الخميس 10 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«فبـرايـر الأسـود»و«الشتـا اللى فات» فيلمان فى الميزان

«فبـرايـر الأسـود»و«الشتـا اللى فات» فيلمان فى الميزان
«فبـرايـر الأسـود»و«الشتـا اللى فات» فيلمان فى الميزان



قليلة هى أسماء المخرجين الذين يترقب الجمهور أفلامهم الجديدة ومنهم محمد أمين الذى ينتمى لسينما المخرج المؤلف والثانى هو إبراهيم البطوط أحد المخرجين المتميزين فى عالم السينما المستقلة، وكانت له تجارب ذات شأن فى هذه النوعية وهما «حاوى» و«عين شمس» أول فيلم شاهدته كان «فبراير الأسود» لعدة أسباب أن مخرجه يقدم فيلماً كل خمس سنوات يحمل توقيعه كمخرج ومؤلف، بدأها مع المنتج سامى العدل الذى قدم الثلاثى أحمد عيد وفتحى عبدالوهاب وأحمد رزق فى «فيلم ثقافى» ثم قدم فيلم «ليلة سقوط بغداد» لأحمد عيد وبعد سنوات كان أجمل أفلامه «بنتين من مصر» الذى ظهرت فيه «زينة» بشكل مختلف على مستوى الأداء وشهد نفس الفيلم أول تعارف بين الأردنية «صبا مبارك» والجمهور المصرى ليكون هذا الفيلم فاتحة خير عليها.
 
فى فيلم «فبراير الأسود» قد تعتقد فى البداية أن اسم الفيلم سيكون له علاقة بخطاب التنحى لمبارك مما يعطى انطباعاً أن الفيلم ضد الثورة إلا أنك ستكتشف أن اسمه يعبر عن حادثة تعرضت لها أسرة بطل الفيلم «خالد صالح» ولم يجدوا سوى الكلاب لإنقاذهم، حيث اهتمت الجهات الأمنية بالدولة بإنقاذ الذين يشغلون وظائف سيادية مثل عائلتى المستشار وأحد الضباط ليصبح هذا التاريخ بمثابة ذكرى سنوية تذكر عائلة خالد صالح بهذه الحادثة ومن خلالها يفجر  محمد أمين القضية الرئيسية فى فيلمه وهى «تحول الإحساس بالمواطنة» بسبب الانفلات الأمنى، خاصة بعد ثورة 52 يناير وانعكاسه السلبى على تفكير المواطنين للخروج من هذا المأزق و رغم طزاجة القضية لكن   لابد أن تجد نفسك متورطا فى المقارنة بين «فبراير الأسود» وبين فيلم «ليلة سقوط بغداد» الروح واحدة بين الفيلمين   سواء فى تشابه وظيفة الأبطال أو القضية التى سبق وقدمها فى «بغداد» ويكرر طرحها  بشكل آخر فى فيلمه الجديد وهى «عدم الاهتمام بالعلم والعلماء» بجانب القضية الرئيسية.
 


 

الشخصية الرئيسية هى لأستاذ الجامعة «خالد صالح» وهو كبير العائلة وشقيقه طارق عبدالعزيز الذى ترك أبحاثه العلمية واتجه لصناعة الطرشى البلدى- لاحظ حضرتك أن أحمد عيد فى «سقوط بغداد» كان طالبا «نابغة» تخرج فى كلية العلوم ولم يجد أى تقدير من الدولة لتبنى أبحاثه لذلك نراه عاطلاً لايفعل شيئا سوى تعاطى المخدرات إلا أن تتلقفه يد معلمه «حسن حسنى» وهى الشخصية المقابلة لخالد صالح فى «فبراير الأسود» وعلى عكس فيلمه «بغداد» اختار  محمد أمين فى فيلمه الجديد الهجرة والفرار من «المواطنة» كهدف يسعى له الكثيرون فى ظل الواقع المرير الذين يفتقدون فيه الأمن والأمان-  لا ننكر أن الموضوع هو البطل فى فيلم «فبراير الأسود» أى أنه ليس فى حاجة لنجوم شباك هو فقط يحتاج لممثلين لديهم  القدرة على توصيل فكرة المؤلف للمتفرج بلا فذلكة واختار محمد أمين أن يبلور فكرته من خلال أسرة «خالد صالح» الباحثة عن توفير الحماية والأمان كهدف رئيسى يسعون له بأساليب متعددة   سواء كان عن طريق الهجرة أو طلب اللجوء السياسى أو الدينى أو حتى الجنسى أو الولادة على متن طائرة ليحصل المولود على جنسية بلد أجنبى  يتبعها جنسية لباقى أفراد الأسرة أو زواج إحدى بنات الأسرة من أحد رجال السلطة للاحتماء به، أو الزج بالابن ليكون لاعب كرة فى نادٍ شهير لأن اللاعب يجد كل تقدير من الدولة على عكس الباحث العلمى.
 
وبالطبع هذه المواقف كفيلة بتصدير كمية ضحك للمتفرج لابأس بها. لكن للأسف جاء تنفيذ هذه المشاهد بشكل محبط وغير متوقع من مخرج حقق نجاحات من قبل ليخرج فيلمه فى النهاية بقليل من الإبداع والخيال وكثير من الخسائر.يحسب للشركة العربية مجازفتها لإنتاج فيلم لا يحمل أفيشه اسم نجم سينمائى مضمون فى شباك التذاكر، خاصة أن الشركة العربية  خصصت ميزانية لا يستهان بها فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.. طبعا هذا لا ينفى تقديرنا لنجومية خالد صالح والمسلسلات التى تباع باسمه فى الدراما التليفزيونية. لكن المؤكد أن للسينما حسابات مختلفة.