السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
خطر كورونا ومخاطر مجتمعية

خطر كورونا ومخاطر مجتمعية

 نقدر جهد مسئولينا والذين يعملون على كافة المحاور لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا، والحد من التداعيات السلبية والخطيرة على مواطنينا وعلى اقتصادنا وعلى معيشتنا، فى مهمة فى غاية الصعوبة يتعدى تعقيدها وسلبياتها ومخاطرها ما يواجهه العالم المتقدم. ففى مصر ومحيطها وجنوبها نتشارك فى وضعية اقتصادية صعبة تعقدها بنية اجتماعية وثقافية متدنية مستندة لتراث تطوعه القوى الظلامية لخدمة استراتيجيتها بفتح مصر.. فلا غرابة من تعظيم الاتكالية وتعظيم عملية التناسل - رغمًا عن ضيق ذات اليد – باعتبار أن كله مكتوب والأرزاق على باب الله فلا نقاوم ولا نشحذ الهمم ونعيش الغيبيات.. وحينما نجتهد ونعقد اجتماعات ونتناقش ونتحاور لأيام لنتساءل، بعد أن تغلق أماكن التجمعات بما فيها المساجد وما فى حكمها من زوايا.. إلخ، فهل يتم رفع الأذان كما هو من المآذن.. أو ندخل عليه التعديلات المواكبة لما تعيشه مصر من مخاطر حقيقية ويصبح الاجتهاد والنقاش والفكر يرتكز حول كيفية أن يكون الأذان لدعوة الصلاة فى المنازل..؟! فينزوى المواطن المصرى الذى يعانى معيشته ويخاف مستقبله وعياله،  بمتابعة المشهد الغريب.. فما هذا الجدل والتحاور واستنفار هم الماضى.. فقد صدرت قرارات إغلاق أماكن التجمعات كافة بما فيها المساجد... فيزداد كآبة هذا المواطن وخوفه من مستقبل يسيطر عليه فكر وسلوك تعيشه ظلاميات ماض، خاصة ما تبرره وتردده أنه سبق الدعوة والتأكيد على أن الوضوء 5 مرات واستنشاق الماء وارتداء النقاب هو ما يحميهم ويحمينا من هذا الفيروس القادم من بلاد الإلحاد والكفر…



ويتحسب هذا المواطن لما بعد زوال مخاطر كورونا من مصر ويتساءل حول ضرورة مواجهة كافة السلبيات التى كشفتها هذه الأزمة واستشراف مستقبل علم وحداثة بلا معوقات وبلا قيود جهالة وظلامية، خاصة وهو يتخوف من استمرارية هذه الأزمة بعد أن يتعافى منها العالم المتقدم... فستكون مصر ودول شمال أفريقيا هى الأشبه بحالة إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا الآن، عندما يضرب هذا الوباء الشعوب الأفريقية جنوب الصحراء الفقيرة والتى لا تملك أى بنية اقتصادية / اجتماعية تساعدها فى مواجهة هذا الفيروس فيكون ملاذ شعوبها الهروب شمالًا.. وبالضرورة مصر تكون الملتقى لارتباطها المباشر بقلب أفريقيا حيث منابع النيل الأبيض والأزرق ومجراها لمصر.. بعكس دول شمال أفريقيا الأخرى والتى تقف الصحراء جنوبها كمنطقة عزل...فالخطر قائم ومستمر ولا تكون الاتكالية والأدعية هى الحل حيث يثبت شعب مصر دومًا قدراته واصطفافه وقيادته لمواجهة أقوى التحديات.

فليكن ذلك محكًا عمليًا وتحديًا لشعبنا ليبرز قدراته وإمكانياته لتحقيق نصر مبين يتعد اجتثاث كورونا إلى فتح الآفاق لعلم وحداثة مؤسسًا دولته العصرية..ولكن يظل تحدى المروجين ودعاة الاستمساك بالماضى واستخراج تراث نرتكن عليه ونرتاح له قائمًا لنظل فى غيبوبة، انتظارًا لمستقبل قادم على طبق ذهب ونحن فى حالة الارتياح والاتكال وأن كله مكتوب، فالمطلوب الدعوات لنغتنى ولنهلك أعداءنا ونحن جلوسًا طالما السماوات مفتوحة لدعواتنا.. فيتوارى العلم والعمل فليس لهما المكان فى ظل تعظيم للاتكالية والجهالة..وإنا لعلى ثقة أن مؤسساتنا المعنية خاصة التعليمية والثقافية لها القدرات للمراجعة وللتقييم إعلاءً لقيم العلم والعمل على دعوات الجهالة والظلامية وأبواقها وألا تنزلق لميدانها وتسقط فى براثينها بحجج الوسطية وخلافه.. فلتوجه الهمم والإمكانيات والموارد الوطنية كلها لتقدم مجتمعنا والارتقاء بالنسق الاجتماعى بدءاً من احتواء المتوالية الحلزونية لزيادة السكان ليتاح تعليم وعمل نافع لشبابنا يدفع بنا وبوطننا للتقدم والحداثة ولنكون أكثر قدرة وقوة وتأثيرًا على الساحة الإقليمية والدولية.