الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نفسنـــا نعيــش!

نفسنـــا نعيــش!
نفسنـــا نعيــش!


شجرة عيد الميلاد أو شجرة الكريسماس التى كانت ولا تزال رمزا للاحتفال بعيد الميلاد المجيد والتى اعتبرها المصريون رمزا لبداية عام ميلادى جديد.. لذلك حرص المصريون- مسلمين وأقباطا- على شراء شجرة الكريسماس وتزيينها قبل رأس العام ببضعة أيام ابتهاجا بالعام الجديد وانتظارا له.. ماذا لو تخيلنا أن شجرة الكريسماس هذه هى الشجرة التى سيزين المصريون بها أحلامهم بل ربما سيعلقون عليها أمنياتهم للعام الميلادى الجديد؟! تُرى ماذا سيقول المواطنون؟! مع الوضع فى الاعتبار أن هؤلاء المصريين قد ذاقوا الأمرَّين طيلة الأعوام الثلاثة السابقة جراء ثورة واستفتاء وانتخابات برلمانية ثم رئاسية ثم سنة عذاب مع الإخوان ثم ثورة ثانية وقتلى ومصابين وخارطة طريق ستكلل بأول استحقاق، وهو الاستفتاء على الدستور فى النصف الأول من أول شهر من العام الجديد.
 
تجولنا بين المواطنين وسألناهم عن أمانيهم للعام الجديد.. ربما البعض يتعجب أن أغرب إجابة جاءت من مواطن مصرى بسيط: «أنا عايز أعيش».. بينما توحدت الإجابات فى أولها أو آخرها: «يارب أصلح حال مصر».. فى السطور القليلة القادمة: المصريون وأمانيهم فى العام الجديد.
 
∎ 35 مترا
 
«عايزة بيت على قدى أنا وعيالى».. هكذا قالت سهير عبدالقادر الشهيرة بأم محمد (37 عاما) سيدة بسيطة تعمل عاملة نظافة بإحدى المؤسسات الخاصة لديها ثلاثة أبناء محمد (61عاما) وسمر (15 عاما) وحمزة (عامان) وأضافت: «أنا بيتى كله على بعضه 35 متر مش مكفينى لا أنا ولا عيالى.. بحلم ببيت يكون 50 أو 60 متر».. أنا طموحاتى بسيطة مش طالبة من ربنا غير الصحة والستر.. ونفسى أشوف ولادى أحسن الناس، وعلى المراتب صحيح أنا مش أعلى الناس ومش حاجة كبيرة بس شايفة فى بنتى كل منايا.. شايفة فى بنتى أنها هتبقى دكتورة كبيرة وشاطرة.. آه لو تشوفى شهادات التقدير والتفوق اللى بتأخدها من المدرسة.. قلبك ينشرح.. يا رب يا بنتى أشوفك أعظم مما أتخيل!! .. وكمان عندى أمنية أخيرة بس هى أمنيتى الأساسية: نفسى حال البلد يتصلح ومصر ترجع زى زمان هادية وأمان».
أحمد عبد العزيز (53 عاما) عامل نظافة يعمل بإحدى المؤسسات الحكومية تكلم عن أمنيته للعام الجديد فقال: «أنا عايز أعيش.. يعنى رضينا بالغلا وطوابير البنزين والسولار والعيشة الصعبة.. كمان مستكترين علينا أننا نعيش.. لما كل يوم فيه تفجير وكل يوم عمل إرهابى.. إحنا نضمن منين حياتنا.. مين اللى هايضمن لى أنى وأنا ماشى ماتفرقعش فيا قنبلة أو تجيلى رصاصة طايشة؟!.. أنا كل أمنيتى أنى أعيش.. مش عشانى عشان عيالى ومراتى.
 
∎ حب زوجى
 
كريستينا يوثام (22 عاما) خريجة كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة تقول: «عام 2013 كان سيئا بالنسبة لى.. كنت حزينة لأننى كنت أتمنى أن أصير أمَّا، وأمضيت شهورا فى هذا الحزن إلى أن علمت أننى حامل وغمرتنى سعادة لا توصف لذلك أشعر أن عام 2014 سيحمل لى خيرا كبيرا لأننى سأرزق بابنى الأول.. كل أمنياتى فى 2014 أن أفرح بابنى وهو بين يدى وأن يظل زوجى يحبنى طول عمره كما هو يحبنى الآن.. كذلك أتمنى أن يحقق زوجى حلمه ويمتلك الصيدلية التى يحلم بها وبذلك سيوفر لنا حياة كريمة وأيضا سيوفر لابننا مستقبلا مضمونا بإذن الله.. كذلك أتمنى أيضا أن تنتهى مشاكلنا العائلية بلا رجعة ونعيش فى سلام.
 
∎ عايز أتجوز
 
حمادة على (31 عاما) على الرغم من جذوره الإخوانية إلا أنه تمنى أن يسود الأمن أرض مصر فقال: «نفسى بقى نخلص من موضوع الاستفتاء على الدستور ده بقى على خير ونوصل للانتخابات الرئاسية ويكون عندنا رئيس.. نفسى بلدنا ترجع بلد الأمن والأمان والدنيا تهدى كده ويبقى فيه استقرار.. ومايبقاش الواحد خايف وهو نازل من بيته.. ده على المستوى السياسى، أما على الصعيد الإنسانى فأتمنى أنى أتجوز بقى السنة دى وأكمل نص دينى.. خلاص زهقت بقى من كتر الوحدة!! أنا على أمل أن السنة دى تظبط وقبل ما تخلص السنة أكون أسست بيت صغير تزينه عروسة جميلة!!
 
∎ صلاح الحال
 
إسراء طارق (20 عاما) طالبة بكلية إدارة الأعمال والتسويق بإحدى الجامعات الخاصة تقول: «نفسى فى 2014 أجوز بقى أنا مخطوبة منذ عامين وحاسة «إنى خللت»، وكمان نفسى أخى محمد ينجح فى دراسته فى كلية نظم المعلومات والحاسب وينتقل إلى السنة الثالثة كذلك أتمنى نجاح أخى الصغير زياد فى المدرسة حيث إنه بالصف الثانى الإعدادى.. وأهم من كل الأمنيات دى نفسى «ربنا يصلح حال مصر» صعبان عليا حالها قوى.. بجد ربنا ينصر بلدنا ويرفع رايتها ضد الإرهاب».
 
∎ بلاها سنة جديدة
 
«ماليش نفس أدخل سنة جديدة».. هكذا قالت وعد حسين (20 عاما) طالبة بكلية الإعلام بجامعة النهضة وعللت قائلة: «كان عام 2013 صعبا للغاية فقد خسرت فيه أناسا كثيرين عزيزين على قلبى فقد توفى ابن خالى فى الأحداث التى تلت فض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث لقى مصرعه بطلق نارى فى الرأس على يد أنصار الإخوان فى المنيا، أما عمى فقد صدمته سيارة ولم يكن مصابا للدرجة التى تجعله يموت، ولكنه مات نتيجة إهمال الأطباء أثناء تلقيه العلاج بأحد المستشفيات الخاصة بالقاهرة.
 
كل ذلك يجعلنى أدعو الله أن يكون عام 2014 أفضل بكثير من عام 2013، وأدعو الله أيضا أن يحل على مصر الأمن والأمان، لأن هذه الأيام أصبحت كلمة الأمان ضربا من المحال: فأنا كنت سأتعرض لعملية اختطاف قبل ذلك مرتين وكان فى كل مرة يتم قطع الطريق علينا ولولا ستر الله لكنت فى خبر كان.. لذلك أصبح والدى يخشى علىّ من الرجوع من الجامعة بعد الخامسة مساء.
 
أنا مازلت خائفة من دخول العام الجديد رغم أن هذا العام من المفترض أن يشهد إقامة حفل زفافى على من أحبه.. ولو أننى أتمنى لو أقمت فرحا كبيرا ودعوت فيه كل أصدقائى وأثق كل الثقة أن خطيبى سيحقق لى ما أريده.. وأردفت قائلة: «أنا فى الحقيقة لى أمنية أخرى أتمنى لو يتم تحقيقها هذا العام، وهى أن يحدث تغيير شامل فى منظومة التعليم فقد سئمت الحفظ والتلقين، وبالتالى سئمت الأساتذة لأنهم يعتمدون هذا الأسلوب من التعليم».. وأخيرا أتمنى من الله أن يطيل أجل أبى وأمى وأن أعيش برضاهما.
 
∎ مذيع وشعبية
 
أما أحمد هادى (20 عاما) طالب بكلية الإعلام والعلاقات العامة بإحدى الجامعات الخاصة فيقول: «نفسى فى 2014 أن أكون مذيعا ناجحا وأن أكسب شعبية كبيرة..  أما على الصعيد السياسى فأدعو الله أن يمن علينا برئيس جمهورية جديد يكون مثل الدكتور عمرو خالد لما يتمتع به من شخصية رزينة وحكيمة فهو شخص مثقف أعتقد أنه يمتلك مقومات الرئيس».
 
∎ التخرج التخرج
 
وبالنسبة لمهند إبراهيم (23 عاما) طالب بكلية الصيدلة بإحدى الجامعات الخاصة: «نفسى أخلص جامعة بقى.. أنا بقالى 6 سنين فى كلية الصيدلة.. نفسى أعدى آخر سنة دى على خير وأتخرج بقى وأشوف حياتى.. كمان نفسى أخطب البنت اللى بحبها وأروح كده دكتور مالى مركزى وأتقدم لأهلها.. أما الشغل فالحمد لله الوظيفة موجودة مع أبى فى الصيدلية.. يارب أحقق الأحلام دى السنة دى بعد كده أشوف أحلام جديدة».
 
∎ جدارة فى العمل
 
آيات أسامة (23 عاما) تعمل معدة بإحدى القنوات الفضائية فتقول: «أحلى حاجة فى عام 2013 أننى رزقت بابنى تميم، وكل ما أتمناه أن أستطيع تربيته أحسن تربية، وأن أثبت نفسى فى عملى وأثبت جدارتى حتى أترقى إلى ما أريده، كذلك أتمنى أن أنجح فى دراسة التمهيدى ماجيستير.. أما بالنسبة لزوجى فأتمنى له أن يحصل على أعلى المناصب ويترقى فى وظيفته وأن أظل أحبه كما يحبنى، فأنا أثق كثيرا فى حبه لى وأتمنى أن أحبه أكثر وأكثر مما يحبنى.. وأخيرا أتمنى أن يحفظ لى الله أمى وأخوتى خاصة أمى التى ترعى ابنى تميم وتهتم به أثناء غيابى فى العمل.. ويارب ظروف البلد تتعدل ويكتب الخير لمصر.