الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يوسف الحسينى :قلقان من زوار الفجر

يوسف الحسينى :قلقان من زوار الفجر
يوسف الحسينى :قلقان من زوار الفجر


انتظرته على باب مدينة الإنتاج الإعلامى فدخل بسيارة صغيرة بزجاج «فيميه» وأشار لى لأقود سيارتى خلفه.. ثم وضع سيارته فى «الباركينج» - الجراج - وغيَّر سيارته ولحقته بعد ذلك للقناة.. هذا المذيع المشاغب يوسف الحسينى الذى أحاطت به الكثير من الشائعات.. الكثير من الاتهامات والكثير والكثير من التهديدات.. يقوم يوميا بعمليات تمويه للدخول للمدينة ليقدم برنامجه الساخن «السادة المحترمون».
تحدثنا معه بعد وصولنا لمكتبه فى قناة on tv عن الإعلام والحيادية، وعن الإخوان والسلفيين.. وعن سيناريو من استشرافه عن سقوط نظام الإخوان بعد رمضان.
∎ ألا ترى أن الإعلام أعطى للإخوان الفرصة لتسويق أنفسهم والسيطرة على عقول البسطاء؟
- مَنْ تقصدين تحديدا؟ إن كنت تتكلمين عنى فنعم.. فى مرحلة ما جئت بالإخوان فى برنامجى لأننى كنت أرى أن هذا من حقهم، لكن يجب أن يتم سؤالى عن كيفية إدارتى للإخوان.
∎ وكيف كانت إدارتك للإخوان؟
- أولاً هم لا يحبوننى منذ البداية لأنهم يعلمون أننى أرى أن مشروعهم تنظيمى وليس مشروعا وطنيا لأن ولاءهم التنظيمى يعلو، بل يسبق الولاء الوطنى.. إن كان لديهم ولاء وطنى من الأصل!
لأنه لا يوجد ولاء وطنى يدفع أحدهم ليقول إنه مستعد لأن يكون رئيسه ماليزيًا أو تركيًا!
كما قال أحمد عبدالمعطى الأمين العام الإسلامى للمنظمات الطلابية، ومدير مكتب رئيس الجمهورية حاليا، يقول: إن الدولة الإسلامية خلافة ضخمة عاصمتها إسطنبول!
وكما يقول مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان: إنها خلافة إسلامية عاصمتها القدس ويحكمها ماليزى! ما هذا؟ وماذا نسميه؟!
∎ ولماذا لا يحكمنا مصرى؟ لماذا لا تقبل بذلك؟
- هذا فى الحقيقة يعكس غباء سياسيا كبيرا، هم يعرفون رأيى بهم، لذا يتجنبوننى قدر المستطاع، فكلما يظهر أحد منهم معى فى البداية كانت تحدث «مشادات كلامية» تطورت لخناقات كبيرة إلى أن وصلت يوم 5 ديسمبر وأعلنت على الهواء أننى لن أستضيف إخوانيا فى برنامجى لأننى لا أستطيع التعامل مع فصيل من البشر أجرم فى حق المواطنين المصريين سواء بالقتل أو الضرب أو السحل والتعذيب!
لذا قلتها علانية: آسف لن أستضيف هذه النوعية فى برنامجى.
∎ ألم تكن من عاصرى الليمون لنبلعهم؟
- معاذ الله، لم أعصر ليمونا فى حياتى يوما لفعل أى شىء، هكذا علمنى أبى وأمى، الأبيض والأسود هما اللونان المتاحان فى الخيارات دائما.
لقد أعلنت المقاطعة وليس حتى الإبطال حتى لا يقال كذاب وأعطى لشفيق.
وقلت فى برنامجى بوضوح لشباب الثورة: يا شباب هذه معركة إخوانية بحتة، لا علاقة لها بالثورة تماما، فلا تضيعوا مجهوداتكم فى معارك ليست لكم.
∎ البعض يرى أن المقاطع كعاصرى الليمون وكأنه صوت لمرشح الإخوان؟
- لأ طبعا، المقاطعة أو إبطال الصوت سلاح مصرى قديم، منذ حكم المماليك، فهى فكرة مصرية صميمة، فالفلاحون فعلوها فى القرى أواخر عهد المماليك، كان هناك شكل من الاقتراع على العمدة، وكان الخيار بين وقتها أحلاهما مر.
فقرر الفلاحون أن يبطلوا أصواتهم، لذا كانوا يدخلون ويكتبون على الورقة «شُرُم.. بُرُم».
ولو كانت الفكرة تم تعميمها لكان العدد وصل من 058 مبطلا إلى 3 أو 4 ملايين وكان سيصبح حدثا عالميا، وأؤكد أن الانتخابات كانت ستعاد وقتها.
∎ هل تعتقد أن الفريق شفيق إذا ترشح الآن أمام أبوإسماعيل أو أى مرشح إسلامى سيفوز؟
- لن يفوز أبوإسماعيل فقد سقط قبل الأوان، ولن تتكرر الأزمة مرة أخرى.
∎ وبِم تفسر فوز شفيق بـ 31 مليون صوت بعد ثورة؟!
- بالتحليل المنطقى الذى يعجز عنه الغالبية فى مصر، أقول إن الأمريكان مثلا يعتبرون ناخبى شفيق هم المعارضة الأقوى والأكثر ثُقلا فى مصر، رغم أنهم عمليا غير منظمين ولا لهم حركة تجمعهم، ولكن فقط لأنهم ثابتون على فكرة معينة، فجبهة الإنقاذ مثلا لا يعتبرونها قوة لأنها ليست حزبا، وهذا رأى البيت الأبيض، البنتاجون.. الكونجرس.. والإعلام.. لدرجة أن ناخبى شفيق لو كان منهم ممثل عنهم لقابلوه وجلسوا معه فى أمريكا.. لأنهم تكتل واضح وقوى وثابت على موقفه.
أما عن لماذا انتخبه 31 مليونا فهذا طبيعى بالنسبة للتركيبة الاجتماعية المصرية، التى تتعامل بمبدأ «ناس طيبة.. واحنا عارفينها»!
وهذا سيؤثر مثلا على مجلس الشعب القادم.. سيذهبون للسلفيين «الوريث الشرعى للإخوان».
حتى أيام مبارك والتوريث كان المصريون يقولون: يا جدع اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش!
وهؤلاء هم من نزل الشوارع بعد موت الشباب على الأرض اعتراضا على ظلم هذا الرجل، وباتوا يتساءلون: لماذا قتل الشباب؟! هذه هى طبيعة الشعب المصرى، وما يعانى الكثيرون فى تحليل أو حتى عاجزين عن التحليل بشكل صحيح.
∎ ألا توجد توجيهات للتهدئة من القناة نفسها للخوف من القضايا المرفوعة عليها؟!
- لا للتهدئة.. كل ما نحرص عليه هو الالتزام بعدم السب.. وأنا لا أرى أحدًا إعلاميًا محترمًا يشتم أصلاً.. وهم الآن يحركون قضايا إهانة الرئيس.. وهذا لا يعتبر إهانة لكنه تقييم.. فعندما أقول الرئيس فاشل.. هناك وكيل نيابة سيعتبرها تقييمًا للأداء.. وآخر من «حركة قضاة مصر» سيعتبرها «إهانة» هنا يفصل بيننا القضاء.
∎ التهديد الذى يجعلك تتخفى وتغير سياراتك من مكان لمكان كما رأينا.. ألا يزعجك؟!
- يزعجنى.. ولكنه موقف ويجب أن نتعامل معه.. صحيح نصاب بالضغط أو القلب وممكن أن نموت بطلقة نار أو حادثة.. لكن ليست هذه هى الأزمة.. ففى النهاية أكون راضيا عن نفسى وضميرى مرتاح والله يرضى عنى.. حتى لو قلقت على أولادى.. أو قلقت من زوار الفجر مثلاً.
∎ قرأت حوارا تقول فيه إنك تحلم بفلوس كتير وأن تقف المدينة على قدم فور دخولك.. أمازال هذا حلمك؟
- ضاحكًا.. نعم كان هذا عندما كنت مذيعًا جديدًا ولكن ما قصدته هو أننى عندما أصبح مذيعا كبيرًا أن تقف لى الناس احتراما ولا أقصد رئيس المدينة ولكن أقصد بذلك الناس البسطاء.. الرجل العادى الذى يرحب بى ويبتسم لى رغم اختلافى معه.. أما بالنسبة للمال فأنا لا أحبه فى ذاته ولكنى أكره الفقر.. شيئان فقط هما السبب فى بكائى حتى الآن أغنية «وطنى حبيبى» وأن أرى شيخًا كبيرًا أو سيدة لم يكفهما الله شر السؤال، لذا أحلم أن أكون غنيًا لدرجة استطاعتى أن أغنى الناس عن السؤال.
∎ وما حلمك القادم فى المستقبل؟
- ثورة حقيقية تهدم القائم ثم تبنى جهود الثوار الحقيقيين الذين قاموا بها، فالثوار حتى الآن لم يفعلوا شيئًا.. ولم يحكموا ولا يستطيعون أن يقولوا رأيهم بحرية.
∎ يوسف الحسينى.. هل أنت مغرور؟
- مندهشًا.. أنا!! ويسألنى ما تعريفك للغرور؟ فأجيب: أن تكون واثقا فى نفسك زيادة عن اللزوم وأن تشعر من حولك أنك تعرف كل شىء فى الحياة.
فيقول: بالفعل أنا أعرف الكثير.. تعلمت أن أقرأ وأنا فى ثانية ابتدائى جميع الجرائد.. وعلمتنى أمى ألا أترك ورقة ولا أقرأها.. حتى «ولو قرطاس ترمس» ومن رأيى أن «رحم الله أمرأً عرف قدر نفسه» وهناك فرق كبير بين التواضع والهبل!
∎ هجومك طوال الوقت على أشخاص بوصفهم فلولا ألا يصب فى مصلحة الإخوان؟!
- كيف يصب فى مصلحتهم وهم أبو الفلول.. هؤلاء فلول برخصة.. من كان يجلس مع أمن الدولة والترتيب معهم ليجلسوا على كراسى مجلس الشعب.
من دخل السجن وخرج مليونيرًا ومليارديراً.. أليسوا هم الإخوان.. ياليتنا سُجنا بجانبهم.
وأكررها الإخوان.. فلول برخصة.
∎ هل تعانى مصر مشكلة فى التحليل السياسى؟
ـــ نعم لذا تكون نتائج الدفع خاطئة.. والحقيقة نحن نعانى من مشكلة عامة، فنحن نتعامل مع كل من هو كبير فى السن أنه يعرف كل شىء.. أو أنه يعرف أكثر.. وهذه كارثة لأنه ليس بالضرورة، أيضا كلما يكتب كتاباً نقرأه باعتباره أمرا مصدقا.. وهذا خطأ لأننا نلغى بذلك فكرة التحليل والنقد، ومن هنا أقول إن القادرين على التحليل الصحيح فى مصر يعدون على أصابع اليد الواحدة.. وهم الملمون بالجرائد العالمية والعربية.. ليس كالباقين الغارقين فى المحلية المرعبة.. لأنه لا يرى الصورة واضحة.
ففى التحليل السياسى يوجد ما يسمى بالتوازنات الخارجية.. لذا يجب قراءة جرائد أوروبا.. أمريكا.. لبنان.. الإمارات وهكذا.
لكن حتى الآن لم أقرأ تحليلا صائبا منذ 52 يناير وحتى هذه اللحظة اللهم إلا الأستاذ محمد أمين.
∎ بالهجوم الدائم على الإخوان ألا تفتح الأبواب للسلفيين للحل محلهم؟
ـــ وما المشكلة.. ولكن يجب على السلفى أن يعمل بجد وبشكل صحيح.. ونحن نعطيه المساحة بشكل صحيح ليحتل مكانه عن استحقاق.. ولا نفعل مثلما فعل البعض سواء الإعلام أو غيره مع الإخوان الذى صورهم على أنهم ضحايا وغلابة وأنهم فقط دفعوا ثمن 03 سنة فاتت.. لأن هذا غير صحيح.. فبعد أن كانت أصواتهم منخفضة ويتحدثون بمسكنة علا صوتهم وأصبحوا يحاولون إسكات من يعارضهم بكل الطرق.. لذا يجب أن نتوخى الحذر مع السلفيين.
∎ الأساس فى المهنة الحيادية وأنت خارج عن حدودها؟
ـــ الحيادية كارثة.. وإذا سألتك «هل تؤمنين بالله»؟ فرددت عليه «نعم»، فسألنى: لم لا تجيبين بحيادية؟.
∎ فسألته.. أتحدث عن فكرة أنك تضع رأيك واتجاهك فى البرنامج؟
ـــ الإعلام المرئى هو جزء من الصحافة.. والصحافة بها تحقيقات ومقالات.. والمقال ليس حياديا والبرنامج مثل المقال يعكس ردود أفعال خارجية وداخلية ويربطها ويخرج بنتيجة فيعلنها بجرأة.
∎ هل تستطيع أن تتوقع السيناريو فى الفترة القادمة؟
ـــ الإخوان سيسقطون بعد رمضان.. ولن يحدث ما يسمى وتحدث عنه الكثيرون بالحرب الأهلية.. لكن ستكون هناك المعركة الكبرى لمدة 5 أو 7 أيام.. بين ميليشيات الإخوان.. والموالين لهم ضد شباب أخذ قرارا بأن يسلح نفسه.. يجمع الأموال من بعضهم البعض وستستمر المعركة من 5 إلى 7 أيام.. لماذا 7 أيام تحديدا.. لأنه عندما يبدأ الضرب.. ستنزل القوات المسلحة.. لتحاول فض الاشتباك وسيأخذ وقتا لفض النزاع من خمسة أيام لأسبوع.. لأنه سينزل وهو حريص ألا يهين كرامة مصرى فهو لا يريد الدخول فى صراع مرة أخرى ولا يريد إعادة ما حدث فى الـ81 شهرا.
ثم سيعمل على استقرار الوضع السياسى.. وسيتم عمل انتخابات لأن الجيش لا ينتوى أن يحكم.
∎ وما برهانك على هذا التوقع أو السيناريو؟
ـــ أولا.. يوم مظاهرات دار القضاء العالى يوم 5 إبريل كنا ذاهبين للميدان خرج علينا أشخاص من الجراج يطلقون الرصاص.. فبدأ الشباب يرد عليهم بالطوب ثم فجأة ظهرت زجاجات المولوتوف!! هل تم تحضيرها وقتى؟ بالطبع لا.. هذا معناه أنهم كانوا يخزنونها فى مكان قريب من مكان التظاهر وقصة الطرف الثالث غير موجودة.. فما يحدث أصبح ردا طبيعيا على ما يحدث.. ثانيا.. كنت أسمع الشباب يقولون لبعض «هنجيبهم من بيوتهم» هذا ما يجعلك تشعر أن هناك احتداما والاحتدام منذ الاتحادية وأحداث المقطم وغيرهما.. عندما يقول شاب «حق أخويا» ويقصد «صاحبه» ماجاش فأنا هجيبه إذن أن هناك شيئا كبيرا يتم التحضير له وسيحدث.
∎ ولماذا بعد رمضان تحديدا؟
ـــ لأن أى صدام واحتدام يأخذ وقته.. ويجب أن يمر بمرحلة الصيف.. لأنه سيكون وقتا قاحلا أسود على مصر.. فنحن نمر بأزمة وقود وكهرباء.. والعيش وستزيد فى الصيف والطبقة الفقيرة لن تتحمل.
وستنزل للشوارع تطالب بحقوقها وسيتم ضربهم فيزيد التمرد.. وهناك مقولة شهيرة عن الثورات تقول.. «من يقوم بالثورة هم هؤلاء الذين ليس لديهم شىء يخسرونه».
وستكون الشريحة العمرية من 02 إلى 12 سنة.. هذا الذى رأى أخواته وأصدقاءه يموتون وخرقت أعينهم وينامون على بلاط قصر العينى بلا علاج.
فسيحدث كر وفر ثم المعركة الكبرى بعد رمضان كما قلت.
∎ ما رأيك فى الحصار الذى يمارسه الإسلاميون على الإعلام والحكومة؟
ـــ مسلٍ جدا جدا «ضاحكا».
∎ ألا تنزعج أو تشعر بالضغط أو التهديد؟
ـــ الحصار العسكرى علينا الذى حدث على باب المدينة تعودنا عليه وحدث 3 مرات وأصبحت بالفعل تسلية.. وأصبح هناك أكشن وsuspince - إثارة - كما رأيتم.
∎ هل تصلك توجيهات أو تهديدات من وزير الإعلام؟
ـــ «متولى» عبدالمقصود.. ماذا سيفعل؟! هل سيقول لى «تعالى وأنا أقولك»؟