الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الزكاة فى مساجد الإخوان لدعم للإرهاب

الزكاة فى مساجد الإخوان لدعم للإرهاب
الزكاة فى مساجد الإخوان لدعم للإرهاب


عاد المجد للميدان مرة أخرى حينما لبى المصريون نداء الفريق السيسى وخرجوا عن بكرة أبيهم ليعلنوا أنه لاتعايش مع إرهاب، وكما عادت الروح للميدان عادت أيضا الوجوه الثورية التى طالما أضاءت الدنيا بحماسها وكلماتها الثورية، وكان خطيب الثورة الشيخ محمد عبدالله نصر هو أحد تلك الوجوه التى لم تبرح الميدان أبدا، فلديه الكثير من أسرار المطبخ الثورى على حد تعبيره والتى حاولنا أن نعرفها منه فى الحوار التالى:
 
∎من الذى أطلق عليك لقب خطيب الثورة؟
 
- ثوار ميدان التحرير هم من أطلقوا علىّ هذا اللقب، نظرا لأننى مرتبط بالميدان ارتباطا وثيقا ومتواجد فى الاعتصامات بشكل دائم، كما أننى لا أخطب فيهم فقط خطبة الجمعة أو خطب ما بعد الصلوات، فكلماتى لهم كانت تشد من أزرهم أوقات الاشتباكات.
 
∎وهل هذا يعد سحبا للبساط من تحت قدم مظهر شاهين بعد خلافك معه؟
 
- لم أسحب البساط من أحد، فالشباب هم من أطلقوا علىّ هذا اللقب وهم من يطلبون منى أداء خطبة الجمعة فى ميدان التحرير، كما أنهم هم من طردوا مظهر شاهين من على المنصة من قبل ورفضوا الاستماع لخطبته أكثر من سبع دقائق وفوضونى أنا لإلقاء الخطبة.
 
∎وما السبب فى موقفهم هذا؟
 
- لأن اللحظة التاريخية التى كان من المفترض أن يبقى بها فى الميدان ارتمى فيها فى حضن الإخوان وإن غير موقفه بعد ذلك، كما أنه اتجه للفضائيات والظهور الإعلامى ونسى شباب الميدان،
 
علما أن هذه المرة ليست المرة الأولى لطرده من الميدان فقد تم طرده يوم عيد الأضحى الماضى بينما كان يهم أن يلقى خطبة العيد وقد تزعم عملية الطرد الشهيد جابر صلاح جيكا،
 
فالشباب يحتاجون إلى أزهرى يقف معهم فى كل وقت ليرشدهم إلى ما فيه الخير والصلاح.
 
∎رغم خبرتك فى الخطابة التى تزيد على 20 عاما منعت من التعيين فى الأوقاف اشرح لنا الأسباب والمضايقات التى تعرضت لها؟
 
 
- البداية كانت فى عام 2006 حيث قدمت لمسابقة وزارة الأوقاف ونجحت، ولكننى رفضت لاعتبارات أمنية، وعاودت التقديم 2008 ونجحت مرة أخرى وتوقف تعيينى من قبل أمن الدولة أيضا لنفس السبب حيث كنت أمارس نشاطا سياسيا، وبعد قيام الثورة وإبان حكم المجلس العسكرى تم تعيين عدد كبير من غير الأزهريين، واعتصمت وقتها أمام وزارة الأوقاف، أما فى عصر مرسى ووزير أوقافه طلعت عفيفى فقد كنت أول من كشفت أنه من الخلايا الإخوانية النائمة داخل الأزهر،
 
 وكان دائما ما يكذب ذلك على عكس الحقيقة، وكان من الطبيعى أن يستبعدنى من التعيين فى الوظيفة التى هى حق لى والتى حصلت عليها ومنعت من ممارستها أمنيا فى عصر مبارك، بينما عين فى فترة وزارته للأوقاف أكثر من ثلاثين ألف إمام وخطيب ليسوا أزهريين بمسابقة وهمية سلم من خلالها الأوقاف للإخوان والسلفيين على طبق من ذهب.
 
∎ألهذا السبب أسست حركة «أزهريون مع الدولة المدنية» فى ظل حكم مرسى وفى عز جبروت الإخوان؟
 
- بالفعل فهذه حركة تعد امتدادا لتيارات أزهرية تعمل على دمج واستقلال مؤسسة الأزهر، لما رأينا من توجه من السلفيين والإخوان داخل مؤسسة الأزهر إلى تبنى الدولة الدينية، وإعطاء جماعة الإخوان المسلمين غطاء دينيا، لذا أنشأنا هذه الجبهة للتصدى لهذا الفكر، ولنقول أنه لا تعارض بين الإسلام والدولة المدنية، وأن ما كانوا يريدونه من إقامة دولة على أساس دينى فى مصر ما هو إلا تدنيس للدين المقدس، وكانت رؤيتنا هى وجوب مواجهة تيار التطرف فى الأزهر وتطهير تلك المؤسسة العريقة وإرساء الفكر الوسطى الذى هو فكر الأزهر، وكنا قد قررنا عقد مؤتمر كبير للإعلان عن الحركة التى تضم أكثر من ثلاثمائة وخمسين أزهريا ما بين أساتذة جامعة وأئمة ودعاة، لكننا فوجئنا بتدخل جهات أمنية بأوامر مباشرة من مرسى لمنع إقامة المؤتمر ومحاولة إجهاض الفكرة.
 
∎لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك فقد هوجمت كثيرا على قنواتهم التى يطلق عليها مجازا قنوات دينية حتى وصل الهجوم إلى منتهاه باتهامك بتهم أخلاقية لماذا لم ترد عليهم طيلة العام؟
 
- عندى قاعدة أعمل على أساسها طيلة حياتى وهى إن نظرت إلى السباب الموجه لشخصى انشغلت عن المعركة الحقيقية التى أنا بصددها وهى تطهير الإسلام من هؤلاء الخوارج المتمثلين فى الإخوان، فمن تصدى للعمل العام لابد أن يتصدق بشىء من عرضه لوجه الله وهذا ما فعلت، فقد حسمت المسألة منذ بداية الهجوم فقد خرجت لأدافع عن وطنى لا عن شخصى.
 
∎طوال المظاهرات التى خرجت ضد حكم الإخوان طيلة فترة حكمهم كنت تحمل لافتة مكتوبا عليها مصر مقبرة الإخوان هل يمكننا أن نعتبر ذلك بمثابة نبوءة تحققت بثورة 30 يونيو؟
 
- بالفعل فقد رفعت تلك اللافتة لأول مرة فى الميدان فى أغسطس الماضى أى بعد أقل من شهرين من استلام مرسى للسلطة، واستوحيتها من مقولة مصر مقبرة الغزاة، فالإخوان فى نظرى هم غزاة لهذا الوطن، فهم لا يؤمنون به وهويتهم وثقافتهم وقيمهم الدينية تختلف كل الاختلاف عنا كمصريين، وها نحن رأينا الوجه القبيح لهم فى هذا العام المنصرم، ويكفى أن تستمع إلى الدعاة على منابرهم وما يبثونه من حقد وكره لكى تعلم أنهم ليسوا منا وأنهم غزاة.


∎منذ بداية شهر رمضان وأنت تحذر الناس من التبرع بأموالهم لبعض الجهات ما هذه الجهات وما أسباب ذلك التحذير؟
 
- أسباب التحذير هى مبادرة شخصية منى لتجفيف المنابع الاقتصادية للإخوان، فالإخوان يمتلكون دولة داخل الدولة ممثلة فى المساجد، ويحكمون سيطرتهم على عدد كبير منهم خاصة المساجد التابعة للجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية وجمعية الفتح بحدائق المعادى التى يقدر رأس مالها بمائة وخمسين مليون جنيه ويشرف عليها طلعت عفيفى نفسه، ويستخدمون كل تلك الأموال فى تمويل الإخوان ولا تصل للفقراء والمساكين إلا إذا كانت مشروطة بتصويت لصالح الإخوان أو حشد لمظاهراتهم، فبالتالى وجب على التنويه عن أسماء تلك الجمعيات خاصة أن أموال زكاة المصريين تقدر بأربعة مليارات جنيه، ومن المؤسف أن يذهب جزء منها لتمويل الجماعة.
 
∎وكيف علمت بتلك الخبايا؟

 
- كما سبق أن قلت لك أننى أمارس العمل الدعوى منذ أكثر من عشرين عاما وجبت محافظات مصر وشاهدت بعينى كيف تدار تلك المساجد وماذا يحدث فى صناديق التبرع التى تكون بداخله، لذا فإن كل كلماتى أقولها عن يقين لأنى عايشتها بنفسى.
 
∎هاجمت القرضاوى هجوما ضاريا وطالبت شيخ الأزهر بسحب الشهادة الأزهرية منه.. ترى ما سر كل هذا الهجوم؟
 
- لأننا قد تعلمنا فى الأزهر أن سلوك العلماء لابد أن يعتمد على التقريب بين الناس، والأزهريون بطبعهم دعاة سلام لا تجار دين، والقرضاوى يحرض على قتل المعارضين لمرسى وفقا لآخر فتاواه، إلى جانب ارتمائه فى أحضان قطر رغم عدائها لمصر واستقوائها بإسرائيل، وفى الحقيقة لا يليق بعالم أزهرى وعضو فى هيئة كبار العلماء أن يبقى كذلك.
 
∎تعترض بشدة على فكرة المصالحة الوطنية ما الأسباب وما السبيل للخروج من المأزق الحالى إذا دون مصالحة؟
 
- لأننى أريد القصاص أولا وقبل أى مصالحة، فالقصاص هو الذى يحقق المصالحة، فكيف يمكن لمصالحة أن تتم وهناك دماء ما زالت تراق فى الشوارع، كما أن العفو عن القاتل وعدم حسابه على ما اقترف لن يبرد النار التى فى صدور أهل الشهيد، وبالتالى سيجرنا للعنف مرة أخرى، فإن لم يأت حق أبنائهم فسوف يحاولون جلبه بأنفسهم، كما أن تحقيق القصاص يوازيه تحقيق دولة العدل، فالقاتل لو أمن العقوبة سيستمر فى طغيانه وقتله للأبرياء، مع العلم أن رفضى للمصالحة يقتصر على من تلوثت يداه بدماء المصريين ولا يشمل الشباب الصغار والجماهير المغرر بها.
 
∎رغم أنك مع الثورة قلبا وقالبا إلا أنك هاجمت الرئيس عدلى منصور فى بعض قراراته.. لماذا؟
 
- لأننى لا أعطى شيكا على بياض لأحد، فنحن كثوار نمثل ضمير الثورة إذا رأينا من حاد عنها أوقفناه، ومن خالف قيم الثورة نقف ضده، وكانت من أهم أخطاء الرئيس عدلى منصور التى انتقدته بشأنها هى تشكيله لحكومة بها وزراء محسوبون على أنظمة سابقة، وعدم الاستعانة بالشباب الذين هم بالفعل قادرون على الإدارة، كما ألومه فى استقبال بعض الشباب الذين لم يعد لهم علاقة بالثورة وانفصلوا عن الميدان تماما وقرروا أن يناضلوا على الفيس بوك وتويتر بطريقتهم.
 
∎صرحت أنك تكتب يومياتك لتنشرها بعد ذلك وتفضح الثوار المزيفين والطابور الخامس ما أبرز ملامح هذه اليوميات؟
 
- هى عبارة عن رصد لكواليس ما كان يحدث من خداع فى المطابخ الثورية، وخصوصا بتحضير الإخوان أحداث عنف وتوريط الثوار بها، مما جعلهم يجرون للعنف فى أكثر من واقعة وعلى سبيل المثال أحداث محمد محمود كانت مفتعلة ومدبرة لتسليم السلطة، كما خطط بعض الرموز الثورية فى أحد المساجد لموقعة العباسية.
 
∎متى تنتصر الثورة؟
 
- عندما تتحقق أهدافها من عيش، حرية، عدالة اجتماعية كرامة إنسانية، وعندما يتم تمكين الثوار من السلطة وتغير النمط السياسى والاقتصادى والثقافى.