الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حريم الإخوان يحكمـن الجماعــة!

حريم الإخوان يحكمـن الجماعــة!
حريم الإخوان يحكمـن الجماعــة!


نساء الجماعة.. تلك الطائفة التى قال عنهن رجالهن فى السابق «قوارير» بينما لا نرى منهن سوى إماء فى الحرملك الإخوانى، وعندما اشتدت بهم المحنة وصفوهن «بالحرائر» بينما لا نرى منهن سوى بلطجية يحملن العصا ويتسلقن الأسوار.. هذا الانحراف الفكرى عند جماعة الإخوان التى تتحدث باسم الدين بتكتيك رجولى يدفع بنسائه إلى الصفوف الأولى بدلا من حمايتهن ويحفزنهن على الاشتباك مع الأمن بدلا من درء الخطر عنهن كعادة الجماعة من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وربما كان لهذا سبب لا نفهمه نحن العامة عن مبادئ النخوة والرجولة التى وظفها رجال الجماعة وفق مبادئ سياسية ليراهنوا بحرائرهم فى كسب نوع من التعاطف الشعبى ولكنهم نسوا أنهم لم يتعاطفوا مع نسائهم حتى يتعاطف معهم هؤلاء العامة!
 
نساء يتصدرن المشهد ورجال تواروا خلف القضبان وآخرون يتسللون على حدود الوطن باحثين عن وطن آخر يأويهم.. مصير يبدو مأساويا لجماعة استمرت لأكثر من 85 عاما هى جماعة الإخوان الإرهابية. ولكن شراسة المرأة الإخوانية خاصة بعد ما رأيناه من فتيات الأزهر، إضافة إلى ما عرف بـ«ألتراس بنات الأزهر»، كان هو الظاهرة الأكثر غرابة فى الحالة العامة للكيان الإخوانى، حيث شاهدنا عدوانية الفتاة الإخوانية مع قوات الأمن وإدارة الجامعة وتخريب المنشآت وضرب الأساتذة وتمزيق ملابس أساتذتهن مما يؤكد أنهن لسن حرائر ولسن إناثا والمؤكد أنهن لسن طالبات علم. ما دفعنا للبحث وراء نون النسوة الإخوانية الذى تحول من تربية الزهروات إلى المرأة الحديدية.
 
∎تحول المرأة الإخوانية من الدعوة إلى البلطجة
 
لعل أولى مراحل هذا التحول كانت عقب ثورة 30 يونيو، حيث تطورت مهام المرأة الإخوانية من المشاركة فى الحياة السياسية إلى الحرب من أجلها لاستعادة ما يسمى الشرعية وبدأت فى الاشتباك المباشر مع قوات الأمن أثناء اعتصامى رابعة والنهضة، وبعد فض الاعتصام والقبض على معظم القيادات دفعت الجماعة احتكاما إلى أوامر القيادات الهاربة نساء الإخوان إلى وسط الساحة السياسية لتقود مظاهرات وتندد وتتوعد الدولة المصرية إلى أن أطلقت عدة حركات كان أهمها «نساء ضدّ الانقلاب» تنديدًا بعزل مرسى وحركة «7 الصبح» لشل المرور بالشوارع و«ألتراس بنات أزهرى» للاشتباك ورفض التعامل الأمنى مع طلبة الجامعات، تلك المظاهر التى دللت على صحوة للتنظيم النسائى الإخوانى مع تغيير فى استراتيجيته.
 
حيث شاهدنا طالبات الإخوان يقدن مسيرة الجماعة داخل الجامعات المصرية ولا سيما جامعة الأزهر التى رفعوا فيها شعار أنه «لا دراسة تحت حكم العسكر». وتحت هذا الشعار تحولت المرأة الإخوانية بكل مراحلها العمرية إلى مسخ يفعل دون أن يعقل بعد أن صمت السمع والطاعة آذانهن وغشت عيونهن وختمت على قلوبهن، فنساء وأخوات الجماعة اليوم لم يعدن قوارير مكانهن المنزل كما كنا نسمع عنهن ولكن أحسنت الجماعة استغلالهن على جميع المستويات فمن الدعوة بالمنازل إلى الحشد بالشوارع إلى وضعها على القوائم الانتخابية لضرورة قانونية إلى نساء تنظيم رابعة إلى تزويجها بما يسمى جهاد النكاح إلى وضعها بالصفوف الأمامية كدروع بشرية عند فض الاعتصام إلى تسليحها وتفخيخها لمواجهة الانقلاب، وأخيرا إلى منطق رجال الجماعة وهو أن الضرورات تبيح المحظورات!
 
∎مكنتش بنت إخوان
 
كريمة محمد فى الرابعة والعشرين من عمرها إحدى فتيات الإخوان المنشقات قبل الثورة والتى كانوا يعتبرونها- على حد قولها- «محبة فقط» لأنها أيضا- على حد قولها- لم تكن إخوانية الأصل فهى الإخوانية الوحيدة فى عائلتها.. وبسؤالى عن شعورها بهذا الاختلاف فى المعاملة داخل جماعة الإخوان، قالت مش واضح بشكل عملى بس دايما كنت بأحسها لأنى مش بنت إخوان.
 
أما عن بداية انضمامها للجماعة فتقول كريمة «دخلت إلى الجماعة وأنا عندى 9 سنوات من خلال إحدى صديقاتى كنوع من التأهيل ثم أصبحت عضوة وأنا فى الصف الثالث الإعدادى وفى المرحلة الثانوية كنت أعطى دروساً للأطفال بالمسجد.
 
وكانت مشكلتى هى السمع والطاعة لأننى كنت دائمة الجدل والنقاش، خاصة بعد أن كبرت وكان فى حاجات كتيرة مش فاهماها وهما كانوا بيرفضوا يفهمونى إلا بعد وقت محدد.
 
 
حتى حدث أحد المواقف التى قامت على أثرها المسئولة باستبعادى وهى أن اكتشفوا أن أحد أقاربى كان يعمل بجهة أمنية وفجأة عندما كنا فى أحد الاجتماعات تم إلغاؤه والحديث معى بشأن قريبى وبسرعة تم استبعادى من الجماعة بشكل غير لائق ولم أهتم لذلك كثيرا لأننى لم أفعل خطأ لأعاقب عليه ولكن مع دخولى الجامعة لاحظوا نشاطى فعرضت علىَّ إحدى الأخوات أن أنضم مرة أخرى فرفضت.
 
وكنت أقف معهم لو شايفة أنهم مظلومون كما قضايا فلسطين أو انتخابات اتحاد الطلبة.
أما عن أكثر المآخذ على نساء الجماعة من وجهة نظر كريمة فتقول: أحيانا الثقة الزيادة بالنفس وإحساسهن أنهن الأفضل كجماعة وفكر.
 
وبالحديث عن عنف فتيات الأزهر وفتيات الإخوان بشكل عام تقول كريمة: هما بعضهم عنده عنف.. وبيكون المتشدد أو المحب الزائد للجماعة بشوف إن اللى قدامه عمل ذنب عظيم.
 
الثورة غيرت حاجات كتير وطلعت فينا حاجات ما كانتش ظاهرة وهما كده كمان إحساسهم بالاضطهاد بيخليهم يعملوا ردود أفعال مختلفة وفيه منهم متشدد بطبعه.
 
∎النساء وخطاب المظلومية
 
أحمد بان القيادى الإخوانى المنشق، والخبير بشئون الحركات الإسلامية أكد أن المرأة الإخوانية هى عمود خيمة البيت الإخوانى وأنه من أهم أسباب صمود الجماعة حتى الآن هى الأخوات لأنهن يمثلن 60٪ من قوة التظاهر فى الشارع ولديهن عاطفة شديدة لدى الجماعة. لذلك فهى تدفع الثمن وتستغل تنظيميا فى مختلف التكليفات لذلك فهى إحدى مآسى جماعة الإخوان لأن الجماعة حين وزعت المهام جعلت السلطة للرجل والمسئولية على المرأة .وعلى جانب آخر فإن عاطفة نساء الإخوان تجاه الجماعة ليست عاطفة الفكر فقط ولكن ولاية الأب عليها والأخ والزوج لها تأثير كبير وعلى رأسهم سلطة الجماعة، وفى النهاية نجد أنها قد خضعت لسلطة رجولية مركبة ومع تطور الأحداث تحولت المرأة تحت ضغط الجماعة المستمر والسلطة الرجولية التى تعلوها إلى طائفة دينية مستقلة تعادى المجتمع.. وأما عن لفظ الحرائر الذى تعلو به أصوات الإخوان الآن فيقول بان: مجتمع الأخوات هو جزء من المجتمع المصرى به الحرائر وبه ما دون ذلك هن طرائق قدد لكن حالة الاستعلاء التى تملكت الخطاب كانت من هذه المفردات تحاول تكريس القطيعة بين مجموعة بشرية تكاد تتحول إلى مذهب إسلامى جديد تحت وطأة المظلومية المصنوعة واستخدام هذه التعابير ينطوى على الاتهام لنساء مصر بأنهن إماء مقابل نساء الإخوان الحرائر وهذا يضر كثيرا بفكرة المستقبل.
 
∎الدين لم يصل لقلوب نساء الإخوان
 
الدكتورة آمنة النصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، تتحدث عن المرأة الإخوانية والتى اعتادت غياب الزوج وتحملها المسئولية مما ينفى إحساسها بالضعف أو الانكسار الذى تشعر به المرأة العادية حيال القبض على زوجها أو إصابته بمكروه فلديها القدرة على استكمال المسيرة بدون أية أزمات، بل إنها تتحول من امرأة مسلمة ترضى بقضائها إلى امرأة أكثر عدائية مع المجتمع لأن الجماعة لم تكن تعطيها الفرصة لتفكر أو تقرر وعندما تضطر لهذا الآن فلم يستطع عقلها استيعاب الموقف بقدر من الحنكة والسياسة وإنما تتحول بطبيعتها إلى الشراسة والعدوانية فى رد الفعل وهذا ما شاهدناه من بنات الأزهر لأن إحساسها بالرغبة فى البقاء يجعلها تفعل دون أن تفكر وإن كانت كل هذه المظاهر بعيدة كل البعد عن الدين من التخريب والفحش فى القول والاعتداء على الأساتذة ومحاصرتهن.. فعن أى دين إذن يتحدثون؟!
 
هذا الدين الذى ابتعد عن أفعالهن كما ابتعد عن قلوبهن.
 
∎كبت أدى إلى عنف
 
تحلل الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد هالتعبئة النفسية التى تقع تحتها المرأة الإخوانية من وصاية الأب والزوج والأخ وقبل هؤلاء جميعا سلطة الجماعة التى تقوم باستمرار بتغذية الشعور لدى المرأة بضرورة إبقائها على الإسلام وغرسه فى النشء هذا الحماس المزيف الذى يدفع المرأة الإخوانية إلى اقتناعها بدورها وقيمتها التى قد تصل إلى النزول إلى ساحة الصراع السياسى والاشتباك مع المعارضين. كما أن هناك جانبا من شخصية المرأة الإخوانية وهو حالة الكبت التى عاشتها طويلا فى الظل وهى تتوارى خلف الرجل ثم فجأة كشفها إلى الأضواء ومطالبتها بالمشاركة فى الحياة السياسية وهذا أحدث نوعا من الخلل فى شخصياتهن من التوتر الذى تحول مع الوقت إلى ترقب وخوف من المجتمع ثم تطور إلى عنف وكره لهذا المجتمع والشحن النفسى المستمر لهن ضد المجتمع المصرى الذى ينظرن إليه على أنه كافر ولابد من تقويمه وذلك عندما احتدم الصراع بين رجال الجماعة والدولة المصرية وهذا العنف يعكس ما وراء هذا الهدوء الملائكى المصطنع لنساء وفتيات الجماعة وهو أنهن صرن نسخة من رجال الجماعة فى التطاول والسباب والألفاظ البذيئة متناسية كمسلمة أن هذا قد نهاها عنه دينها الذى تتحدث باسمه.. فعن أى دين يدافعن عنه وهن أسوأ مثل له؟! كما تناست أنها امرأة يجب أن تعف لسانها عن مثل هذه الأقوال.