إعادة التدوير

رئيس التحرير
خلعت الفنانة الكوميدية هالة فاخر هى الأخرى الحجاب، وفى الطريق يبدو أن حنان ترك ستتبع نفس الطريق وإن كانت حنان أكثر دهاءً وفيما يبدو أنها أغلى سعرًا، هذه الموجة الجديدة بخلع الحجاب بل والهجوم عليه والندم على ارتدائه تجعلنا نتحسس مسدساتنا كما قال جوبلز وزير دعاية هتلر من قبل، فالحجاب من قبل لم يكن صدفة، لم يكن هداية من الله بعد حلم حلموا به. بل كان خطط معدة وتمويلات ضخمة ولقاءات وصفقات حتى تم الحجاب، الأمر نفسه تكرر فى موجة خلع الحجاب للفنانات وللدعاة الجدد.
هناك خطة جديدة لإعادة تدوير الإسلام السياسى فى مصر؛ يقودها دعاة ما يسمى بدعاة السوشيال ميديا. فقد مرت مراحل تلك الدعوة الشيطانية بوسائل عصرها، بدأت بشرائط الكاسيت تقليدًا لآية الله روح الله الخومينى الذى هد نظام الطاووس الإيرانى رضا بهلوى بشرائط كاسيت أشعلت الثورة فى إيران، وكان أهم شيوخ شرائط الكاسيت هم كشك والقرضاوى وياسين رشدى. ثم تطور الأمر بظهور الفضائيات وكانت قنوات المملكة هى الحضن الدافئ الأول لهؤلاء الدعاة عبر قناة اقرأ وكان نجومها عمر عبدالكافى وعمرو خالد وخالد الجندى ومصطفى حسنى. وكان خطابهم يستهدف فئة محددة عبر نادى واحد وهو نادى الصيد بشيخ محدد. ومن نفس النادى الآن خرج دعاة السوشيال ميديا ممن يعرضون خطاباتهم عبر اليوتيوب مبتعدين تمامًا عن الفضائيات ودعاة السوشيال ميديا كما هو الحال مع ياسر ممدوح الذى يعد من قائمة دعاة السوشيال ميديا كعدنان إبراهيم ومحمد شحرور وقنوات اليوتيوب الخاصة بالدعاة الغربيين. المرحلة الأولى وهى مرحلة شرائط الكاسيت ضمت عددًا من خريجى المؤسسة الدينية الرسمية وهذا عكس مرحلة الفضائيات واليوتيوب، فالنسبة الغالبة لم يتخرجوا من أى مؤسسة دينية رسمية وانتمى غالبيتهم فكريًا إلى تيار الإخوان وبعضهم تنظيميًا. أما خطاب دعاة السوشيال ميديا فهى دعوة عصرية تدخل ضمن ظواهر أخرى للدين الإسلامى مثل الأناشيد الدينية ودور الأزياء الإسلامية لكى تبتلع قيم الحداثة والليبرالية الرأسمالية، وهى ظواهر تبتعد عن السياسة. فبعد الأحداث التى مرت بها الدولة المصرية منذ عام 2011 كان أسباب ظهور الدعاة الجدد بشقيهما الحالى الفضائى والسوشيال ميديا لا يرجع فقط لأسباب اجتماعية بل كان هناك عمل تنظيمى واضح من أجل اختراق الطبقة الوسطى والشريحة العليا منها خاصة وشرائح الشباب من أجل تقبل الفكر الإخوانى والسلفى، ثم تقبل سلطتهما السياسية وهو ماحدث بالفعل حتى اعتلى الإخوان الحكم. أما دعاة السوشيال ميديا (عقب ثورة 30 يونيو) كان نتيجة الهزيمة السياسية والأمنية لتيارات الإسلام الحركى ممثلة فى الإخوان والسلفية الجهادية فتم إعادة تدوير نفس الفكر المتطرف ولكن بالأسلوب الهادئ حتى لا يفقد الإسلام السياسى الشرائح المستهدفة لحين عودته بشكله المعتاد، وقد تم رسم خريطة جغرافية للعمل ليحتل الفكر الإخوانى والسلفى مساحات كبيرة من جغرافيا السوشيال ميديا بنشر الفكر الخرافى المرتبط بموضوعات نهاية العالم والمؤامرة على الإسلام والرموز المخفية، لتغييب عقل المتلقى، ثم تهيئة هذا العقل لاستقبال وتصديق أى شائعات موجهة. وتأكيد المظلومية التى يزعمون تعرض الإخوان والسلفيين لها. واستخدام دعاة اليوتيوب بالشكل الدينى المباشر وغير المباشر من خلال وثائقيات تقديم النصائح حتى فى قنوات الطهى. وتم تقسيم العمل باستخدام الإعلام التقليدى كالفضائيات فى التأثير على شرائح كبار السن ممن ولدوا قبل ثورة المعلومات وتعتبر السوشيال ميديا دخيلة عليهم. أما استخدام السوشيال ميديا تجاه الأصليين ممن ولدوا عقب ثورة المعلومات وهى الشرائح الشابة والقوى المؤثرة على الأرض. كما يتم استخدام السوشيال ميديا تجاه المصريين المغتربين فى الخليج لأنهم أكثر الفئات تفاعلاً مع وسائط السوشيال ميديا. وكان شيخ نادى الصيد الآن ياسر ممدوح هو النموذج الأوضح لتلك المرحلة. حيث يتم التركيز على موضوعات تخص شريحة الشابات وهى الشريحة المستهدفة من قبل الدعاة الجدد بكل تصنيفاتهم. وكذلك التركيز على موضوعات الشكل الخارجى للمتلقى وهو أسلوب السيطرة الإخوانية - السلفية على اتباعهم أو ما يسمى بالهدى الظاهر. كما أنه يحاول التماثل مع أيقونة السوشيال ميديا ستيف جوبز فى طريقة الملابس وعدم تغيير ألوانها وذلك لجذب الشريحة الشبابية. أى أن هناك موجة جديد من تدوير الإسلام السياسى بطريقة عصرية كان للفنانات الخالعات للحجاب دور غالب لا يعرفونه وهن مستخدمات فقط من أجل نسيان الماضى بكل أشكاله وإعادة التدوير من جديد بوجوه جديدة وطريقة خطاب جديدة وبتمويلات نفطية ضخمة.