محمد طراوى قوميسير المعرض العام الـ53 للفن التشكيلى: رؤية جديدة رغم الصعاب

كاميليا عتريس
تأتى الدورة الـ53 للمعرض العام للفن التشكيلى بشكل ونظام وأفكار جديدة وكان أول مظاهرها الفاعليات التى تسبق الحدث التى حضرها عدد كبير من الشباب، مما جعل الحوار مع قوميسير هذه الدورة الفنان محمد طراوى بات ضروريا.
∎ من خلال وسائل الإعلام المختلفة عن بداية الدورة الـ53 للمعرض العام عرفنا أن هذه الدورة مختلفة وبها الجديد عن الدورات السابقة؟
- بالفعل فالجديد هذا العام تم بمشاركة كل الأطراف المساهمة، سواء من لجنة الإعداد أو قطاع الفنون التشكيلية أو الفنانين المشاركين فوضعنا شروطا محددة للاشتراك هذا العام وعلى الجميع الالتزام بها وعدم الاستثناءات وهى:
1- أن يكون العمل الفنى المقدم لم يسبق عرضه من قبل أو تم تحكيمه من خلال مسابقة أخرى ويفضل أن يكون إنتاجا جديدا للفنان.
إنتاج بعض من ورش العمل
2- الالتزام بمساحة معينة للعمل فى الطول والعرض حتى تكون الأعمال متقاربة فى المساحات أثناء العرض.
3- ألا تقل سن المشترك عن 03 عاما هذا بالنسبة لشروط المشاركة، وهناك جديد فى الفعاليات ولأول مرة نقيم ورش عمل قبل المعرض العام لكى يتم عرض إنتاج هذه الورش على هامش المعرض والمفاجأة التى أدهشت الجميع رغم قرب امتحانات الجامعات والظروف الصعبة التى تمر بها البلاد هى الإقبال الكبير على هذه الورش ونتائجها فهناك ورشة «للحروفية» أول مرة وهى لوحات فنية يلعب فيها الحرف العربى دور البطولة ويشرف عليها الفنان محمد بغدادى.والورشة الثانية «اللقطة الواحدة» ويشرف عليها د. عبدالعزيز الجندى أستاذ بكلية الفنون الجميلة.. والورشة الثالثة «طباعة النسيج» وتشرف عليها د. سهير عثمان أستاذة بكلية الفنون التطبيقية ود.دعاء خليل والورشة الرابعة «ديجيتال أرت» ويشرف عليها الفنانون محمد طمان وأيمن لطفى ونادية وهدان.. والورشة الخامسة «للتصوير» ويشرف عليها الدكتور حسن عبدالفتاح والدكتور سمير عبدالفضيل.
أثناء الورشة
والورشة السادسة «الرسم» وتشرف عليها الدكتورة حنان الشيخ.
وأما الإشراف العام على الورشة فيقوم به الفنان محمد عبدالهادى وشاكر الإدريسى.
∎ هل ستقام فعاليات أخرى مصاحبة للمعرض عند بدء عرض الأعمال؟
ـــ وهذا هو الجديد أيضا أن نتناول فكرة أن العرض جزء من الفعاليات التى تشمل نشاطا ثقافيا موازيا للمعرض وهى عدة ندوات عن الفن التشكيلى ومائدة مستديرة وجولة مع فنان وناقد.
∎ كيف ستكون الجولة مع الفنان والناقد؟
- هى فكرة جديدة أردنا بها كيفية تذوق العمل الفنى والارتفاع والارتقاء بالذائقة الفنية لدى الشباب والأطفال وتشجيع طاقاتهم الفنية وتبدأ بأن يختار الأطفال أو الشباب عملا فنيا لفنان ما ويتحاور الفنان معهم والناقد يفسر لهم مفردات العمل الفنى وكيفية تذوقه.
∎ من الفنانون المشاركون لهذا العام؟
- نحو 572 فنانا و003 عمل ومنهم الفنانة جاذبية سرى والفنانة رباب النمر والفنانون صبرى منصور وطه حسين وحلمى التونى ومصطفى عبدالمعطى وفاروق حسنى وفاروق وهبة وإبراهيم الدسوقى، وليد عبيد، ونازلى مدكور وأحمد نبيل ورضا عبدالسلام ومن النحاتين الفنان عبدالعزيز صعب وشمس القرنفلى وغيرهم من الفنانين الكبار.
∎ وماذا عن لجنة الإعداد هذا العام؟
- راعينا هذا العام أن تكون اللجنة مشكلة من أعمار مختلفة ومن محافظات مختلفة، فهى مكونة من 7 فنانين ممثلين لكل المؤسسات الفنية ووجوه جديدة لم تكن مطروحة بشكل مكثف فى تشكيل اللجان السابقة وهم الفنان الدكتور حمدى عبدالله رئيس اللجنة والفنان شوقى معروف والفنان عادل ثروت والفنانة هدية السباعى والفنان محمد خاطر والفنان حسن كامل.
∎ وماذا عن قوميسير هذه الدورة؟
- فى الحقيقة عندما تم ترشيحى من قبل رئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور صلاح المليجى لهذه المهمة كنت فى البداية خائفا من مسئولية عمل بهذا الحجم والقيمة الذى يقام منذ 53 عاما وتولى هذه المسئولية من قبلى رموز فنية كبيرة فى هذا المجال فى مصر واكتشفت أنها تكليف فى صورة تشريف وقبلت التحدى وعلى أن أخوض التجربة بمساعدة كل من حولى وبأفكار جديدة وكان أول تشجيع لى أن كل الفنانين الذين تمت دعوتهم كانوا حريصين ومتعاونين على الاشتراك وأصبح المشروع المكتوب على ورق يتحول إلى واقع ملموس وإلى حد كبير منظم وأتمنى أن يتحقق حلمى من خلال هذه الدورة التى تليها بأن يكون بمصر معرض للفن التشكيلى مثل «صالون باريس» وأن يعكس المعرض العام رقم 53 الحركة التشكيلية على المستويين الفكرى والتقنى.
∎ من خلال لجنة الاختيار والفرز للأعمال المقدمة هل تستطيع أن تقول أنكم اكتشفتم الجديد فى حركة الفن التشكيلى المصرى؟
- فى الواقع الذى نعيشه سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى نجد أن أغلب الأعمال المقدمة لا تنفصل عن هذا الواقع وهذا ما تجلى فى عدة مجالات ولكنها على سبيل المثال فى مجال العمل المجسم «الانستراشن» فالفنان دائما مشتبك مع واقع فالصراع السياسى والتصادمى محرك للفنان والمعاناة والظروف الصعبة التى يعيشها هى التى تستفز حالته الفنية وكل الظروف المحيطة كانت أحد المحركات لتفجير طاقات للإبداع عند الفنان، وكل هذه الحالات عبر من خلالها، وطرح بعض الأعمال فى هذا الجانب ولقد أحدثت ثورة يناير ثورة داخل الفنان وأحد رهانات الفنان هو التمرد على تجربته والثورة عليها فى مرحلة معينة فالفنان دائما يسبق الأحداث وعابر للمكان والزمان وذلك أفضى إلى مكان جديد إلى اللغة البصرية وهو فن «الجرافيتى» على سبيل المثال وهو يخاطب المجتمع وبشكل عام ويخاطب وطن.
∎ هل هذا الفن «الجرافيتى» وليد ثورة 52 يناير؟
- هذا الفن كان موجودا منذ الستينيات وهو تسجيل للحالة التى يمر بها الوطن وهو انفعال داخلى يسجل بشكل لحظى بغض النظر أن يكون راسمه فنانا أم لا، فهو فن محرض ويمكن تسجيله على الجدران والحوائط ويمكن مشاركة الجمهور معه والجدير بالذكر أن هذا المعرض ظهر فيه بعض الفنانين يطرحون أنفسهم من خلال مجالات لم نعهدها من قبل فعلى سبيل المثال الفنان مصطفى عبدالمعطى يقدم أعمالا نحتية والفنان رضا عبدالسلام يقدم نحته «انستاليشن» عمل مجسم.وأيضا طريقة التكريم للفنانين ستكون مختلفة من قبل الرعاة ومن المعرض العام حيث ستكون هناك دراسات نقدية فى أعمالهم الإبداعية وعرض بانوراما من خلال وثيقة وكتيب ودرع ريشة ذهبية لتميزهم الإبداعى.أما المشاركون هذا العام لأول مرة سيكرم الجميع بشهادة تقدير بمشوارهم الفنى.
أثناء الورشة