليمية مجانية عبر قنواته التعليمية المختلفة من الصف الأول الابتدائى حتى الصف الثالث لثانوى.

السؤال هنا..ماذا بعد كورونا هل سيتسمر التعليم الالكترونى كوسيلة للتعلم ؟

 الأزمة الحالية أعادت لنا اكتشاف أهمية التعلم الالكترونى وفى اعتقادى أنه سيصبح الورقة الرابحة للعبور إلى مستقبل، يتسم بسرعة التطور، فلو تم استخدامه بالطريقة المثالية ستختفى ظاهرة مثل ظاهرة الدروس الخصوصية على سبيل المثال، فالطالب لديه مصادر متعددة مشروعة للتحصيل، كالبرامج التعليمية والفصول الافتراضية المقدمة من الوزارة، التى ستعيد ترتيب أوراقها مرة أخرى وستعتمد على التعلم الالكترونى بشكل فعال فى تدريب الطلاب على التعلم والتقييم الذاتى ، من اجل خلق جيل قادر على البحث والتعلم الذاتى من مصادر متعددة، لن يعتمد الطلاب ثانية على مصدر واحد، كفانا أجيالا تحفظ وتصم وأحادية التفكير من أجل اختبار تحصيلى نهائى.

 سيعمل الجميع من أجل تنمية مهارات وقدرات أولادنا، لتمكنهم من اتخاذ قرارات، بناء على التفكير الناقد، دعونا نعلم أبناؤنا أن الكتاب المدرسى ليس كتابًا مقدسًا، وليس هو مصدر المعلومة الوحيد، دعونا نربيهم على الرآى والرآى الاخر لنعد جيلًا قادرًا على بناء مستقبل أفضل .

الابحاث.. عدالة 

المدارس الدولية فى مصر تعتمد على أساليب متعددة للتقويم التكويني(المستمر) كالاختبارات القصيرة، والتعلم القائم على المشروعات، بعكس مدارس التعليم المصري(حكومى وخاص  ولغات ) حيث ليس لدى الطالب الفرصة لتحسين أدائه، خاصة بعد إلغاء الامتحانات الشهرية وامتحانات نصف التيرم، ليقتصر تقييم الطالب على تقييم نهائى فقط، وندرك نحن التربويين وجود فجوة كبيرة بين الطالب الذى ينتمى للتعليم المصرى، والطالب الذى ينتمى للتعليم الدولى، فى التغذية الراجعة وفرصة التحسين، ابناؤنا الذين ينتمون للتعليم المصرى ليس لديهم تلك الفرصة، ومن هنا غابت العدالة الاجتماعية فى التعليم المصرى لسنوات طويلة .

لذا فالتقييم القائم على المشروعات يجب أن يستمر، مع وضع ضوابط ومعايير لقياس اداء الطلاب بالطرق الموضوعية، البعيدة عن ذاتيه المعلم، حتى نحقق تلك العدالة وننمى لدى طلابنا حب المعرفة والبحث والاستقصاء .

أما عن فكرة الابحاث التكاملية، فهى فكرة جيدة لانها تعد من المقاييس الهامة، لأنها تقيس مدى فهم الطالب لنواتج التعلم ومدى ادراكه لتكامل المعرفة بين المواد المختلفة،  كما ان استراتيجية التعلم الالكترونى القائم على المشروعات المتكاملة من انسب الطرق التى يمكن من خلالها تدريب الطلاب على التفاعل بشكل جماعى، فى البحث عن المعرفة والتعلم الذاتى، وهى ايضا من استراتيجيات التعلم المرتكزة حول المتعلم التى نادينا بها لسنوات طويلة قبل الازمة، وتتيح فرصة ذهبية للطلاب فى تبادل المعلومات والاراء وصياغة العبارات بشكل جماعى، مما ينمى لديهم مهارات كالعمل الجماعى والتفكير الابداعى.

أخيرا، اذا نجحت وزارة التربية والتعليم فى تغيير طريقة التعلم والتقييم بناء على فرصة أزمة كورونا، سيمكننا أن نقول أنها قدمت خدمة تعليمية مصرية بمعايير دولية .