الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

زيارة لحميات إمبابة

هنا يعرفون مرضى كورونا

ريشة: أحمد وحيد
ريشة: أحمد وحيد

جنود الله في أرضه.. أصحاب البالطو الأبيض.. أطباء وتمريض.وفنيون. كل يوم يثبتوا أنهم جنود بواسل شجعان حاملو سلاح من أسلحة الله «شفاء المرضى» سبب في تعافيهم.. سببا لرسم الإبتسامة على شفاه البشر أجمع فمن منا لا يمرض من منا لا يحتاج لرعايتهم.. إلا أن بعض الناس يسبونهم بأبشع الكلمات وكأنهم السبب وراء ما حدث لذويهم يحملونهم فوق طاقاتهم.. الأطباء ملائكة الله في الأرض.. وهو لا يرضى أن تهان ملائكته وجنوده.. فرفقاً بأطباء مصر وممرضيها.  



بعدما تناثرت أقاويل حول تكدس فى مستشفيات الحميات وأنها يمكن أن تصبح مصدر لانتشار الفيروس بسبب تزاحم واختلاط مرضى الأمراض الصدرية بمرضى فيروس كورونا المستجد، زارت «صباح الخير» حميات إمبابة، لمعرفة الوضع هناك . كمريضة دخلت المستشفى، لأرى كيف تتعامل مع الحالات المشتبه فيها كحامل للفيروس، دفعت قيمة التذكرة وانتظرت دورى وجلست بين المرضى، الغريب!! لم أر أى خوف على وجوههم!! تحدثت معهم وسألتهم عن سبب وجودهم هل هو للكشف العادى أم أنهم لاحظوا بعضاً من أعراض «كورونا»؟

 أغلبهم نفوا أنهم جاءوا لخوفهم من الفيروس، قال أحدهم أنه يعانى من صعوبة فى التنفس منذ سنوات عديدة ويأتى كل فترة للعلاج وأخر أن لديه حساسية صدرية والأمر بسيط وسيدة كبير تتلثم بشالها قالت أنها تعانى من صعوبة فى التنفس ومشاكل على الرئة، قيما قال شاب عشرينى أنه جاء ليطمئن على نفسه لأن لديه أعراض برد.

داخل المستشفى تسود حالة من الطمأنينية، عكس القلق والفزع فى الأخبار المتداولة وجاء دورى ودخلت حجرة الكشف بعد أن سمحت لى  الممرضة ولم يكن قد انتهى بعد الطبيب من الحالة التى سبقتني، انتظرت دقائق قليلة داخل الحجرة إلى أن انتهى، بعدها جسلت وفحصنى الطبيب بالملعقة الخشبية المخصصة للفم، وسألنى بعض الأسئلة أو بمعنى أدق أنا من تناقشت معه وكأننى متخوفة من أن أكون مصابة «بفيروس كورونا». سألنى هل خالطت أجانب؟ قلت له نعم، تحدثتى معهم أم لامستيهم؟ تحدثت فقط.. ثم كتب لى عمل التحاليل والأشعة «صورة دم، نسبة البروتين فى الدم، وانتهى الكشف على هذا..

سألته هل توجد حالات مصاب بفيروس كورونا داخل المستشفى؟ قال المستشفى كلها «كورونا» فضيناها لحالات الكورونا.. وهل هى حجر صحي؟  لا لكنها مخصصة للكشف واكتشاف الحالات ثم نقلها إلى الحجر الصحى.

التمريض فى حميات امبابة.. هادىء

تحدثت مع بعض العاملات والممرضات داخل المستشفى عن وجود أى حالة أثناء الكشف والفحص الطبى لها مصابة بفيروس كورونا؟

 جميع العاملات اللاتى تحدثت معهن نفين باستماتة وكأنه «سبة أو أنه مرض يسيء لسمعة المستشفى» أيضا بعض الممرضات كان لهن نفس الموقف.. إلا أن بعض الممرضات أكدن لى أنه توجد حالات بالفعل ومنها ممرضة زميلة لهن وهى «وفاء» الممرضة التى أصيبت بعد مخالطة مريض مصاب وتم عودتها بعد خروجها من المستشفى بدقائق بعد الإنتهاء من عملها، وعادت وتم نقلها إلى الحجر الصحى.. هل تم الكشف على باقى العاملين فى المستشفى من تمريض وأطباء وعمال ومن تعاملوا معها؟.. نعم فى نفس اليوم تم فحص جميع الأطباء والتمريض والعمال، وجميع النتائج سلبية..  إذا أصيبت إحداكن ماذا ستفعل بعد التعافى؟.. الثلاث ممرضات فى نفس واحد «هنقعد فى البيت مش هنرجع تانى».. هل تحدثتن إلى زميلتكن المصابة؟

نعم تعافت من الفيروس ولن تعود مرة أخرى للعمل على عكس ما قالته مع الإعلامية «لميس الحديدي» هى صديقتنا ونعرفها جيدا لن تعود!!

الحالات الايجابية

سألت د. صفاء أحمد عبد السلام  رئيس قسم ترصد الأمراض المعدية بمستشفى حميات إمبابة.. كيف يتم استقبال الحالات من وقت دخولها المستشفى؟

-منذ لحظة دخول الحالات توجد غرفة للفرز بها طبيب واحد ويسمح بدخول حالة واحدة للكشف عليها وبعد كل حالة الطبيب يغير الماسك الخاص به والجوانتى الطبي، وغرفة أخرى للعزل إذا اشتبهنا فى حالة تحمل الفيروس نقوم بعزلها داخل هذه الغرفة.. وإذا كان عدد الحالات كبير ماذا تفعلون؟

إذا كان كبير نعزلهم فى مكان مفتوح مخصص حتى نتأكد من وجود فيروس أم لا والحالات الإيجابية نتصل بالإسعاف ليرسل لنا عربية مجهزة لنقل الحالة للحجر الصحى المتاح تصاحب عربة الإسعاف سيارة شرطة.. كيف يكون تعقيم غرفة العزل لديكم؟

غرفة عادية لكنها جيدة التهوية، ليس بها سوى شيزلونج وكرسى للطبيب ولسحب العينة، وتكون لحالة واحدة فقط.. وكيف يتم التعقيم ذاخل المستشفى بعد الحالات الإيجابية لفيروس كورونا؟

تنظف الأرضيات بكلور ونحن نغسل أيدينا بالكحول، والعمال ينظفوا المكاتب أكثر من مرة يوميا.. هل هذا يكفى؟ تنظيف الأرضيات بالكلور وتعقيم الأطباء والتمريض بالكحول ..أتأكدتم من عدم ملامسة حامل الفيروس للأبواب والأسطح والمكاتب وأى شيء لامسه بيده أوعطس فخرج رزازه عليه ؟أعتقد أنه لابد أن ترش المستشفى بالكامل بمطهر ما أو بشىء ما يشمل كل سم فى المبنى والمستشفى بشكل عام لسلامة الآخرين؟

كيف يستطيع الطبيب أن يميز بين حالات الأمراض الصدرية العادية وبين حامل فيروس كورونا لعزله قبل ظهور نتائج التحاليل؟

إذا اشتبه الطبيب فى حالة يبدأ بسؤاله بعض الأسئلة مثل إذا كان عائد من الخارج أو مخالط لشخص يحمل الفيروس أو مخالط لأجانب، فنجرى فحوصات أولية، تحليل صورة دم وأشعة على الصدر ، لنعرف ما إذا كان ما يشعر به عدوى فيروسية أم بكتيرية..  إذا أظهرت الأشعة وجود إلتهاب رئوى أصبحت الحالة تحت دائرة الإشتباه ولابد من حجزها لأن هذا الفيروس أول أعراضة أن يحدث إلتهاب رئوى للشخص المصاب.

وإذا كان هو بالأصل مريض بنوع ما من الحساسية الصدرية أو الإلتهاب الرئوى؟

أيضا يدخل تحت دائة الإشتباه إلى أن نتأكد من أن المسحة الخاصة به وتحليل البى سى آر، سليم، نتركه فى هذه الحالة فقط.

هل من الممكن أن يصاب مريض ربو أو أى أمراض صدرية أخرى بهذا الفيروس «كورونا»؟

نعم بل هم أكثر عرضه للإصابة هم وكبار السن.

ماذا إذا أصيب شخص بالفيروس وتعافى تكون لدية مناعة له ولا يعود مرة أخرى ؟

هذا كلام غير علمى وليس له أى أساس من الصحة، هذا الفيروس مستجد ومازال العالم فى حالة دراسة له وكيفية طريق علاجه.. هناك نقطة هامة أود أن أذكرها المريض عند لحظة دخوله يعطونه فى الإستقبال ماسك لحمايته.

هذا غير صحيح يا دكتورة لأننى اتخذت إجراءات الكشف العادى كأى مريض لأكون أمينة على ما أكتبه، ولم يعطينى أحد ماسك ولم يعطوا لأى مريض قبلى ممن رأيتهم؟

-لابد وأن تكون قد نفدت الكمية.

ما عدد الحالات اليوم من المشتبه فيهم والمخالطين لهم؟

حتى الآن الساعة الثانية عشر والنصف، 31 حالة منهم 24 مشتبهاً بهم و7 مخالطين لحالات ايجابية.. ما إجراءات الفحص تفصيلا؟

أول شيء بعد الاشتباه نبدأ بأخذ مسحة من الحلق والأنف وعينة دم لعمل «بى سى آر» ولدينا هنا داخل المستشفى معمل لعمل هذا التحليل، نجمع حوالى 6 أو 7 عينات ونضعها على التراك وتظهر النتيجة بعد 8 ساعات، وإن كانت النتيجة سلبية يتم طلب الإسعاف ونقلها للحجر الصحي.

كيف يتم الترصد للأمراض المعدية وما عددها؟.. يتم الترصد لها أولا بعمل حملات توعية ، ثم البحث عن سبب المشكلة أو سبب انتشار المرض، لدينا 40 مرضاً معدياً من بينها فيروس «كورونا» المستجد.

نصابو كورونا

أثناء الحديث لاحظت وجود مشكلة ما، بعض الأطباء مشدودون وهناك شيء ما يغضبهم، فسألت ما المشكلة؟.. قالت عبد السلام أنه جاء بالأمس 10 شباب كذبوا «نصبوا» علينا وقالوا أنهم خالطوا أجانب مصابين بفيروس كورونا»  فخوف منا على السلامة العامة أخذنا منهم عينات لإجراء التحليل لهم لكنهم هربوا قبل أن تظهر نتيجة التحليل، واتصلوا اليوم عندما علموا أن النتيجة سلبية، ليأخذوا تقارير  لتقديمها لجهة عملهم وهى جهة عمل خاصة، كلفوا الدولة 11 ألف جنيه نتيجة استهتارهم كان أحق منهم مرضى حقيقيون.

 «مش عاوزين غير عيش وجبنة لعيالنا»

خارج المستشفى عالم آخر مليء بالهموم، المتضررين من الوضع الحالي، «حظر التجوال» وتوقف الحياة و «خليك فى البيت»، أخذت آراء بعض العمال وسائقى التاكسى من أمام المستشفى، صرخ رجل فى وجهى قائلاً : أنا عامل هنا فى الجراج بأشتغل باليومية والحياة توقفت تماما «إحنا بنموت من الجوع، أأكل عيالى ايه لازم أخرج لو استمر الحال مش عارف هأعمل ايه هأقطع جيوب الناس هنسرق علشان نعيش.. قلت له اهدى وفترة صعبة على الجميع وستمر على خير .. قال أنا عايز أأكل عيالى عيش وجبنة.

الحظر وحده لا يكفي

حظر التجوال من الساعة الخامسة مساءا وحتى السادسة صباحا، غير كاف وربما يأتى بنتائج عكسية إذا لم يجلس جميع المواطنون داخل منازلهم، الأجازات تسرى على الموظفين فقط أما القطاع الخاص لم يعط أجازة للعمال والموظفين..الأخطر مترو الأنفاق ..الجميع يتصارع من أجل اللحاق بآخر مترو، وكأنه يحكى واقع موظفوا القطاع الخاص والصراع بين الموت من الجوع، أو الموت من «كورونا».