الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

هالة .. بالغرزة السينماوية تطرز كل شئ

«كنت أستمتع بحصص الاقتصاد المنزلى والشغل اليدوى والتطريز فى المدرسة، وأحب أعمل مفارش وملايات وبحب شغل الغرز وبطور فيه.. فقررت أستثمر هوايتى وأشغل وقتى بالحاجة اللى بحبها، أصنع أشغالا يدوية لى ولبيتى أو هدايا لأهلى وأصدقائى، فكرت إزاى أطورها بحيث تفيدنى وتدر علىَّ دخلا، كنت حابة كمان أفيد غيرى من الستات وأعلمهن».



 

 

هكذا بدأت الأربعينية، ذات الأصول المنوفية، هالة عبدالحميد سيد أحمد، مشروعها الخاص قبل 25 عامًا، وقتها سافرت لجنوب سيناء بصحبة زوجها الذى اقتضت ظروف عمله انتقال الأسرة للاستقرار هناك.

 

هالة كانت قد حصلت قبلها بخمس سنوات، على ليسانس الحقوق، وتزوجت وعاشت بالقاهرة ، وبعد انتقالها للحياة فى سيناء وجدت هالة نفسها وسط مجتمع يتشابه فى عاداته وتقاليده بالمجتمعات الريفية، التى تعتاد عليها، غير أنها لمست أن مجتمع النساء السيناويات منغلق على نفسه إلى حد كبير، ولا تخرج السيناوية من بيتها إلا للضرورة، ولا بد أن يصحبها زوجها أو أحد أبنائها، إلا أن الأمر تغير بمرور السنوات، غير أنهم مازالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم.

 

«فى الأول كنت غريبة عنهم، لكن بمجرد ما قربت منهم حبونى، وبقينا عائلة واحدة مترابطة»، هكذا قالت هالة التى أصبحت صديقة مقربة للكثير من السيناويات. «بدأت مشروعى لوحدى من البيت، كنت بعمل حاجات بالطلب حسب رغبة الناس، تطريز مفارش وملايات والعبايات السيناوية المميزة والشال والطرحة والثوب، ولما بدأت أتعرف وتيجى لى طلبات كثيرة، قررت أفتح مشغلا خاصا بى وأشغل بعض السيدات معايا، يساعدننى ويتعلمن ويفيدن نفسهن».

 

طورت هالة من إنتاجها، واقتحمت بتطريزها السيناوى المميز،  البلوزات والكوفيات، ومفارش السرير والسفرة شغلتها من  الأقطان المشغولة على النوول اليدوى، وكفرتات، وأقمشة كراسى وبوفات للأنتريه والقعدات العربى.

 

«حتى الكراسى بنفذها فى ورشتنا، والدهانات الخاصة بيها من خلال نجار بنتعامل معاه، فالسيدة السيناوية لديها رغبة فى التعلم المستمر، فهى تمتلك القدرة على العمل والتفكير المبدع، ولديها الرغبة والطموح لتطوير الذات والحصول على دخل مادى خاص بها من عملها».

 

هكذا قالت هالة التى بدأت بتوزيع المهام بين السيدات اللاتى يساعدنها فى المشغل واللاتى يصل عددهن الآن لحوالى 30 سيدة، كل منهن تطلب منها عملاً محددًا تقوم بتنفيذه من داخل منزلها، وتحدد له وقتًا للانتهاء منه وتسليمه، فالعمل اليدوى ربما يستغرق أكثر من شهر، ولهذا دائمًا يكون لدينا رصيد ومخزون كافٍ من المشغولات، لإمكانية البيع إذا جاءت طلبية فى وقت ما خلال العام.

 

تعتمد هالة فى تسويق منتجاتها على النزول بها إلى المعارض التى تنظمها الوزارات والمحافظات فى المواسم المختلفة، خاصة فى مواسم قدوم الأجانب إلى شرم الشيخ، «الأجانب دايما بيعجبوا بالشغل اليدوى وبيقدروه»، إلى جانب المعارض التى تقام بالقاهرة ومختلف المحافظات وتنظمها وزارة التضامن والصندوق الاجتماعى وجهاز المشروعات، أو عن طريق الشركات الخاصة التى تقيم معارض وتقوم بالتواصل مع أصحاب المشاريع والأعمال الخاصة لعرض منتجاتهم، وتؤجر هالة مكانًا خاصًا لعرض أعمالها.

 

وعن الداعمين لمشروعها، فترى هالة عبد الحميد، أن زوجها هو الداعم الأول لها الذى آمن بها وبموهبتها، وطالما ساعدها فى شراء الخامات وتجهيز كل ما يتعلق بورشتها الخاصة، وأعمال النجارة الخاصة بالأخشاب المستخدمة، وكذلك السيدات العاملات معها فى أعمال المشغل: «الست بتشتغل فى القطعة اللى فى إيديها وبتكون جزء من روحها، بتحمل لمستها وذوقها الخاص، عشان كده ماينفعش فردين يشتغلوا فى نفس القطعة، كل واحدة ليها غرزتها الخاصة مهما خدت وقت».

 

تسوق هالة منتجاتها أيضًا عبر الإنترنت، «المجلس القومى للمرأة قام بتجميع نماذج للسيدات رائدات الأعمال وصاحبات المشروعات ووضعها عبر صفحته على فيسبوك» ولهالة صفحة خاصة على الفيسبوك «الشيماء للملابس البدوية»، ساعدتها كثيرًا فى التسويق والترويج لمنتجاتها وبيعها وتعريف الناس بالمشروع.

 

«واجهتنى صعوبات كتير فى البداية، أولها إزاى أثبت نفسى وسط مجتمع جديد ليه عاداته وتقاليده الخاصة، أوأندمج معاهم ويتعاونوا معايا ويثقوا فى شغلى».

 

إلى جانب مشكلة التسويق التى مازالت تعانى منها، فالمعارض التى تقام من قبل وزارة التضامن أصبحت مرة واحدة كل عام، وعادة ما تكون فى أوقات غير مناسبة لأصحاب الأعمال، فلم تجد هالة وأمثالها فرصًا كافية للاختلاط بالجمهور وعرض أعمالها عليه، لذا تطالب به بأن تتاح فرص أكثر لرائدات الأعمال من خلال 3 معارض على الأقل كل عام، وبالاتفاق بين جميع أصحاب المشروعات على المواعيد.