رمضان ينتصر على كورونا
خيامية وعربات فول وكنافة جوه بيتك

ياسمين عبدالسلام
«رمضان بهجة ولمة.. الناس كلها قاعدة فى البيت؛ فمحتاجين ندفى جو البيت وروحه.. اتفقت أنا وأختى وقررنا نغير شكل البيت ونزينه، خصوصًا السنة دى مفيش عزومات ولا سهر ولا إفطار ولا سحور برة فى كافيهات أو مطاعم زى كل سنة، يبقى على الأقل نجمل شكل البيت ونغيره للصورة اللى توحى بالمناسبة عشان نحس بالفرق عن الأيام العادية».
هكذا فكرت العشرينية هدير ناصر، مدرسة اللغة الإنجليزية للأطفال بإحدى مدارس الإسكندرية، وأختها روان، الطالبة بكلية تربية أطفال، فى كيفية تحويل المنزل لخيمة رمضانية مريحة للعين والروح تحب النظر إليها والجلوس بها، بعيدًا عن وضع البقاء بالمنزل الذى فرضه الحظر الصحى على الجميع.
اشترت الفتاتان علب البويا لدهان منزلهما وتغيير شكله تمامًا من الداخل، من خلال تصميم بعض اللمسات الرمضانية ووضعها بركن الديكورات والمناسبات، ولكن، هل اكتفتا بذلك؟
«الناس خلاص اتعودت على القعدة فى البيت بعد فترة من قرار الحظر، لكن فكرة انك مش هتقدر تشوف صحابك فى رمضان وتفطر معاهم وتسهروا فى مكان بتحبوه لحد السحور زى كل سنة هو ده المختلف فى رمضان السنة دى».
قررت الفتاتان نقل بعض مظاهر رمضان التى نراها بالشوارع إلى المنزل، والتى لن تكون موجودة بعد بدء ساعات الحظر، حيث ستختفى أهم عربتان من الشارع اعتدنا رؤيتهما والوقوف أمامهما طوابير، عربتا الفول والكنافة، «إحنا الاتنين أغلب شغلنا مع الأطفال وبنحب التزيين والرسم والألوان والشغل على قطع بخامات مختلفة وتحويلها لقطع ديكورية وشغل الكرافت عموما.. اشترينا قماش الخيامية والكرتون الناشف من علب الشيبسى القديمة اللى بيتعمل بيه رفوف وأدراج ديكور، ودى عندها منها كتير بحكم شغلى، والعرايس اللى بنعملها من شرابات الفيليه وبنحشيها فايبر وبنعمله لبس من قماش الخيامية سواء كان عباية وعمة وقفطان أو فستان حسب الشخصية، ونجسمها حسب الشكل اللى عايزينه ونعملها عينيها وأنفها»، هكذا بدأت هدير وروان تصميم عربة الفول.
فول وكنافة بجوارب وفايبر وخيامية
«بنعمل الشخصية اللى حابينها ونجسمها، أنا عملت الراجل بتاع الكنافة قريب من شخصية فزاع فى مسلسل الكبير، وروان عملت صاحب عربية الفول قريب لشخصية معلم.. حطينا تصميم معين وبدأنا نقطع الكرتون عليه، وبعد ما خلصنا بدأنا نلزق الحاجات على بعضها ونغلفها بقماش الخيامية وحطيناها فى ركن الديكور فى البيت.. حطينا إضاءة هادية دافية مريحة للعين، وجبت أطباق من عندنا وخضار من الثلاجة وحطيناه على العربية عشان تدينا نفس إحساس الشارع، ومن قلة وطبق بلاستيك لزقناهم فى بعض وعملنا قدرة الفول».
حاولت الفتاتان استغلال المواد الخام التى لديهن حتى لا تضطرا إلى النزول للأسواق فى هذه الظروف لشرائها، «المنشية عندنا زحمة جدًا خصوصًا فى المناسبات اللى زى كدة ولا كأن فى كورونا ولا حاجة، نزلنا اشترينا حاجات بسيطة كانت ناقصانا وبقينا نستخبى ورا الكرتون اللى اشتريناه وخايفين من كم الناس حوالينا».
بعد الانتهاء من عربة الفول، صممتا عربة الكنافة بطرابيزة من الرخام مغطاه بأقمشة رمضان، وعليها خيط أبيض سميك موضوع بطريقة دائرية حول بعضه كى يعطى الشكل المعهود للكنافة التى نذهب لشرائها، «عربية الكنافة ماخدتش مننا ربع ساعة فى تصميمها.. وجمبها مدفع رمضان اللى عملناه من الكرتون وجمبه كور فى الأرض من البالونات ملفوف عليها خيط الخيش ملزوق بغراء»، هكذا وصفت هدير، التى أرادت نقل الرموز الرمضانية من الشارع للمنزل بإضاءات هادئة مريحة توحى بأجمل أجواء الديكورات الرمضانية.
زوايا الصلاة بزخارف رمضانية
استعرض عمرو الهوارى، مشاهد من داخل منزله على حسابه الشخصى بالفيسبوك، بعد أن أعد هو وأسرته ركنًا داخل المنزل للصلاة، به سجاد يشبه سجاد المساجد ومزخرف بتصميم الكعبة والحرم المكى، ودهنت الحوائط بألوان المساجد كالدهبى والأخضر مرسوم عليها المآذن العالية والزخارف الإسلامية، وسلالم من الكرتون تحت هذه المئذنة لتعطى إحساس صعود إمام الجامع عليها، وأمام كل هذا مصحف كبير موضوع على حامل المصحف المعروف بلونه المميز، وأسماء الله الحسنى المعلقة على أحد الحوائط، ثم حامل المصاحف بإحدى الزوايا محتويًا على عدد من المصاحف، وأخيرًا أغطية رأس للنساء، كل هذه العناصر التى علتها الإضاءات الخافتة التى أعطت الإحساس بالشهر الكريم، فيقول عمرو أن غلق المساجد نتيجة للظروف الحالية لا يعنى أننا لن نستشعر الأجواء الرمضانية الروحانية، نخصص ركنًا محددًا فى البيت بديكور معين وبأقل التكاليف، هكذا قال.
خيمية رمضانية جوه بيتك
«خيمة رمضانية منزلية»، هكذا أطلقت هدير منصور على أحد الأركان التى خصصتها لطفلتها الصغيرة بالبيت والتى وضعت فيها أباجورة بإضاءة خافتة مغطاة بقماش الخيامية المرسوم عليه شخصيتا بوجى وطمطم، وبداخل هذا الركن وضعت العروسة طمطم، الشخصية الرمضانية التى نشأ معظمنا على مشاهدتها ضمن الأعمال الرمضانية الأساسية لعدة سنوات، ثم بعض الخداديات الصغيرة المكسية بالأقمشة الزرقاء المزينة ببعض الزخارف الإسلامية الجميلة، «حبيت أنقل جزءًا من شكل رمضان اللى بنحبه لبيتى وأحسس بنتى بالأجواء دى رغم أنها صغيرة جدًا ويمكن ما تفهمش ده دلوقتى، لكن عايزاها تكبر على التصميمات دى والصورة الذهنية اللى عرفناها عن رمضان وديكوراته، خليت ركن ألعابها خيمة رمضانية بمعنى الكلمة وغطيته بقماش الخيامية على شكل الخيمة»، هكذا قالت هدير.
فستان الخيامية
«كلنا زعلانين إننا مش قادرين نسهر فى الأماكن اللى اتعودنا نخرج فيها كل سنة فى رمضان، لا قادرين نروح الحسين بكافيهاته والأجواء الصوفية اللى بنحبها هناك وسماعنا لتواشيح النقشبندى جنب مساجد الأزهر والحسين ومحلات الفوانيس اللى بتفضل فاتحة لحد آذان الفجر وسحورنا فى الشوارع مع الناس كلها، كله بياكل مع بعضه حتى لو مانعرفش بعض.. كنا بنحب نروح كل سنة ومعايا بنتى عشان نعودها ونحببها فى أجواء رمضان»، هكذا قالت خلود البسيونى الشابة العشرينية، والمصممة الداخلية التى اعتادت الخروج فى رمضان كل عام بصحبة زوجها وابنتها الصغيرة لقضاء الليالى الرمضانية والتى أطلق عليها رواد السوشيال ميديا مؤخرًا «Ramadan Nights»، ومنعتها الظروف الحالية من ممارسة عادتهم هذه، فقامت بتصميم ديكورات رمضان التى حفظت تفاصيها ونقلتها إلى منزلها، بالأقمشة الرزقاء والحمراء التى غطت حوائط منزلها وأرضياته، وتصميم الموائد الصغيرة من الكرتون والزجاج وتغطيتها بقماش الخيامية المعروف، ووضع مدفع رمضان بجاوره عدد من الفوانيس المختلفة فى الشكل والحجم بهذا الجزء من المنزل، حريصة على أن تكون جميع الفوانيس هي الشكل التقليدى للفانوس الذى نشأنا عليه، ولكن أضافت على ذلك الجزء الأهم كما قالت، فكانت ابنتها هى بطلة هذه التصميمات بعد أن صممت لها والدتها فستانًا من قماش الخيامية وتربون لتغطية شعر الرأس وبعض الاكسسوارات المكونة من الهلال والنجمة لتقف الفتاة بهذا الشكل الأنيق بجانب الهلال الكبير الموضوع بهذا الركن، ممسكة بفانوس صاج ملون مضيء، معبرة بابتسامتها الرقيقة عن فرحتها بالأجواء الرمضانية التى نقلتها الأم للمنزل. كوخ الخيامية
«دى مش البلكونة ولا روف.. دى أوضتى، قرار جريء أخدته بأنى أحول غرفتى لكوخ لأن كان نفسى جدًا أعيش داخل كوخ وأجرب حياة الطبيعة بعيدًا عن الحوائط الأسمنت والخرسانة، معتمدة على الخوص فى الحوائط وبيتخلله الإضاءة النهارية الربانية» هكذا قال علاء على، المهندس الزراعى، الشاب الذى قرر ألا يستسلم لاكتئاب التواجد المستمر داخل المنزل بهذه الظروف، التى لا يستطيع فيها الالتقاء بأصدقائه والسهر معهم، فقرر أن ينقل ديكور أحد الكافيهات التى يفضل الجلوس بها بهذا الشهر الكريم إلى غرفته، واضعًا النجيل الصناعى على أرضية الغرفة، والمخدات الموضوعة بكل أركان الغرفة والمغطاة بقماش الخيامية الأحمر اللون وأخرى زرقاء زخرفة بالطراز الرمضانى المصرى المعهود، واضعًا مصحفه الخاص بزاوية تعلوها إضاءة خافتة تخرج من أفرع الإضاءة المصمة على شكل الفوانيس الصغيرة وأخرى من الهلال والنجمة، والتى تتغير ألوان إضاءتها ما بين الأحمر والأزرق والأخضر، وبعض القطع الديكورية التى تسقط من سقف الغرفة والمغلفة أيضًا بقماش الخيامية. وبركن آخر من الغرفة وضع علاء كراسى من الخوص المتواجدة بأسطح المنازل والحدائق ومغطاة بالخيامية أيضًا، يتوسط كرسيان منهما مائدة دائرية من هذا الخوص مزينة بنفس النوع من القماش موضوع عليها مصحف ملون، هكذا حرص المهندس الزراعى على ألا يفتقد الجو الروحانى المحبب إلى قلبه بهذا الشهر الكريم.