رومانسية الدراما التركية.. إحنـا إللـى بدعنــاهـا!!

ماجى حامد
تحظى الدراما التركية برصيد هائل من الشهرة والمشاهدة، حيث يشاهدها أبناء المجتمع المصرى، بل العربى بشكل عام، ففى كل يوم تزداد نسب المشاهدة واحد من كل بيت مصرى حيث اتسمت هذه النوعية من الدراما منذ الوهلة الأولى بجرأة أفكارها ووسامة أبطالها، وهنا يكمن السر الخفى وراء الانجذاب القوى نحو هذه الأعمال دون غيرها، والذى يتلخص فى اللعب على نقاط الضعف بالنسبة للمشاهد العربى والمصرى بشكل خاص الذى أصبح مفتقداً لأجمل وأرق المشاعر وسط زحام الحياة وصخبها، ليصبح الحب فى وقتنا هذا هدفاً صعب الوصول إليه حتى فى أعمالنا الدرامية، والوسيلة الوحيدة للخروج من هذا الكبت العاطفى مشاهدة قصص الحب فى الدراما التركية.
عنصران قد تفضلهما وحدك بعد مشاهدة الحلقة الخامسة أو السادسة من حلقات أى عمل تركى تقبل على مشاهدته والمضحك أنك سوف تستمر فى متابعة العمل والسبب مشهد النهاية لقصة الحب الأفلاطونية بين البطل والبطلة وإذا كنت من متابعى الدراما التركية فسوف تستطيع بسهولة تخيل هذا المشهد الذى عادة ما يكون هو نفسه مشهد البداية وكأن أسمى صراعات الحياة هو الصراع العاطفى بين البطل والبطلة والذى عادة ما يبدأ بتلاقى القلوب وينتهى أيضا بتلاقى القلوب.
لكل شىء فى الحياة بداية ونهاية، وبداية الدراما التركية كانت من خلال مسلسل نور الذى حقق جماهيرية كبيرة وقت عرضه على الشاشات العربية، والغريب أن الجميع أجمعوا أن ما يحدث ما هو إلا ظاهرة أو سحابة صيف وهتعدى، ولكن الحقيقة جاءت على عكس كل التوقعات فقد كان هذا النجاح ما هو إلا بداية لسيل من الأعمال التركية التى أصبحت بين يوم وليلة حديث الشارع المصرى ولأن الدراما ما هى إلا لسان حال للواقع فقد أصبحت أهم القضايا وسلبيات المجتمع المصرى محوراً للدراما المصرية لأعوام لتسلل من خلال هذه الفجوة للدراما التركية إلى بيوت المشاهدين بل تجلس وتتربع فى قلوبهم ولكن على مين... دا إحنا إللى بدعناها، فمهما تزايدت الأعمال التركية ومهما حققت من نجاح على الشاشات ستظل الدراما المصرية هى أصل الدراما والدليل «محمود عبدالعزيز» ولا مهند، «ليلى علوى» ولا لميس.. الحكم سوف أتركه لكم ولكن ربما من خلال هذا التحقيق نستطيع الاطلاع على بعض الآراء لنجوم الدراما المصرية من الشباب ونظرتهم لهذه القضية والحلول للتغلب عليها.
عدد كبير من النجوم الشباب استطاعوا من خلال موهبتهم تقديم مجموعة من الأعمال الفنية الناجحة خلال الفترة الماضية، ولأن المنافسة الآن أصبحت بين المصرى والتركى، فالمنافسة هنا أصعب بكثير، فقد أصبح شبح الدراما التركية يطارد هؤلاء النجوم والخوف من المصير المنتظر للدراما المصرية فى ظل هذا الاكتساح الملحوظ للدراما التركية أصبح الشاغل الأكبر لجميع أفراد فريق عمل الدراما المصرية الآن.
* الأصل
اجتمع الأكثرية من فنانى مصر على مبدأ واحد وهو أن الدراما المصرية هى الأصل ومن بين هؤلاء النجوم النجم الشاب أحمد شاكر عبد اللطيف الذى أكد: لكل شعب ذوقه الخاص والدراما المصرية مقصد الكثير من الشعوب العربية ولا جدال على قيمتها ومكانتها ولن تقوى الدراما التركية أو غيرها على منافسة الدراما المصرية، فقد تحظى ببعض الإعجاب ولكن لن تطغى على الدراما المصرية أبداً.
لم يكن هذا رأى أحمد شاكر وحده وإنما كان أيضا رأى النجم محمد رياض حيث قال لا مجال للتأثير على الدراما المصرية وأعمالها من قبل الدراما التركية، وستظل الأعمال الدرامية المصرية تتمتع بنسبة مشاهدة عالية ومحتفظة بحب ورضا المشاهدين، ولكن لا مانع من الاستفادة من كل ما يقدم على الشاشة من أفكار وإخراج ولا يشترط الدراما التركية، وإنما كل الأعمال المقدمة أيا كانت ومن أى بلد عربى كان أو أوروبى.
* تحرر فى الأفكار
أما البعض الأخرفقد رأى أن الأفكار المتناولة فى الأعمال التركية تتمتع بقدر كافٍ من التحرر قد تفتقده الدراما المصرية من بين هؤلاء النجوم النجمة الشابة «عبير صبرى» نجحت الدراما التركية فى التأثير بالسلب على الدراما المصرية، لما تتمتع به من محاولات تفتقدها الدراما فى مصر مثل الديكورات ـ الموضوعات ـ الإخراج ـ الأفكار ومدى التحرر الذى يحظى به والتى غابت عنا منذ وقت طويل والإنشغال الأكبر أصبح من نصيب قضايا ومشاكل المجتمع وحالة من الغم والكبت أصبحنا نعيشها حتى فى مسلسلاتنا لهذا لابد من الالتفات إلى هذه القضية والبحث عن حلول حتى نستعيد ما فاتنا فى الماضى.
* قصة حب
كما أضافت النجمة عبير صبرى: ربما أيضا افتقاد هذا الشعب للكثير من المشاعر الحلوة والحب وسط مشاكل المجتمع هو أحد الأسباب الرئيسية لهذا التواجد الكبير للدراما التركية التى تقدم الحب فى كل مشهد من مشاهدها، والدليل نجاح «فاطمة» و «العشق الممنوع» وغيرهما، فكل عمل يقدم حالة حب خاصة وجميلة أصبحت غائبة عن الفن بشكل عام فى مصر، فأين هى قصة الحب بين البطل والبطلة التى عشنا وكبرنا عليها فى الدراما والسينما؟
* الطابع الشرقى: «الطابع»
وهنا أكد النجم الشاب أحمد شاكر من وجهة نظرى الخاصة اقتراب الطابع العام للدراما التركية من الطابع الشرقى هى الميزة الأساسية لهذه الدراما والسبب وراء هذا الإنجذاب للصورة ونوعيات الموضوعات التى يتم تقديمها لهذا فقد استطاعت ومتداول ظهورها على شاشتنا أن تحظى برضا وإعجاب المشاهدين.
وقد وافق النجم الشاب أحمد وفيق على الرأى نفسه حيث قال: المجتمع التركى من المفترض أنه مجتمع إسلامى وشرقى شديد القرب منا ومن الفكر العام لدينا لهذا كان كل هذا الحب والإعجاب بما يقدمه نجوم الدراما التركية ولكن هذا لن يؤثر على نقدمه ولن يقلل من نسب المشاهدة أو حب الجمهور للدراما المصرية وأنا أراهن أنه تم الخيار بين الدراما المقدمة من يحيى الفخرانى والدراما التى يقدمها أى نجم تركى آخر فسوف يكون الاختيار لصالح هذا العملاق «يحيى الفخرانى» وبعد ذلك يأتى أى عمل فى المرتبة الثانية وهذا ليس من وجهة نظرى وحدى وإنما طبقا لآراء جميع المشاهدين فالأعمال التركية نوع من أنواع الدراما نعجب بها ربما، ولكن تسحب البساط من الدراما المصرية لا يمكن هذا فهى مجرد متنفس للمشاهد المصرى بعيداً عن الأحداث والمشاكل وزحام الحياة.
تعتمد الدراما التركية على نقاط الضعف التى يعانى منها المشاهد المصرى وهنا يقول النجم أحمد وفيق.. بعيداً عن مشاكل الحياة وحالة الغم التى أصبحت غالبة على الحياة والفن خلال الفترة الماضية نجحت الدراما التركية فى تقديم نوعية من الأعمال الرومانسية والاعتماد من خلالها على أرق المشاعر من خلال قصص حب أصبحت من وجهة نظر الكثيرين من صناع السينما نمطية ولا مجال لها لهذا لابد من إعادة الحسابات من جديد والأخذ من هذه الأعمال بما يتناسب مع أذواقنا وما وراء انجذاب المشاهد المصرى لهذه الدراما، ولكن بعيداً عن التقليد، فنحن بلا شك متفوقون فى كل شىء وأقوى بكثير.
* المضمون
أما فيما يخص المضمون فقد أكد البعض أن نجاح هذه الدراما لا يشترط كثيراً بالمضمون ومن هؤلاء النجوم النجمة الشابة راندا البحيرى التى أكدت لن ننكر مدى التأثير الذى حققته الدراما التركية فى المشاهد المصرى وهذا سوف يؤثر بلا شك بالسلب على الدراما المصرية، ولكن هذا النجاح يعود إلى عوامل أخرى بعيدة تماما عن المضمون لأنه لا يمكن العيب فى المضمون العام والخاص لكل عمل درامى مصرى فالدراما المصرية تحرص على تقديم مجموعة مختلفة ومتنوعة من الأفكار بما يتلاءم مع الواقع الذى نعيشه وهذا الأمر يشهد لها به، ولكن المشاهد أصبح فى حاجة إلى موضوعات مختلفة وأوجه مختلفة للعب حتى لا يجد فى الدراما التركية مخرج من هذا الكبت العاطفى.
ويتفق مع النجمة راندا البحيرى النجمة الشابة حورية فرغلى التى قالت أنا من محبى الدراما التركية ومن عشاق نور ومهند وسمر ولكن ولماذا لم نسعا إلى تقديم هذه النوعية من الأعمال ولكن من منظورنا الخاص، خاصة أننا لم ينقصنا شىء لتقديم الأفضل منها، وبالفعل فنحن فى المراحل الأولى من تصوير أولى تجارب الدراما الطويلة من 021 حلقة وهى بعنوان المنتقم وهو يضم باقة كبيرة من النجوم الشباب وهو من تأليف هشام هلال وإخراج حاتم على وأحمد فوزى وهى وتجربة جديدة من نوعها، ربما من خلالها نستطيع تقديم لون جديد وأعتقد أنه سيكون على مستوى عالٍ وجيد وسيحظى بإعجاب الجمهور حتى لا يشعر بالملل، بل سيظل فى شوق لمعرفة الجديد فى كل حلقة وأعتقد أن المضمون سيكون مختلفاً وقويا وأعلى فى المستوى من الأعمال التركية، فالموضوع بالكامل مفاجأة للجمهور، لخلق روح جديدة فى الدراما المصرية.
* رمضان والدراما المصرية:
تواجد كبير للدراما التركية حاليا، ولكن ماذا عن شهر رمضان الذى بدأت من أجله التحضيرات منذ هذه اللحظة وباقة من أفضل الأعمال لكبار النجوم والنجوم الشباب صرحوا جميعا على التواجد فى شهر رمضان على ثقة أن الدراما المصرية هى الأفضل وخصوصا فى شهر رمضان وهنا يقول النجم الشاب أحمد صفوت: فى رمضان يقدم كبار النجوم والنجوم الشباب أفضل ما لديهم أقوى الأعمال الدرامية وكل رمضان يمر علينا يشهد العالم على مجموعة من أنجح الأعمال لنجوم الدراما فى مصر ولا مجال لأى منافسة مع أى دراما أخرى تركية كانت أو مكسيكية فرمضان يحلى مع الدراما المصرية، وخاصة أنه لا مجال للمقارنة، فالدراما التركية طعم والدراما المصرية طعم آخر والدراما المصرية لن تتأثر وستظل هى الأفضل دائما.
*بداية المنافسة
أما المخرج الشاب كمال منصور فقد أكد السبب الرئيسى وراء هذا الانجذاب هو روعة التمثيل وجودة الدوبلاج التى أصبحنا الآن على دراية تامة بها بداية من أهل كايرو والمواطن إكس وبداية قوية لتعود الدراما المصرية من جديد لنبدأ من جديد الاهتمام بالموضوع والصورة، النجوم والتمثيل، مهما كلف الأمر طالما فى صالح الدراما لهذا فنحن فى منافسة قوية مع الدراما التركية وعلى ثقة أن الغلبة من نصيبنا إن شاء الله.
وهنا يتدخل كاتبنا الكبير بشير الديك الذى يرى الأسبقية للأعمال الفنية بشكل عام فى مصر وأنها شديدة الإخلاص بالواقع السياسى والاجتماعى الذى نعيشه وهنا يؤكد: ما يتم عرضه من خلال الدراما التركية ما هى إلا تمثيل لا علاقة له بواقع تركيا الذى ندركه جميعاً فكما هى الحال فى مصر ومجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية محور موضوعات الدراما فهكذا هو الحال فى تركيا فهناك العديد من القضايا أهم كثيراً من الفتيات والفتيان أبطال الدراما التركية الذين يتم اختيارهم من وجهة نظرى للأكثر وسامة وجمالا فى الشكل بعيداً عن المضمون والموهبة فهى عبارة عن تجارة لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين على عكس الدراما المصرية شديدة القرب من الواقع بعيدا عن سطحية وتفاهة الدراما التركية.. كما أكد النجم الشاب محمود عبدالمغنى الذى يرى من الدراما المصرية الصورة الحقيقية للدراما فى الوطن العربى كله وأنه لا مجال لمنافسته خصوصا أن الدراما المصرية بدأت فى وضع أولى خطواتها نحو الخروج من الإطار الذى حصرت به مؤخرا من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان وموضوعات مختلفة ومتنوعة ونجوم كبار وشباب الجميع اجتمعوا لتقديم أعمال جيدة وناجحة وكله فى صالح المشاهد الذى يسعى دائما نحو الجديد والمختلف والقريب منه، لهذا لا مجال للقلق فالدراما المصرية ستظل الأفضل والأبقى.
* على المدى الطويل
اجتمع الكثير من النجوم على ضرورة البحث عن أفكار مختلفة وأكثر قربا من المشاهدة بعيداً عن التشاؤم الذى دفع للمشاهد إلى مشاهدة الدراما التركية، كما أنه لابد من التركيز على الصورة والمناظر الطبيعية والأفكار بعيداً عن القضايا المتناولة فى الدراما بشكل ضخم ودائم، حتى لا يشعر المشاهد بالملل وحتى لا تفقد الدراما المصرية رونقها الخاص والمتميز، لتستعيد من جديد قوتها، وتظل دائما هى الأولى على مستوى العالم كله