المنظفـات المنـزلـيـة قصة الخوف والرعب
عبد الفتاح عناني
استقبل «مركز سموم كاليفورنيا الأمريكى» عددا كبيراً من حالات التسمم نتيجة تناول منظفات صناعية منزلية، مما اضطره إلى إصدار نشرة تحذيرية قال فيها «إن أرفف السوبر ماركت تمتلئ بعبوات أنيقة جميلة زاهية الألوان كالأزرق السماوى، بديعة الرسومات يتبارى منتجوها فى تصميمها لإغراء المستهلك مثل رسم فصوص الليمون، وروائح منعشة مثل الأناناس، وهى عوامل تغرى الأطفال بمحاولة تذوقها، كما أن فخامة العبوة تغرى الكثيرين بإعادة استخدامها كعبوات لبعض المشروبات والعصائر، والخطير أيضا هو «خلط» منظفات غسيل الأطباق بمنظفات غسيل الزجاج وغسيل الملابس على أمل الحصول على نتيجة أفضل، وهو اعتقاد خاطئ لأن هذا الخلط يؤدى إلى تفاعلات شديدة التسمم، وكل هذا خطير جدا على الصحة العامة.
هذه التحذيرات صدرت من مركز سموم كاليفورنيا خوفا على صحة الأمريكيين فماذا عن صحة المصريين؟ تشهد سوق المنظفات المصرية حربا شرسة على شاشات التليفزيون، يتصارع فيها أكثر من 50 نوعا من المنظفات تطرحها العديد من الشركات هذا غير «مصانع بير السلم» للفوز بأكبر عدد ممكن من المستهلكين وسط كميات كبيرة من الإنتاج تقدر بأكثر من 250 ألف طن سنويا، وكلما كثفت الشركة حملاتها الإعلانية كلما اكتسحت السوق وزادت من مبيعاتها دون النظر إلى معدلات أمان المنظف أو خطورته على صحة الإنسان، ويكفى أن المصريين يستهلكون نحو 300 ألف طن من المنظفات الصناعية سنويا، والخطير جدا فى سوق المنظفات المصرية هو القيام باستخدام أكثر من نوع واحد من المنظف الصناعى فى صورة «مخاليط» تحضر بنسب معينة من أنواع مختلفة من المنظفات معتقدين خطأ أن ذلك يزيد من فعاليتها وكفاءتها دون أى اعتبار أن هذا الخلط يشكل خطورة بالغة على صحة الإنسان بسبب التفاعلات شديدة التسمم التى تحدث بسبب هذا الخلط، ومعروف أن استخدام المنظفات الصناعية والمنزلية قد كثر بعد الحرب العالمية الثانية لما لها من قدرة تنظيفية عالية تفوق الصابون، وكذلك ملاءمتها لجميع أنواع المياه خاصة الماء العسر.