الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قومى أسر الشهداء والمصابين يعود للحياة..

هدايا جيكا والشافعى وصالح وأنور لأمهاتهم

فى عيد الأم تحل ذكريات الوردة والماج والجلابية الفيسكوز، وغيرها من هدايا الشهداء والمصابين الذين وقعوا خلال أحداث ثورة 25 يناير، وما تلاها من سنوات صعبة عاشتها مصر. فى بيوت جيكا والشافعى وصالح وأنور وغيرهم، تمتد يد الرعاية والعناية من المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، الذى توقف الحديث عنه، واعتقد الكثيرون أن عمله قد توقف.



 

لكن ها هو يعود للحياة مرة أخرى، بشكل متطور وخدمات أوسع، ليجمع من جديد أسر شهداء ومصابى الثورة، وأبناءهم، ليحتفل الجميع بعيد الأم برعاية الدولة. 
 
جابر صلاح جابر، الشهير بـ«جابر جيكا»، أول شهيد فى أحداث عام الإخوان استشهد وهو فى ثانية ثانوي، عام 2012، وتحكى والدته لصباح الخير، أنها لجأت إلى المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين من حوالى 4 سنوات، «اعتمدت على المجلس أنا وزوجى فى جميع الخدمات الطبية، ووفر علىّ المجلس مصاريف الكشف والعلاج والأشعة، كلها مجانا  فى مستشفى تعاقد معه المجلس، زى عين شمس التخصصي، ودار الشفاء، والعجوزة، والدمرداش».
 
تتذكر والدة جيكا التى تبرعت بكامل بمبلغ التعويض الذى حصلت عليه لدور الأيتام، «آخر حاجة أهداها لى جيكا  فى عيد الأم كانت جلابية فيسكوز، وأحتفظ بها للآن كذكرى جميلة منه».
 
 أجرت والدة الشهيد جيكا عملية جراحية لاستئصال المرارة برعاية من المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، وتم حجزها أكثر من مرة فى رعاية القلب دون مقابل مادى، وتؤكد أنها تصرف علاجًا للقلب شهريًا.

 

أمل: «محمد الشافعى.. سندى بعد استشهاده»

 

أمل أحمد عباس «55 عاما» والدة الشهيد محمد الشافعى، تقول إن الخدمات الطبية التى يقدمها المجلس لأسر الشهداء مع وسائل الرعاية الأخرى لأمهات الشهداء ممتازة، علاوة على توفر خدمات للمواصلات، لهيئة النقل العام،  المشكلة أنه فى حال إنهاء التعاقد مع أى مستشفى، والتعاقد مع آخر، تواجهنا صعوبة فى التنقل من طبيب لآخر، ولذلك نطالب بعودة التعاقد مع مستشفى عين شمس التخصصى نظرا لجودته وقربه من مكان سكان مصر الجديدة.
 
تتذكر والدة الشهيد محمد الشافعى قائلة: «محمد كان وحيدى، وبعد استشهاده عام 2013، بعامين تم تسجيلى فى قائمة أسر الشهداء بالمجلس، الذى ساندنى فى إجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة دون دفع أى مقابل مادي، مع جميع التحاليل والأشعة مجانا، بعدها أصبت بالفتاق، وبعد إجراء الكشف والتحاليل المجانية، أقر الأطباء بضرورة إجراء العملية، فوافق المجلس وتحمل جميع التكاليف، قبل أن ألجأ إلى المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء كنت ألجأ إلى المستشفيات الخاصة باهظة التكاليف بمصر الجديدة». 

 

«وردة وماج وجلابية فسيكوز»

 

 عن علاقتها بالمجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، تقول سامية إبراهيم والدة الشهيد أحمد صالح الذى استشُهد عام 2012: «هما مش مخلينى أنا أو أم أى شهيد  ناقصنا أى حاجة بداية من الرعاية الطبية وتوفيرالعلاج، مرورًا بإجراء أى عملية جراحية».
 
والدة أحمد ربة منزل، كانت تعتمد على أطباء العيادات خاصة، لكن وفاة أحمد أتعبت قلبها، «واجهتنى مشاكل بسبب غلاء أسعار الأطباء والأدوية، وظروفى المالية لا تسمح، لكن اعتمادى على المجلس وفر لى كثيرًا،  الأشعة المقطعية وجلسات العظام  فى دار الشفاء مجانا، وكل جلسة بالشىء الفلانى برة، وزوجى يلجأ للمجلس عندما يعانى من أى شكوى مرضية، سواء فى الكشف أو صرف الأدوية من صيدلية بالسيدة زينب مخصصة لأهالى الشهداء، المجلس وفر عليا دفع 1600 علاج شهرى للقلب، غير علاج العظام، وفى عيادات مستشفى عين شمس التخصصى بتقدم أعلى مستوى خدمى يليق بأم شهيد، والممرضين والأطباء، بيجهزونى نفسيًا حتى قبل ما أعمل الأشعة».
 
فى عيد الأم تتذكر هدايا أحمد: «الوحيد اللى كان بيجيب لى هدية عيد الأم قبل أى حد، وآخر هدية كانت وردة وماج، وقبلها جاب لى  جلابيتين فيسكوز، دلوقتى أطلب من حفيدى أحمد أنه يجيب لى وردة فى عيد الأم لأنى بحب الورد». 
 
 تتذكر وفاء إبراهيم درويش، أم الشهيد محمد أنور، وقت استشهاد ابنها محمد أنور فى أحداث محمد محمود، حينها كان طالبا فى كلية الحقوق، أكبر إخوته، وتدهورت حالتها النفسية والصحية، وتعرضت لإصابة فى ركبتها، وأقر الأطباء ضرورة أن تجرى عملية جراحية، لكنها لم تعبأ بكلام الأطباء. «الوحيد اللى كان بيهتم بصحتى هو ابنى محمد، ومن بعد وفاته  لم أفكر فى إجراء العملية،  لكن المجلس لى يد العون، بصرف علاج شهرى للعظام والاكتئاب والمخ والأعصاب والضغط، من صيدلية فى السيدة زينب، وأجرى كشفا دوريا فى مستشفى عين شمس التخصصى، وأشعة رنين على المخ فى مستشفى دار الشفاء مجانا، دلوقت عايزة أعمل نظارة، هم بيخصصوا مبلغ 100 جنيه فقط ليها، وأنا بتحمل باقى تكاليف عمل العدسات والشامبر، نفسى يتحملوا التكاليف كلها، لأن جوزى متوفي، وتكاليف الحياة صعبة».
 
18 فرعًا لمجلس أسر الشهداء وخدمات جديدة للأسر
 
 قبل أيام افتتحت وزيرة التضامن الاجتماعى، نيفين القباج، نيابة عن رئيس الوزراء، المقر الخدمى للمجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، بالسيدة زينب، بعد تجديده. 
 
المجلس مكون من طابقين، ويضم  3 عيادات طبية فى مختلف التخصصات، وغرفة للإدارة الطبية وصالة للتأهيل والعلاج الطبيعى، ومركز خدمات، ويضم الطابق الثانى صالة استقبال وقاعة اجتماعات ومؤتمرات وبه أيضا سيارة إسعاف تستخدم فى نقل الحالات المرضية إلى المستشفيات المختلفة لتلقى العلاج. 
 
يتعاون  مع المجلس وزارات الصحة والتعليم العالى والتموين والإسكان والتخطيط، بالاضافة إلى وزارة التضامن التى وفرت وحدات سكنية بالتعاون مع وزارة الإسكان وستصرف تعويضات مباشرة طبقا لنوع العجز تصل إلى ١٠٠ ألف جنيه للعجز الكلى، وللمصابين ٣٥ ألف جنيه، اعترافا بحقوق أسر الشهداء والمصابين، هذا بالإضافة إلى صرف المعاشات الاستثنائية للشهداء، وبطاقات خدمات متكاملة لجميع المصابين بعجز كلى أو جزئى بعد إطلاق الموقع الإلكترونى لتسجيل ذوى الإعاقة.
 «أسر الشهداء أمانة فى رقابنا ونقدم لهم كل الدعم، كما يتم توفير فرص العمل بالتعاون مع القطاع الخاص وتوفير قروض متناهية الصغر ونقل أصول إنتاجية» قالتها قباج التى تنسق مع 18 فرعًا إقليميًا للمجلس فى  18 محافظة لتقديم الخدمات الاجتماعية، اعتمادا على قاعدة بيانات مميكنة لتصبح الخدمة أكثر شفافية.  
 
اللواء أركان حرب عبدالمنعم حافظ أمين عام المجلس، قال إن دور المجلس تكريم الشهيد وتخليد ذكراه،  ووضع أسر الشهداء والمصابين محل الرعاية والاهتمام، وجاء تطوير مقر المجلس تماشيًا مع رؤية الدولة للوصول إلى خدمة متميزة وتطوير خدمات الرعاية الاجتماعية والدعم النفسى، من خلال برامج تثقيفية لأسر الشهداء والمصابين وقرعة للعمرة بعد توقفها لقرابة خمس أعوام، واستحداث قسم للرصد الميداني ، لزيارة أسر الشهداء والمصابين بالمنازل، وإجراء بحوث اجتماعية والوقوف على متطلباتهم، وتحديث البيانات، وتبنى أبناء الشهداء والمصابين فنيًا ورياضيًا ودراسيًا، ً وافتتاح مكاتب إقليمية لتوسيع رقعة الخدمة المقدمة.
 
المجلس القومى وقع بروتوكولات تعاون مع عدة مستشفيات بمختلف المحافظات، لتقديم ودعم  الرعاية الصحية المتكاملة لأمهات الشهداء وذويهم، وتعاقد المجلس مع عدد من المستشفيات الكبرى فى مختلف المحافظات. 
 
 وأرسل المجلس 108 آلاف خطاب تحويل للمستشفيات، وصرف 105 آلاف روشتة أدوية و85 ألف أشعة وتحاليل، و5000 عملية جراحية،  و60 كرسيا متحركا بالكهرباء، و10 أجهزة مساعدة لمصابى العجز البصري، و50 مرتبة هوائية، و30 جهاز استنشاق، و70 سماعة أذن، و60 كرسيا متحركا وعلاج 4 مصابين بالخارج.
 
يوفر المجلس تعويضًا ماديًا 100 ألف جنيه لأسرة الشهيد ومن 5000 إلى 15 جنيه للمصاب ويعامل صاحب العجز الكلى معاملة الشهيد، فيما يوفر 1500 جنيه شهريا حدًا أدنى للمعاشات، ووصل عدد الشهداء المقيدين بقواعد البيانات 1240، 919 منهم تم صرف الدعم والمعاشات لهم، و95 تم حفظ ملفاتهم للتلاعب و226 جارٍ استكمال ملفاتهم كما يجرى تنقية قواعد البيانات بشكل مستمر….