الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصطفي رحمة يستعيد زمن الليبرالية بـ هوانم زمان

مصطفي رحمة يستعيد زمن الليبرالية بـ هوانم زمان
مصطفي رحمة يستعيد زمن الليبرالية بـ هوانم زمان


 
«فاكر الستات اللى فى روايات نجيب محفوظ واللى قاعدين بكامل أناقتهم يستمعون إلى أغانى أم كلثوم، هؤلاء كانوا يمثلون زمن فات».. زمن جميل ورائع لن يعود بعد الهجمة الشرسة التى رجعت بالمرأة مائة عام إلى الوراء زمن كان الجمال هو السائد فيه وتم إخفاؤه عمدا بثقافة صحراوية المنشأ والتوجه..
 

 
هؤلاء الستات «الهوانم» يستعيدهن الفنان مصطفى رحمة فى أول معارضه «هوانم زمان» بجاليرى دروب ليصفع كل من يريد للمرأة الآن أن تختفى ويتراجع دورها..
يستحضر الزمن والجمال والملابس والطقوس لينبهنا جميعا إلى أنه بدون امرأة جميلة الجوهر والشكل، فحياتنا بلا قيمة!
 
يلعب الفنان مصطفى رحمة على تيمة «المرأة التخينة» التى يرمز لها بالخير فى شكل نساء متعددات فى لوحاته التى تجاوزت الأربعين لوحة، مرة وهى تتأمل ومرة وهى متأنقة بهية المنظر والجوهر فى ألوان ساخنة طازجة قدمها بخامتى الزيت والإكرليك وبأحجام متوسطة تسلط الضوء على عصر فات يتمنى هو ونحن- أن يعود- خاصة بعد أن غزت البلاد هجمة تتارية شرسة تسلطت على المرأة بأفكار متشددة عكست قبحا على المرأة فى الشكل والجوهر أيضا.
 

 
ويقول الفنان مصطفى رحمة إنه عاش جزءا من الزمن الجميل الذى ولى، ويعايش بنفسه الآن الهجمة التى طالت مصر منذ أكثر من 40عاما ورصد المفارقة العجيبة بين حال المرأة التى كانت تمثل الطبقة الوسطى، والمرأة الآن، فرصد بريشته الطقوس والتفاصيل التى عبرت عن زمن الليبرالية الحقيقى ودور المرأة فيه من خلال التقاط تفاصيل ذلك الزمن من حب للحياة وعشق وممارسة تفاصيل حياتية تنتصر للجمال والروقان وراحة البال، سواء بالاستماع إلى أم كلثوم أو السهر فى «التراسينة» أو التجمع فى صحبة عائلية، وكذلك التأمل والتأنق اللذان كانت المرأة تبديهما فى حياتها.
 

 
وأضاف إن الفكرة الأساسية فى معرضه أنه يركز على ذلك الزمن ويربطه بحال المرأة الآن التى ارتدت- بفعل فاعل- مائة قرن للوراء ولم تعد ملهمة لفنان أو شاعر أو أديب، وأخذها تيار بعيداً عن ثقافة طالما رفضتها وناضلت كثيرا من أجل تأصيل دورها فى المجتمع.. سلبها هذا التيار ليسلمها لتيار جارف صحراوى المنشأ غلفها بوشاح أسود بلون الموت بشكل لا يريده الله لعباده.. فالمرأة لم تحيا لتموت وبهذا تحول دور المرأة من دور محورى كانت فيه تملأ الدنيا ضجيجا بجمالها إلى دور سلبى ظهر فيه القبح والتحرش ووأد المرأة.
 

 
وأوضح رحمة أنه يرى هوانم زمان الآن فى أحياء الزمالك وجاردن سيتى ومصر الجديدة منكسرات مهمومات لزمن فات تركهن لزمن أغبر، فأراد أن يخلدهن من خلال لوحات تعبر عن زمن ولى ولن يعود ويتمنى أن يكون قد وفق تجاه من أحببهن وأشفق عليهن فى نفس الوقت، فضلا عن توجيه صرخة قوية لكل شخص أو تيار يريد أن يدفن المرأة المصرية ويعيدها إلى الوراء، ويقول له إن الله لم يبدع الجمال لنخفيه نحن، بل خلق الدنيا لكى ننهل من نعمه من التى أنعم بها على مخلوقاته.. والمرأة على رأس هذه المخلوقات بالطبع.
 

 
وقال رحمة: إن لوحات المعرض كلها من الذاكرة وأصَّلها بقراءات وخبرات شخصية ومجتمعية والفكرة هى التى قادته للتلوين وينوى أن يلعب على نفس التيمة فى معرضه القادم أيضا، وقناعته تامة بفكرة استحضار زمن مضى ولن يعود.. زمن كان يعبر عن مصر الليبرالية الجميلة الحقيقية وليست مصر القبيحة المهملة التى تهاجم أى قيمة جمالية.