لبنى عبدالعزيز: أكره رمسيس نجيب وحب حياتى د.برادة

هبة شوقى
إذا كان للثقافة عنوان ستكون عنوانها، وإن كانت هناك أيقونة للجمال. فهى تلك. وإن كان هناك رقى. فهى متوجة على عرشه.. نواة كل الأشياء الجميلة.. كل حاجة وعكسها.. شديدة الخجل.. والجرأة.. صاحبة الهدوء الطاغى والعصبية المفرطة.. صاحبة عيون أصابت رمسيس نجيب بلعنة العشق. طفلة لم تكبر بعد.. عندما تجالسها تسرقك داخل قلبها المليء بالطاقة.. تذهب بك إلى سراديب وردية، فتتساءل ما سر هذه المرأة وما سر ابتسامتها التى لا تغيب؟.
ما رأيك فى الفن المصرى؛ تحديدًا السينما فى الوقت الحالي؟
- مش شايفاه إطلاقًا.. لا أراه.. فأنا أشاهد السينما العالمية.
من وجهة نظرك ما السبب فى الفجوة والانحدار الفنى والثقافى إن صح التعبير؟
- لا أعلم، أنا كنت بعيدة عن مصر فى تلك الفترة طيلة ثلاثين عامًا عشتها فى أمريكا.. أعتقد أن نظام الدولة وحكوماتها لهما أثر كبير.. رأيت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان مهتمًا بالفن وكان لدينا وزراء للثقافة مهتمين بالفن وأشخاص مثل الأستاذ رمسيس نجيب وغيره مما قدموا لصناعة الفن كثيرًا.. كانوا يعشقون عملهم؛ أما اليوم فأرى أن المادة هى المسيطرة على الأعمال الفنية أكثر من الفن نفسه.
ما رأيك فى معاهد التمثيل وهل تعوض الموهبة إن لم تكن موجودة أو موجودة بنسبة ضئيلة؟
- أيامنا لم تكن هناك دراسة ولكن كان هناك العديد من المواهب التى فرضت نفسها وفنها حتى هذه اللحظة، على سبيل المثال القصرى وزينات صدقى وزكى رستم وعباس فارس هل هؤلاء دخلوا معاهد لتعلم التمثيل؟ ولكنهم أفضل مليون مرة ممن دخلوا معاهد ودرسوا الفن.. المدرسة الفطرية التلقائية، وكان هناك حب شديد للفن.. لا شك أن الدراسة مهمة إذا كانت هناك موهبة ورغبة حقيقية.. دليل على ذلك مثال حى فى حياتى وأسرتى، ابنتى موهوبة جدًا فى التمثيل وشاركت فى مسرح الجامعة وكانت هايلة ولكنها ليس لديها أى رغبة فى التمثيل.
بعض الفنانين ربما يكون لديهم موهبة لكن التوجيه وإدارة الموهبة خطأ؟
صح وأعتقد إن العيب الأساسى فى الإنتاج، المنتج كان حاجة كبيرة قوى زمان.. كل الشركات الكبرى فى هوليود «MDM»، باراماونت الأمريكية Paramount Pictures»» و«Twenty-First Century Fox» كلها شركات إنتاج كبيرة فى هوليوود، بيفكروا كويس يجيبوا روايات ويحتضنوا فنانين ومخرجين وهكذا، هذا هو الإنتاج الفنى.
كيف بدأت قصة حبك الأولى وزواجك من «رمسيس نجيب»؟
- أنا كنت أكرهه جدًا، كان عندما يدخل الاستديو كأنه «بعبع» دخل.. صارم، ناشف، أول ما يدخل أبواب الممثلين المفتوحة كلها تغلق، الأصوات والضحك كله يصمت، كان شخصية صلبة جدًا وقليل الابتسام، لكننى كنت أحترم فيه أنه كان يفهم فى كل شىء له علاقة بالفن، لكن وجوده كان بيرعب الناس، ذات مرة قلت له ماذا تفعل «ما تروح»، قال لى جئت أطمئن إنك مبسوطة.. قلت له أنبسط جدا لو تمشى وتروح تنام.
وكيف كسر هذا الجمود لديك تجاهه لدرجة إنك تزوجته؟
- قال لصديقتي: «أنا شفت عيونها دخت»، لكنه لم يقل لى، ما أثر فى إن هذه الشخصية المرعبة «البعبع» على الجانب الآخر تحمل كل هذه الرقة فى المشاعر تجاهى، لدرجة أنه كان دائمًا رقيبًا لى ويحذرنى خلى بالك من كذا وكذا.. فشعرت أنه يأخذ باله منى كأب يحافظ على ابنته، وأنا كنت شديدة التعلق بأبى.. وعلى الرغم من أننى كنت أرفض الزواج فى تلك الفترة، فإن حبه الشديد لى وتضحياته من أجلى جعلنى أتراجع عن هذا القرار.
إلى الآن لم ألمس قصة الحب فى حياتك؟
- قصة حبى «دكتور إسماعيل برادة» زوجى وأبو بناتى وكل حياتى.. بداية لقائى به عندما جاء يعزف البيانو فى برنامجى «ركن الطفل» بعدما سافر البيانست الذى كان يعمل معى وهو من رشح لى دكتور إسماعيل كان وقتها فى آخر سنة فى كلية الطب، فجاء قبلى إلى الاستديو بربع ساعة.. لاحظت من عزفه أنه خيالى فأعجبت به لأنه كان يعزف بإحساس خلاق، وهذا ما جعلنى أحتفظ به فى برنامجى. وواحدة واحدة وجدت تفكيرنا متقاربًا وميولنا واحدة نحب نفس الفلاسفة والكتاب والموسيقيين، لكنه اجتماعى أكثر منى «غصبنى على إنى أبقى فى وسط المجتمع» رغما عنى.
ما هى نشاطاتك حاليا فى الفن وغيره؟
- للأسف انتهى عملى بالفن بدرى ولكن يعرض عليَّ بعض الأدوار الفنية غير اللائقة، آخرها سيناريو فى غرفتى قرأته ولكنه غير مناسب بالمرة ولو على الفلوس لا أريدها عمرى ما اشتغلت من أجل الفلوس ولا عملت فلوس من الفن، فنى ومشاعرى هما الأبقى، لا يزال لدىّ طاقة ولكنها تنطفئ يومًا بعد يوم لكن إذا حدثت شعلة ستجدوننى أضأت. ألوم على صناع السينما المصرية لماذا لم تقدروا القامات الفنية وتقللوا منهم فى أدوار غير لائقة بتاريخهم الفنى وخبراتهم، لا أقصد «حجم الدور»، ولكن إذا قارنا نجومنا الكبار بنجوم هوليوود.. انظرى إلى «جودى دينش» و«هيلين ميرين» و«ماغى سميث» و«كيت لانشيت» و«ميريل ستريب» كل هؤلاء نجمات كبيرات يقمن ببطولة أفلام. أما عن نشاطاتى الأخرى بعيدًا عن الفن فأقدم برنامج ركن الأطفال بشكل مستمر، وأكتب مقالا أسبوعيا فى جريدة الأهرام ويكلى.
وماذا عن برنامجك «ركن الطفل» وكيف استمر كل هذه السنوات؟
- استمر لأننى أقدم فكرة جديدة كل أسبوع لكنه لم يشاهد بالقدر الجيد لأنه إذاعة أجنبية.على من تطلقين لقب زعيم؟
- فى التاريخ أنا معجبة بتشرشل، وفى النساء معجبة جدًا بـ«مارغريت ثاتشر» المرأة الحديدية كما لُقِّبت، ومعجبة بعبدالناصر رغم أننى أعترف بكل أخطائه.
لماذا تحبين عبدالناصر رغم أنك تقولين رغم أخطائه فما هى عيوبه ومميزاته كما ترينها؟
- حبيت وطنيته وحبه لشعبه وبلده وحبيت تشجيعه للفن ورسالته التى ألهمنا بها وعلمنا كيف تكون الوطنية وحب الوطن والاستقلال والكفاح، ولم أحب فكرة أنه بعثر الأموال فى الحروب، ومحاولاته الفاشلة لمساعدة بعض الدول، كما انزعت منه فى قتله للرغبة فى الإنتاج، وذلك من خلال تأميمه ومصادرته لمصانع وأراضى وعقارات من أصحابها ويفرقها.
إذن أنت ضد الاشتراكية؟
- نعم الفكر الاشتراكى أخذ من الغنى وأعطى للفقير، فلم يغنى الفقير لكنه أفقر الغنى،لا أنكر أنه حاول أن يساعد الفلاح لكن ما حدث تراجع الزراعة أين القطن طويل التيلة؟ وغيره من الإنتاج الذى كان من قبل ويصدر للعالم. أنا ضد سلب الأموال من أصحابها وقتل الروح المعنوية لديهم للتنمية والازدهار والصناعة. لكن يوم وفاته كان مزعجًا جدا بالنسبة لى.
وماذا عن الرئيس الراحل السادات؟
- أحترم ذكاء السادات الشديد، كان دبلوماسيًا سياسيًا، لكنه فى الوقت نفسه أخرج الإخوان المسلمين، ولم يكونوا مخلصين للبلد على عكس عبدالناصر كان صداميًا.
ما رأيك فى ربط الدين بالسياسة؟
- أنا مصرية وطنية مسلمة، وأرى أنه لا يجب خلط الأمور لا بد أن يظل كل فى مكانه الصحيح الدين يبعد هن السياسة وكذلك السياسة.
وماذا عن الرئيس السيسي؟
- فرحت جدا بالسيسى لأنه وضع حياته على صنية فضة وقدمها لنا كان ممكن جدا يُقتَل فى لحظات.. وقت الاختيار والقرار كان صعبًا على أى شخص لكنه لم يفكر فى نفسه بل فكر فى الوطن والشعب المصرى فأنقذه من دمار كان مؤكدًا، ولهذا فأنا أعلنها أنا «سيساوية».
الرئيس السيسى مهتم بشكل خاص بالمرأة؛ ألا ترين أن هذه مشاعر؟
- هذا ذكاء منه لأن المرأة وقفت معه، ولا شك أنه يحترم المرأة وكيانها، السيسى فعل شيئًا جديدًا مختلفًا عن المعتاد فى الرئاسة، ورقته مع المرأة أقوى من العنف، «الرجل الرقيق يكسب الست أكتر من العنيف»، دائما أقارن السيسى برؤساء دول أخرى أجده أنجحهم هو أفضلهم حتى عالميًا هو ركز على بلده وبيطور فيها وينظر إلى الأمام.
جاء لى صحفى ألمانى وظل يهاجمنى لأننى أكتب عن السيسى بصورة إيجابية وألمانيا وقتها كانت واخدة موقف ضد السيسى فأرسلت الأهرام فى نيويورك أن أخفف من المدح للسيسى،والله لم أكن أمدحه كنت أقول الحقيقة، حتى إننى قلت فيه شيكولاته بشكل السيسى، أنا أحتفظ بصورة السيسى جنب سريرى.
من يهاجم السيسى اليوم غلطان «ومش فاهم حاجة»، وما استطاع فعله أنه حمانا وهذا شىء كبير جدا لا نعرف ثمنه، من يعيب فى السيسى بأتحول لغولة معه. انتصر لأن ربنا كان معه. هو القائد الوحيد الذى ذهب خلف شعبه وليس العكس، دائما كنا نذهب خلف الرئيس مثلما حدث مع عبدالناصر، أما ما حدث مع الرئيس السيسى إننا خرجنا قلنا لا نريد الإخوان ونريد السيسى قلنا له كمل جميلك.
ما القيمة التى غرستيها فى بناتك؟
- مصريتهن.. هذا الشىء الذى أفخر به كثيرا بالرغم من أنهن لا يتحدثن العربية ولكنهن يعرفن بعض الكلمات، وأكثر شيء يسعدنى عندما أرى أنهن يعلمن بناتهن كما علمتهن.
ما سر حبك لعبدالله غيث؟
- أحبه جدا لدرجة إنى عملت أدهم الشرقاوى من أجله، بعدما رشحته لأستاذ رمسيس، لكنه قال لى كيف أبيع الفيلم والبطل عبدالله غيث، حيث إنه كان نجما مسرحيًا وغير معروف فى السينما، فقال محدش هيشترى الفيلم، إلا لو عملتى الدور أمامه وكان دورًا صغيرًا جدا وأنا وقتها كنت نجمة، فوافقت، ومن الطريف إن أفيش الفيلم كتبوا بالبنط العريض اسمى الأول على أفيش «أدهم الشرقاوى»، كان «أفيش كوميدي» جدا.
من الفنانة التى تحبين أداءها فى جيلك؟
- سناء جميل.. لأنها بها كل الصفات قوية، ضعيفة، كوميديانة، كانت قديرة، وسر حبى لها أنها صادقة جدا ما بداخلها تراه على وجهها، عندما ماتت كتبت عنها مقالًا بعنوان «وفاة ملكة».
كيف تعرفت عليها؟
- قدمنى لها أستاذ لويس كان صديقى، تعرفت عليها يوم الأربعاء ويوم الخميس كانت بتكلمنى تقول يلا نتقابل، وبقينا أصحاب فى يوم وليلة، بالرغم من أننى انطوائية ولا أخرج لكنها كانت تحدثنى بشكل دائم وتقول لى تعال يا لبنى نروح كذا أقولها حاضر.
ما هو دور الفن فى المجتمع من وجهة نظرك؟
- دور الفن أن يرتقى بالحضارة والذوق الشعبى، الفن له دور نبيل فى معالجة التطرف، والفنان آلة من آلات الفن، إذا نظرتِ للفن لدينا الآن لا تصدقى أن هذا هو البلد صاحب أكبر حضارة فى العالم، أتمنى أن نعود كى نصبح علامة الحضارة عن طريق الفن الذى نقدمه.