الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السودان قبل وبعد .. كورونا 

ريشة: آية الشافعى
ريشة: آية الشافعى

 يقف العالم فى ذهول بما حل به كالقضاء المستعجل والبلاء المستفحل حتى هانت كل الصعاب والمصائب دون ذلك، فللأزمات أوجه متعددة، فاليوم أعلن معلن أن خمس حالات قد تأكد ظهورها بالسودان تحمل فيروس كورونا، وكان أولو الأمر قد سبقوا ذلك بتوجيهات احترازية تم بموجبها إطلاق سراح ٤٢١٧ سجينا، وحظر للتجوال من الساعة الثامنة مساء للسادسة من صباح اليوم التالى.



إذن دقت نواقيس الخطر، بالأمس كنا نشكو ونندب ونلعن ما وقع علينا من بلاء من صنع المفسدين ممن تولوا أمر البلاد والعباد، كنا وما زلنا نعانى من الندرة والمزايدة فى السلع الأساسية والأدوية المنقذة للحياة، كنا ومازلنا نقضى أغلب ساعات اليوم فى البحث عن مخبز لا يتجاوز عدد من يصطفون فى طلب الخبز أقل من ستين سبعين فردًا رجالا ونساء لنظفر فى نهاية المطاف بثلاثين قطعة خبز.. فعليا هى ثلث الوزنة الماضية قبل أن يقرر أصحاب الضمائر المنعدمة، والنفوس الدنيئة، المتاجرين بأقوات الغلابة، قرروا الثراء فى ظل انشغال الرقيب بأمور أخرى، وكذا الحال بالنسبة للوقود.. أما العملة فحدث ولا حرج، لا أريد أن أذكر أرقامًا حتى لا تسقط المصداقية عندما تأتى الساعات القادمة بأرقام أعلى.  كل هذه الأزمات خلقت جوا من التضجر وعدم الثقة وجعلت بين المواطن والمواطن هوة اسمها عدم الثقة، ناهيك عن ما بينه والحكومة وصار سوء الظن من (أولى) الفطن، أنا أشك إذن أنا (مفتح) ولم يولد بعد من يغشنى، كل حدث خدعة كل حديث خطة جهنمية لن تنطلى على أحد .هذا ما وصلنا إليه جراء المؤامرات والدسائس. وصار كل من تمكن من نشر غسيل قذر للآخر يفعل دون أى مراعاة لكيف تكون ردة فعل الآخر.. المهم ( ينشر بس) وما زال النشر مستمرًا حتى أضنى من تطوع بلمه فتركه ومضى، ومضت الأيام بأقل مما تمضى به القافلة بطاقة أقلها سرعة.. هذا البطء قد يكلف (الغافلة) مغبة استغفالها إذا ما سارت كورونا حقيقة بين الركبان، فحتى يقتنع الناس ببوادر الخطر القادم ..عليه أن يقضى على ثلثهم ومن لم يمت بكتائب من سبقوا مات بغيره. إذا لم يحاسب من يستحق الحساب من السابقين إلا بما أوصل الناس إليه من انعدام الثقة لكفى وأبرد القلوب المنفطرة والنفوس التى طال ذلها، والغريب فى الأمر كل ما سبق قد اشتركت فيه الدول العربية والأفريقية وكأنها لعنة قبل وصول لعنة أكبر شغلت من كانوا أفضل حالا، فصار الغد لا يمكن التنبؤ به، فهنا يصل الإنسان حد العلم فهو عند الله جل وعلا وحده فنسأله اللطف والرحمة. السؤال ماذا بعد كورونا أيًا كانت.. مخلوقة أو مخلقة؟ كيف يبدو العالم وترتيب الكبار؟ من هم قادة العالم القادمون؟ لمن تصفق البشرية وتدين بالحياة؟  إلى أن تأتى الأيام بالأجوبة سيظل الجميع ما بين مبتلى مجتهد، ومنتظر وقوع البلاء مرتعب، ومستخف يطلق الخرافات ويصدقها وينشرها بغباء، فيلتقطها بدهاء من يستغلها مغت استغلال وليس شائعة من انطلق فى المهد متكلما موصيا بشرب الشاى المر قبل منتصف النهار ببعيده، فكل فرد من الأسرة عليه بشرب ملعقة واحدة من كوب واحد ليزول بعدها فيروس العصر الذى غلب الطب والطبيب، وما إن طلعت شمس اليوم التالى إلا وقد تضاعف سعر الشاى للضعف ومصائب قوم عند قوم فوائد.. الله المستعان. ودمتم فى أمن وأمان.