الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفالنتين.. جو رخيص!

الفالنتين.. جو رخيص!
الفالنتين.. جو رخيص!


عيد الحب جو رخيص.. أو «يوم فكسان».. يوم لابتزاز المشاعر.. كلها عبارات قد تكون صادمة للكثيرين ولكنها بالفعل هى حقيقة متحققة على أرض الواقع.. فالشباب والفتيات لم يعدوا ينتظرون عيد الحب بفارغ الصبر أو حتى يستعدوا له.. لم يعد هؤلاء الشباب يفرحون بقدومه.. فقد تبدلت لهفة الانتظار إلى برود وجمود والفرحة بقدوم يوم الحب إلى لامبالاة.. ترى هل هو نضوج أم أن الشباب أصبح ينظر ليومه بعين أخرى.
 
∎ «فاكس»
 
فالنتين إيه وأحمر إيه.. كل ده كلام «فاكس»، منى رامى (24 عاما) تعمل بإحدى الشركات الدولية ومخطوبة لشاب يعمل مهندسا بإحدى شركات المقاولات: عمرى ما احتفلت قبل الخطوبة بالفالنتين ولا بعدها لأننى فى الحقيقة أرى أن مثل هذه الاحتفالات ما هى إلا «جو رخيص».. كذلك خطيبى فهو يشاركنى نفس وجهة النظر.. لذلك منذ خطبتنا ونحن لم نحتفل بمثل هذه الخرافات!!.. فأنا أولى اهتماما كبيرا لمناسبات مثل أعياد الميلاد، عيد الأم أو يوم المولد النبوى.. فأحرص جيــــــدا أن أقيــــــم لخطــــيبى surprise party أو حفلة مفاجئة فى يوم عيد ميلاده وأحرص على جمع كل أصدقائه المقربين لنحتفل به فى مكان أو كافيه يفضله وأبتاع له الهدية التى يحتاجها.. كذلك يوم عيد الأم أحرص على شراء هدية قيمة لوالدته وإذا تطلب الأمر لأقمنا «عزومة» محترمة لأمى ووالدته احتفالا بهما فى عيدهما.. نفس الحكاية فى مولد النبوى هو يحرص على شراء عروسة وحلاوة المولد ويقدمها لى فى منزلى و نحن بدورنا ندعوه على الغداء ونقضى يوما عائليا رائعا.. لكن بالنسبة لعيد الحب فأنا لا أنتظر أن يعبر لى عن حبه فى يوم محدد من كل عام ولكن أستمتع أكثر بنظرة حبه لى فى كل ثانية!.
 
∎ عيال توتو
 
ما قيمة أن أسير مثل العامة وأتشح بالأحمر و«أبقى منظرى زى العيال التوتو» هكذا تحدث شريف محمود (28 عاما) مهندس بترول بإحدى شركات الحفر العالمية وأضاف: طوال عمرى وأنا شخصية مختلفة أحرص دائما على التميز والاختلاف.. لا أسير وراء القطيع ولى دماغى الخاصة بى، أفعل ما أنا مقتنع به، وأنا منذ صغرى وأنا مقتنع بأن عيد الحب سواء كان مصريا أو عالميا «جو فكسان» آخر حاجة.. يعنى إيه كل الناس لابسة أحمر وماشية بدباديب و صناديق وجو كده يمكن تشبيهه بجو «العيال التوتو الملزقة»، بجد لو تسألينى إيه هو أكثر يوم بتكرهه فى حياتك هاقولك يوم الفالنتين.. حاجة كده مالهاش معنى ولا لون ولا طعم.. أنا المفروض أنى أحسس البنت المرتبط بيها أن كل يوم فى حياتها هو عيد حب مختلف عن اليوم الذى يسبقه وكل واحد وقدراته وأنا واثق من قدرتى على ملء حياة حبيبتى بكل ما تتخيله ولا تتخيله من مشاعر صادقة غير مزيفة فى كل لحظة من قصة حبنا!.
 
∎ كلام فارغ
 
 أنا لا أومن بعيد حب أو فالنتين.. ده بالنسبة لى محض من الهراء هكذا تحدثت رنا هشام (25 عاما) وتعمل مدرسة لغة إنجليزية بإحدى المدارس الخاصة وتضيف: ماذا يعنى أن نختار يوما فى السنة لنذكر فيه الناس بمن يحبونهم أو لتبادل الهدايا والمفاجآت.. هذا بالطبع غير منطقى.. هل الحب يحتاج إلى تذكرة؟! ده أوقات حتى الناس بتنسى أن فيه فالنتين وما بيفتكروش إلا لما يشوفوا الشوارع والناس كلها لابسه أحمر.. طب وده كلام؟!.
 
أنا لا أهتم بعيد الحب ولا أحب أن أرتبط بشخص يؤمن بهذه التفاهات!!.. ولكن أحب قطعا الهدايا والورود، فالمرأة إذا قالت إنها لم تهتم بهذه الأشياء التى هى من صميم تكوين شخصيتها، فقد كذبت، ومش بالضرورة أن يهدينى حبيبى هدايا فى عيد الحب، بل إنه لزاما عليه أن يمنحنى ما يريد من هدايا وزهور ودباديب فى أى وكل وقت من السنة وليس فقط فى عيد الحب.
 
∎ ابتزاز:
 
أما مروان الجوهرى 30 عاما يعمل طبيبا بأحد المستشفيات الحكومية فله وجهة نظر غريبة بعض الشىء: أنا بقى يوم عيد الحب ده بالذات مابحسش إنى عايز أدى حبيبتى أى هدية أو حتى أعملها مفاجأة.. فنظرت إليه فى دهشة وقلت له: كيف ذلك أنت حقا غريب؟!، فأجابنى قائلا: هو أنا أبقى غريب لما أكره الابتزاز؟!، فسألته: ابتزاز؟! عيد الحب والابتزاز إزاى دول حتى Don't mix فرد: بالعكس ده هو ده الميكس المظبوط زى ما الكتاب ما بيقول.. يوم عيد الحب ده يوم كده عايز يقول حبوا بعض كده بالعافية وده فى كل حاجة فهو ابتزاز للمشاعر والأموال وكل شىء.. وأنا لا أرى أن من يحب يكون إلزاما عليه أن يحتفل بعيد الحب مع حبييته وأنا تحديدا دون عن كل الناس ممكن أعيش حبيبتى كل يوم سعادة شكل وأفضل ألا أقابلها يوم الفالنتين كى لا أرتكب جناية.. الأجواء كلها تشعب غيظى وتثير حفيظتى وأكون كارها للدنيا والناس لأننى أشعر فجأة أننا فى مسرح وكله بيمثل على كله!!.. وأنا بطبيعتى رجل صادق ولا أحب النفاق أو الابتزاز والتصنع.
 
∎ تفاهة
 
دلوقتى الفالنتين بالنسبة لى بقى حاجة مالهاش معنى، هكذا قالت غادة مدحت (26 عاما) وتعمل مهندسة اتصالات بإحدى الشركات المالتي ناشونال وتضيف: كنت أحتفل بعيد الحب منذ كان عمرى 18 سنة وكنت أنتظره من العام للعام، وكنت أحرص على شراء الورود وإهدائها حتى لصديقاتى البنات، أما فيما يتعلق بالشق العاطفى فكان كل أصدقائى الولاد اللى صاحبتهم كانوا يحرصون على مهاداتى بالدباديب والورود والحلوى وكل ما هو يعبر عن الحب، لكن الآن أصبحت أشعر بمدى تفاهة هذه الأيام ومدى تفاهتى أنا شخصيا لأنى كنت أفكر بهذه السطحية الشديدة.. فأنا الآن لا أحب أن أعود إلى الوراء وأن أسير فى هذه التفاهة المفرطة وأنا لم أعد أفكر فى السير وراء القطيع، بل أنا التى تصنع العيد فى كل لحظة وفى كل وقت يكون الحب ويبقى العشق دوما ما حييت أنا وحبيبى.
 
∎ موضة قديمة
 
أما رامى مرزوق (27 عاما) ويعمل محاميا فى أحد مكاتب الاستشارات القانونية فيقول: أنا شخصية عملية للغاية.. وأحب أن أعطى كل مناسبة حقها.. وفى الحقيقة أننى لا أحب أن أسير وراء بدعة أو خرافات.. فأنا أمنح عناية خاصة للاحتفال بعيد ميلاد حبيبتى وفيه أعمل جاهدا على أن أظهر لها مدى حبى ومدى تقديرى لها.. لكن تقولى فالنتين بقى وجو رخيص و«أبقى ماشى زى الأهبل ببوكيه ورد أحمر ولفة حمرا و كله أحمر فى أحمر».. أحب أقول مافيش أحمر من دى أيام احنا عايشنها!.. الشطارة الحقيقية هى أن أنا وحبيبتى تكون أيامنا كلها حب فى حب مش بس فى عيد الحب.. وبعدين الاحتفال بالفالنتين أصبح موضة قديمة جار عليها الزمن.. ومش معقولة الناس تظل متشبسة بآراء وأفكار عفى عليها الزمن.