الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بكلمة حاضر

بكلمة حاضر
بكلمة حاضر


حكايات كثيرة لبنات وسيدات قد تتشابه مع قصتك أنت شخصيا عزيزتى القارئة فكلنا تحت سقف مجتمع واحد له شعاراته وقوانينه، إنت بنت.. يعنى تمشى جنب الحيط.. تطاطى وترضى الناس.. وعندما تتمردين لتقولى «لا» يصبح صوتك عورة.. حتى لو مقتنعة ولك أسبابك.. بالطبع تربيتى على سماع الكلام وخاصة فى القرارات المصيرية.
 
بنات كتير تنازلت عن طموحها وأحلامها خافت تتمرد وترفض تنازلت لترضى كائنا هلاميا اسمه الناس ومشى كلامه على رقبة الكبيرة والصغيرة ليس أكيدا أنها أرضت والدها أو ريحت جارتها؟ لكن المؤكد أنها خسرت نفسها وضيعت حياتها.. وطوال الوقت نقابل هذه الشخصية.
 
∎ المهم.. كلام الناس
 
عالية لم تدخل فرقة فنون شعبية ولم تدرس فى معهد الفنون المسرحية رغم عشقها لهذا المجال وتميزها طول عمرها فى رقصات ومسرحيات آخر العام بالمدرسة وقراءتها الكثير حول هذا المجال على أمل التحاقها والسبب ببساطة كلام والدتها التى طالما أكدت لها «خدى الثانوية وادخلى اللى نفسك فيه» ثم تأخر الوفاء بالوعد بعد حصولها على 58٪ فى الثانوية وقالت لها: ادرسى أى حاجة آداب، حقوق، تجارة المهم شهادة.. الناس هيقولوا عليكى إيه لو دخلتى فنون مسرحية هتطلعى إيه ممثلة ولا رقاصة» وبعد دخولها آداب قسم علم نفس رفض أبوها اشتراكها فى الأنشطة الثقافية وقال: أنت كبرت على الدلع دا أنت عروسة ماحدش هيبصلك طول ما بتتنططى كده كنى لحد ما يجيلك ابن الحلال» ابن الحلال لا جه ولا الحلم بالانضمام لفرقة فنون شعبية تم وحاطة عالية إيدها على خدها على حد قولها.. والمهم كلام الناس..
 
∎ المهم.. أشوفك فى بيتك
 
سارة قبلت «اللى بيحبها بدل ما تاخد اللى بتحبه» والسبب: «قالوا» كده أحسن لم تكن مرتاحة عندما تقدم لها صديق أخيها المهندس الذى يعمل بالسعودية لم تشعر به لم تستطع أن تتخيل أن تحبه، كرهت فكرة التخلى عن حلمها بالعمل بتخصصها كمهندسة لأن العريس اشترط هذا قامت الدنيا ولم تقعد.. الأم: إنت بقيتى 30 سنة عايزة تستنى إيه؟
 
الأب: يا بنتى عايز أطمن عليكى قبل ما أموت وأشوفك فى بيتك
 
الأخت الكبرى: عريس جاهز وابن ناس وغنى ومهندس فى السعودية عايزة ايه أكتر من كده؟
 
الأخ: بكرة هتعرفوا بعض وتفهموا بعض وفرصة تكونى جنبى فى الغربة
 
عندما اتقفل على سارة وجوزها «الجاهز من مجاميعه» باب واحد لم يكن معها أحد ممن نصحوها بهذا الزواج.. مرت الأيام والشهور والسنوات لم تذق فيه يوما طعم الحب أو السعادة لم تستطع الإنجاب وطلقها زوجها بعد 6 سنوات.. إحساسها لم يخدعها منذ أول مرة رأته فيها، لكن كلام الناس هو من خدعها وتكررت النصائح من أسرتها عندما دق بابها عريس آخر «كلام الناس أنت مطلقة.. العريس موافق على ظروفك.. أرمل وعنده بنتين ما ترفصيش النعمة»
 
كررت التجربة إرضاء لمن حولها وعاشت تجربتها الثانية لا عواطف لا مشاعر، لا تحقيق لأبسط حلم وحق وهو أن تختار من يرتاح له قلبها سارة اليوم بلغت الخمسين صحيح لم تطلق ثانية وأرضت من حولها لكن لم تكن يوما راضية.
 
فريال طبيبة شابة من إحدى المحافظات عندما مات أبوها وكانت لا تزال طالبة كانت أمها تتعامل معها على أنها عورة تمشى على الأرض واستمرت فى الزن عليها لتتزوج من أى أحد فهى مقطوعة من شجرة لا أخ ولا عم ولا خال وعايزة تموت وهى مستريحة ومطمنة عليها فى بيتها جاءت لفريال فرصة للسفر وتكملة دراستها فى الخارج ثارت الأم «الناس تقول إيه بنت وتسافرى لوحدك! إزاى؟ مفيش سفر مفيش عيشة لوحدك» لم ترد فريال أن تعصى أمها فهى مريضة بالضغط والسكر وليس لها أحد بعدها سمعت الكلام ضيعت المنحة ورفضت أمها أن تتزوج من زميلها الذى كان سيسافر للخارج وهى لا تستطيع أن تبتعد عنها وتزوجت من جارهم صاحب الأرض الزراعية خريج أحد المعاهد الصناعية وأنجبت طفلين لم ترض فريال عن حياتها يوماً.. زوجها دائما ما كان يشعر بالفارق الاجتماعى والتعليمى بينهما مما جعله يتزوج عليها ويحرق قلبها وتعيش منفصلة عنه الآن.. ماتت أم فريال ومات معها أى أمل أو طموح وخافت أن تطلب الطلاق فلا سند ولا معين وكلام الناس ما بيرحمش لو تطلقت وولادها ما ذنبهم؟ هى الآن طبيبة فى عيادة بقريتها وزوجة تعيسة فى بيتها تضع كل اهتمامها فى رعاية ولديها والمرضى فى العيادة لكن أحلام اليقظة لا تتركها وتتخيل لو كانت سافرت.. لو كانت تزوجت من زميلها لو ولو وألف لو.
 
∎ الناس هتقول علينا إيه؟
 
شاهندة هى كانت تعيش قصة حب قوية مع زميل لها فى كلية الآداب ولكن كان يصغرها بعامين واتفقا على الزواج بعد تخرجه.. للأسف رفض أهلها هذا الزواج أولا لفرق السن ثانيا للفارق الاجتماعى فوالدها أستاذ جامعى ووالدتها طبيبة من أسرة معروفة، أما حبيبها فهو من أسرة متواضعة وعندما سألوا على والده المتوفى علموا أنه قد سجن لفترة بتهمة نصب ومع أن الابن ملتزم أخلاقيا ودينيا ومتفوق جدا فى دراسته إلا أن كلام الناس كان حائط السد الذى بناه أبوها ولا يمكن تجاوزه ولليوم شاهندة لم تتزوج رغم أنها تعدت الأربعين ولم تشعر بالحب تجاه أى واحد تقدم لها بعد ذلك ولم تستطع مسامحة والديها على موقفهم من حبيبها لخوفهم من كلام الناس