الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أسرار عائلية.. صدمة للجميع

أسرار عائلية.. صدمة للجميع
أسرار عائلية.. صدمة للجميع


نظرا لحساسية الموضوع والذى أثار جدلا واسعا وهجوما شرسا منذ طرح التريلر الخاص به، (أسرار عائلية) تلك التوليفة السينمائية الأولى التى أخرجها لنا الكاتب والمخرج هانى فوزى وكتبها لنا الكاتب محمد عبدالقادر وقام ببطولتها الفنان الشاب محمد مهران، هذا الثلاثى الذى وجد من المثلية الجنسية حقيقة ملموسة ليس بين أفراد المجتمع المصرى أو العربى فقط وإنما فى العالم كله وها قد حان الوقت حتى نزيح عنها الستار ونضع الكمامة عن أفواهنا جانبا لنعترف ولا ننكر هذه الحقيقة.. هذه هى رسالة كل من كاتب ومخرج (أسرار عائلية) اللذين من أجلها وفى وجه أى جدل أو نقد أو هجوم وقفا على دراية تامة بقيمة ما يقدمانه وإن كان بمثابة الصدمة للجميع.
 
فى حوار مفتوح تحدثنا إلى كل من المخرج والكاتب هانى فوزى والكاتب محمد عبدالقادر عن قصة فيلمهما الجديد (أسرار عائلية) منذ أن كان مجرد فكرة حتى أصبح عملا فنيا يحمل اسم كل منهم.
 
∎ فى البداية كيف جاءت فكرة أسرار عائلية كفيلم سينمائى يتناول المثلية الجنسية؟
- المؤلف محمد عبدالقادر: «مبدئيا كنت فى ورشة مع المخرج هانى فوزى ووقتها كنت حائرا بين أسرار عائلية وفكرة شائكة أخرى وبعد تفكير تم الاستقرار على أسرار عائلية ليكون هو فيلمى القادم، وقبل أن أكتب كلمة واحدة حرصت على مجالسة أكثر من طبيب نفسى وأيضا أكثر من شخصية مشابهة لشخصية البطل ولكن من خلال جلسات العلاج الجماعى تعرفت على حالات كثيرة ومختلفة وأيضا استمعت إلى آراء مختلفة من الاطباء وما بين مرض أو طبيعة، اضطراب أو اختيار كانت الآراء إلى أن بدأت الكتابة بالفعل وبعدها بدأنا التحضير للعمل».
 
ويكمل هانى فوزى الحديث قائلا: «من خلال كل أعمالى السابقة كنت صاحب الفكرة وكنت كذلك المؤلف لكن هذه المرة الوضع مختلف، فأنا فقط تحمست للفكرة التى طرحها علىَّ الكاتب محمد عبدالقادر والتى وجدت فيها فكرة فى حاجة للطرح نظرا لواقعيتها وقيمتها وهذا هو هدفى الرئيسى فى كل عمل أقدمه أن يكون موضوعه حقيقيا يفيد المشاهد ومن خلال (أسرار عائلية) وجدت هذا، لهذا لم أتردد ولو للحظة فى إخراجه فهى مشكلة اجتماعية موجودة بالفعل أتصور أن الكثير منا ينظر إليها نظرة خاطئة فالأغلبية تنظر إلى هذا الشخص كونه سعيدا بما هو عليه وهذا بالتأكيد غير صحيح بالمرة فهناك دائما سبب وراء هذا الاتجاه الذى سلكه، لأن علميا ليس هناك جين إذا تواجد لدى الإنسان أصبح شاذا وهذا ما يتناوله لأسرار عائلية».
 
∎توظيف العــامل الاجتماعى والإنسانى من خلال أحداث الفيلم، وهو العامل الرئيسى وراء ما أصبحت عليه شخصية بطل العمل كان للتخفيف من صدمة الجمهور من فكرة العمل؟
- محمد عبدالقادر: «بالتأكيد ولكن أيضا تناول الفكرة بهذا الشكل كان لهدف آخر وهو رفضى لحصر موضوع الفيلم فى المثلية الجنسية، فإلى جانب هذه القضية هناك الكثير من القضايا التى تناولها الفيلم وهى أيضا قضايا شائكة و فى حاجة إلى من يتناولها مثل الاعتداء على الأطفال، فكل شخصية من شخصيات الفيلم هى مرآة عاكسة للعديد من الشخصيات المشابهة لها وهذا ما تمنيت حقا أن يشعر به الجمهور الذى سيشاهد الفيلم أثناء كتابته».
 
يكمل المخرج هانى فوزى: «كل تفصيلة من تفاصيل العمل جاءت فى صالحه برأيى، حتى الجانب الذى تم من خلاله تناول فكرة الفيلم، هذا التناول الاجتماعى الإنسانى وهذا لغرض محدد وهو أن يشعر الجمهور بأنه أمام قصة حقيقية، باختصار جميع عناصر الفيلم جديدة من فكرة وتناول وبطل وأبطال مشاركين فى الفيلم مما أعطى إيحاء بواقعية القصة».
 
∎ هجوم شرس يلاحق (أسرار عائلية) بمجرد طرح التريلر الخاص به، كيف واجهتموه؟
- هانى فوزى: «شىء متوقع ومبرره واضح وهو أننا للأسف مجتمع معروف عنه الخوف المسبق من كل ما هو جديد، بالإضافة إلى خوف إضافى هو خوف مضاعف من الأمور الجنسية وهو خوف ليس فى محله على الإطلاق من وجهة نظرى والدليل رد فعل الجمهور الذى شاهد الفيلم حتى الآن والذى أكد أن الفيلم لا يحتوى على ما يخدش حياء أحد، فنحن أمام مشكلة حقيقية لفتى يعانى وهنا يكمن الفرق بين أسرار عائلية وأى فيلم آخر».
 
يتابع محمد عبدالقادر: «كمجتمع لدينا مشكلة فى ثقافتنا، وهذا ما جعل البعض يتصور أنه طالما اعترفنا بأن لدينا مثليين فهذه فى حد ذاتها إدانة لأفراد المجتمع وبالتالى فالحل هو الإنكار وهذا ليس من العدل لأننا جميعا مدركون لهذه الحقيقة أو هذه المشكلة فهم يعيشون بيننا وقد نكون على علم بشخصيات بعينها تعانى هذه المشكلة ومن هنا جاءت فكرة أسرار عائلية لأن الكلام هو الحل لعلاج هذه المشكلة من الجذور هذه هى القضية الرئيسية للفيلم والتى لم ينتبه لها الكثير ممن تعجلوا الهجوم على الفيلم حتى قبل مشاهدته وبالتالى لم يكن مؤثرا بل بالعكس فقد جاء فى صالح الفيلم فالبعض الآخر كان شغوفا لرؤية الفيلم والحكم عليه فلولا ذلك ربما قد مر أسرار عائلية مرور الكرام دون أن يلتفت إليه أحد فرب ضرة نافعة».
 
∎ هل من هنا جاءت فكرة الافيش وهى لشاب يضع بلاستر على فمه؟
- محمد عبدالقادر: «بالفعل فمن خلال أسرار عائلية ندعو الجميع للحديث حتى يحدث النقاش وتحدث المواجهة ويظهر الحل لكل مشكلة لأن الإنكار ليس فى صالحنا، من هنا كان المفتاح لفكرة الفيلم الذى ظلمه البعض بحصره فى منطقة المثلية الجنسية».
 
∎ هل حقيقى أن فكرة الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية ؟
- محمد عبدالقادر: «الحبكة الدرامية الرئيسية هى بالفعل لشخص بعينه ولكن الأحداث ككل فهى مستوحاة من أكثر من قصة حقيقية بالإضافة إلى تفاصيلى الخاصة كمؤلف».
 
∎ فى الوقت الذى كان محمد مهران لا يعلم أنه البطل المنتظر لأسرار عائلية كان الكثير من النجوم يرفضون تقديم نفس الدور؟
- هانى فوزى: بالفعل تم عرض الدور على الكثير من النجوم إلا أنهم رفضوا القيام به خوفا من جرأة الموضوع، لهذا جاءت فكرة الاستعانة بوجه جديد ولم يكن أيضا من السهل العثور على الشاب المناسب وإقناعه بالدور، فالكثير تراجعوا عن الموافقة بعد تهديد أهله له وهناك من وجد مشكلة فى إقناع خطيبته وأهله بالأمر إلى أن تم الاستقرار على محمد مهران».