«القناوى» عيلة كروية جداً

محمد شمس
تبقى الساحرة المستديرة التى يلتف حولها الملايين، حيث نجد لاعبين صنعوا تاريخا لأنفسهم ولأنديتهم ولمنتخبات بلادهم، ومع كل هذا هناك بعض العائلات الكروية التى اشتهرت في عالم كرة القدم، وذاع صيتها، أمثال عائلة أبو جريشة، وحمادة إمام، وصالح سليم وطارق سليم، وأيضا لم يغب صعيد مصر عن هذا الأمر، حيث تجد بعض العائلات الكروية التى لمع اسمها في الملاعب المصرية، ولعل أشهرها عائلة «شديد قناوى» نجم المنيا السابق.
حيث نتعرف على عائلة شديد قناوى الكروية، ومشوارهم مع الساحرة المستديرة؛ بأفراحها وأحزانها والمواقف الصعبة التى مروا بها.
شديد قناوى، الذى لديه أربعة أولاد، هم: أحمد، الظهير الأيسر لنادى طلائع الجيش، ومحمد، لاعب الأسيوطى سبورت، ومحمود شديد، لاعب المقاولين العرب، ونورا، حيث تعيش الأسرة في محافظة المنيا، والأم هى إيمان مكرم، شريكة كفاح قناوى الكبير.. يقول شديد قناوى: بدأت كرة القدم في سن مبكرة ولعبت في البداية لبنى سويف، واختارنى خيرى حسين لموسم 74 للعب مع بنى سويف في الدورى الممتاز، حيث كان عمرى 17 عاما، وكان الدورى على مجموعتين، وكنا نلعب في مجموعة الأهلى، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مصنع 36، ولعبت بجوار إينو والإسناوى، ثم عدت لبنى سويف، وانتقلت للمنيا بعدما اختارنى موريس توفيق وعزيز جرجس، ولعبت أول مباراة مع المنيا موسم 79/80 ضد الأهلى وخسرنا بهدف وحيد، وكان الأهلى يضم نجوم الثمانينيات، وعلى رأسهم محمود الخطيب واستمررت مع المنيا حتى موسم 84 الذى هبطنا فيه للقسم الثانى ثم عدنا للممتاز موسم 86/87 مع المدير الفنى فاروق السيد وهبطنا مرة أخرى وصعدنا من جديد موسم 90/91 بهدف لى فى دروة الترقى وكانت جماهير المنيا تردد «عادت المنيا من جديد بهدف شديد».
أما عن مشوارى التدريبى بدأت مديرا فنيا لمنتخب شمال الصعيد ودربت ناشئى المنيا ثم القطاع على مستوى الصعيد ثم فريق بنى سويف وتليفونات بنى سويف ثم نادى المنيا ومركز شباب مغاغة والأسيوطى سبورت والفيوم وأسوان والألومنيوم وصعدت بالمنيا للممتاز موسم 2012/2013 وصعدت ببنى سويف للدرجة الأولى وأتولى حاليا تدريب نادى تليفونات بنى سويف.
يضيف «شديد»: راضٍ عن مشوار أبنائى الثلاثة مع عالم كرة القدم، ولدى ثلاثة أبناء: أحمد، لاعب «الإنتاج الحربى»، ومحمد، لاعب «المنيا»، و«محمود» لاعب «المقاولون العرب»، وقد حقق نجلى أحمد 20 بطولة وقت تواجده فى الأهلى، ولعب فى المنتخب، ومحمود شديد، لعب فى ناشئى إنبى من سن 13 وحتى 21 عاما، ثم انتقل للأسيوطى قبل رحيله للمقاولون العرب، أما نجلى الأكبر محمد، لاعب الإنتاج الحربى السابق والمقاولون العرب الحالى، فظلم ولم يكن حظه مثل شقيقيه أحمد ومحمود، رغم أنه مميز للغاية، أما ابنتى الوحيدة نورا فليس لها ميول رياضية، ولكنها تفضل كتابة الشعر ومتزوجة حاليا من سيف الأسيوطى نجل رئيس النادى الأسيوطى سبورت..ويبقى «أحمد شديد قناوى» الابن، الأشهر فى العائلة ، حيث ولد أحمد فى الأول من يناير 1986 واشتهر بارتدائه القميص رقم 12 وبدأ مسيرته الكروية بنادى المنيا الرياضى ثم رحل للنادى الأهلى فى سن 16 عاما وبدأ فى المشاركات مع القلعة الحمراء مبكرا بعد اقتناع مانويل جوزيه به وشغل الجبهة اليسرى ثم انتقل إلى نادى المصرى البورسعيدى ولعب معه 3 مواسم قبل العودة من جديد للأهلى ثم رحل عن القلعة الحمراء لينتقل لصفوف طلائع الجيش ومن ثم الإنتاج الحربى. وحفر أحمد شديد قناوى الظهير الأيسر للإنتاج الحربى والأهلى الأسبق اسمه فى ذاكرة الجماهير المصرية بحروف من ذهب، بعدما كسر النجم المخضرم إنجاز الراحل «حسن الشاذلى» هداف الكرة المصرية كأكثر اللاعبين مشاركة فى مواسم متتالية بالدورى المصرى برصيد 120 مباراة، واستطاع شديد قناوى كسر إنجاز الشاذلى الذى لعب 119 مباراة متتالية فى المواسم من 1961/1962 حتى 1966/1965 بعدما خاض مباراة الإنتاج الحربى مع مصر المقاصة بالجولة السابعة عشرة لمسابقة الدورى العام.
وتبقى بطولات أحمد شديد هى الذكرى الأجمل له في الملاعب المصرية بتحقيقه 20 بطولة مع الأهلى، ما بين دورى مصرى وبطولات أفريقية، ومشاركة في بطولة كأس العالم للأندية باليابان، بالإضافة للسوبر الأفريقى.
ويشير «قناوى» إلى معاملته لأبنائه الثلاثة، كمدير فنى أولا، ثم كأب ثانيا، مضيفا: «إننى توليت تدريبهم على الكرة، وكنت أجرى بهم لمسافات طويلة لرفع معدلات اللياقة البدنية، والحمد لله تحقق حلم أبنائى الثلاثة، وأنا ناصح وموجه لهم، وهم حاليا أصدقائى».
ويقول «قناوى» إن «الموقف الذى أبكانى عندما جاءنى اتصال هاتفى، وقت مباراة الأسيوطى والداخلية فى الممتاز، ولم أكن أشاهد المباراة، وأبلغونى بإصابة نجلى محمد ببلع اللسان، فخرجت مثل المجنون وقطعت الطريق للفيوم في أقل من ساعة وربع، حتى وصلت للمستشفى وعرفت أن حالته بخير، واطمأننت عليه، لكن الدموع كانت تذرف من عينى بلا توقف».
ويتابع: أما الموقف الطريف فكان فى عيد الأضحى المبارك، ووالدتى كانت تقيم في بنى سويف، وطلبت منى رأس العجل بعد ذبحه، حيث استيقظت مبكرا وأخذت رأس العجل من عم مكرم والد زوجتى، وسافرت لبنى سويف وفى محطة بنزين ببنى مزار استوقفنى ضابط، وقالى لى: «أنت قاتل قتيل» لأن الدم كان يسيل من السيارة، وعندما فتحت له السيارة وجد رأس العجل فابتسم، وأطلق سراحى.