الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الحنين إلى الماضى

الحنين إلى الماضى

قرأت فى ملخص أهرام الجمعة «6 مارس 2020» عن «السبرتاية» وأن الكثيرين الآن يشترونها بعد أن كانت مختفية لسنين وربما بسبب ارتفاع نسبة الدراسات التى تؤكد فوائد القهوة على «نار هادية» وأضرار القهوة سريعة التحضير.. وربما بسبب الحنين إلى الماضى خصوصا أنها وثيقة ارتباط بأيام مفعمة بالحب والمودّة فى زمن جميل.



  تذكرت قهوة أمى رحمها الله وكانت تعمل القهوة التركى على نار هادية ليس على «السبرتاية» بل فوق «مَنقد» كان مشهورا فى ذلك الزمن.. وهو عبارة عن وعاء أسود يوضع فليه الفحم بعد أن يشعلوه ويضعوه فى صينية  مخصوصة له.. وكانت أمى رحمها الله تضع «شَلتة» على الأرض فى حجرتها وأمامها هذا «المنقد» وثلاث كنكات للقهوة.. وكنا نشرب تلك القهوة اللذيذة على تلك النار  الهادية.

 وذات يوم حضر إلينا قريب كان يعمل طيارًا«أخذ مخدة وجلس عليها أمام أمى ليشرب تلك القهوة الشهية». بعد أن قبّل رأس أمى ويديها... قال أنه من فترة بعيدة وهو يحتاج إلى مثل هذه الجلسة، فقد تعب من تحليقه فى الهواء وأجمل شيء فى حياته أنه يجلس على الأرض مع أمى الحبيبة.. التففنا حوله« أنا» وأختى  وأخوتى الثلاثة نسأله عن قيادته للطائرة وجلس أبى على مقعد مرتفع خلفنا لأنه لا يرتاح للجلوس على الأرض».

 قال الطيار أنه بعد أن شرب أول فنجان قهوة.. إنه لم يشربب فى حياته قهوة لذيذة مثل هذه القهوة على نار «هادية».

 بحكم سنى الصغيرة وقتها سأله: هل يمكن يا عمى أن أركب معك طيارتك.. «ضحك الجالسون» وقال لى الطيار.. أهلا وسهلا .. وبابا يشتر لك تذكرة سفر.. «عايزة تروحى فين» فقلت.. عايزة أركب طيارة.. وضحكو كلهم.. تعجبت.. لماذا ضحكوا..

•• 

 وتمر السنون وأركب طائرة كبيرة إلى باريس.. بدعوة من أخى الذى كان يدرس علما فى الهندسة .. ويعمل أيضال هناك... وأذهب إلى «ألمانيا على طائرة كبيرة بدعوة من نقابة الصحفيين الألمان..   إننى أتذكر الماضي.. لكن وللحقيقة.. لا أحب العودة للوراء.. يفكينى هذا الحنين.