الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حتى أدوية التأمين الصحى توزع كدعاية انتخابية

حتى أدوية التأمين الصحى  توزع كدعاية انتخابية
حتى أدوية التأمين الصحى توزع كدعاية انتخابية



تردد اسم د. نبيل محيى عميد كلية الصيدلة بكفر الشيخ كثيرا فى الأيام القليلة الماضية، حيث فجر مفاجأة بتصريحه بأن حزب الحرية والعدالة بالدقهلية يستغل أدوية التأمين الصحى فى قوافله العلاجية هناك، ليدق بذلك ناقوس الخطر بأن الحزب الحاكم يستغل موارد الدولة والتى يخصم ثمنها من راتب المصريين ليقوم بالدعاية الانتخابية لمجلس الشعب القادم فى حين أن مستحقى ذلك العلاج لايجدونه، وإلى جانب ذلك فالدكتور نبيل هو قامة علمية كبيرة فهو أول عميد لكلية الصيدلة والتصنيع الدوائى بكفر الشيخ، كما أنه أستاذ بيولوجيا الأورام ومتخصص فى بحوث أورام الكبد، ولديه العديد من البحوث الهامة المنشورة فى المجلات العلمية الأجنبية والتى بتطبيقها ستتحقق طفرة كبيرة فى ذلك المجال، ولديه العديد من المؤلفات الطبية المهمة، كما شارك فى الثورة المصرية بإسعاف المصابين فى الميدان وهو عضو مؤسس فى حزب الدستور عن كل تلك الإنجازات وعن حال البحث العلمى فى مصرأجرينا معه الحوار التالى.
 
∎ صرحت مؤخرا بأن قوافل الحرية والعدالة تستخدم أدوية التأمين الصحى بكفر الشيخ، على ماذا بنيت هذا التصريح؟
- كنت فى زيارة لمريضة من أقربائى بقرية الديونية التابعة لميت غمر بالدقهلية وعرضت علىّ الأدوية التى تم صرفها لها بالقافلة الطبية التى أقامها حزب «الحرية والعدالة» بمقر الحزب بالقرية، واكتشفت أن الأدوية تابعة للتأمين الصحى وعليها ختم التأمين الصحى، مما يعنى أنه يحظر بيعها وتداولها إلا فى عيادات التأمين الصحى فقط، وأنها تصرف للمرضى الذين يحملون بطاقات التأمين الصحى وتخصم من مرتبات الموظفين، فكيف تم إخراج تلك الأدوية من مخازن التأمين الصحى ليستغلها حزب الحرية والعدالة.
 
∎ رغم مرور عدة أيام على إدلائك بهذا التصريح إلا أنه لم يحدث أى نفى من الحزب أو من وزارة الصحة فما تفسيرك؟
- لا تفسير عندى فمن المؤكد أنهم قد سمعوا بالخبر، فقد قمت بعدة مداخلات فى الفضائيات، كما نشر التصريح فى أكثر من جريدة، ورغم ذلك فالوحيد الذى تكلف عناء الرد والنفى هو نقيب أطباء كفر الشيخ، لكننى أرى فى نفيه إدانة، حيث قال فى معرض حديثه لإحدى الصحف أن القوافل الطبية تم إيقافها بعد الثورة، ولم تعد وزارة الصحة تشرف عليها، مما يعنى أن قوافل الحرية والعدالة التى تسير الآن فى قرى مصر تتم بلا رقابة أو ضوابط، فلا أحد يرى كارنية النقابة أو يتأكد من شهادة التخصص للطبيب.
 
∎ لكنه قال فى نفيه إن أدوية التأمين الصحى تلك قد جمعها الحزب من المتبرعين الذين تفيض هذه الأدوية عن حاجتهم؟
- حتى لو سلمنا جدلا بصحة ذلك، فمن يضمن سلامة حفظ وتخزين هذا الدواء، ومن المسئول عن أن صلاحيته مازالت مستمرة، وأن فاعليته مازالت قائمة، فأحد أهم بنود قانون التشريعات الصيدلية هى أنه يحظر تداول الأدوية دون تصريح مزاولة لمهنة الصيدلة، وكونى أجمع تلك الأدوية من المتبرعين فيه خطأ كبير، فلو كنت أحمل فكر دولة لا فكر جماعة لكنت طلبت من ذلك المتبرع إعادة ما فاض عن حاجته للتأمين الصحى مرة أخرى، ليسد عجزه ويصل الدواء لمن هو أكثر حاجة إليه.
 
∎ إذا أنت ضد فكرة القوافل الطبية من الأساس؟
- بالطبع، فالحزب ليس مستشفى، ولايصح أبدا أن يتم فيه الكشف وصرف الدواء للمريض، فلو كان الهدف الحقيقى من فعل ذلك هو خدمة الناس، لكان الأولى بالحزب أن يرتب تلك المسألة مع أحد مستشفيات القرية، ويمنحها ما حصل عليه من أدوية التبرع، وبالتالى نتأكد أن من سيقوم بصرف الدواء متخصص، لكن الواقع أن الهدف من تلك القوافل هو هدف انتخابى لا أكثر، فلا تحدث تلك الممارسات إلا مع قرب حدوث الانتخابات، وأنا لا ألومهم لنشاطهم فى القيام بالدعاية مبكرا فى القرى والنجوع، بشرط أن تكون هذه الدعاية من أموالهم الخاصة، ولايستغلوا فيها أدوية التأمين الصحى التى ندفع ثمنها جميعا والتى لايجدها مستحقوها، خصوصا أننا لدينا عجز دائم فى الأدوية داخل مستشفيات التأمين الصحى.
 
∎ جاءت موافقة مجلس الوزراء على إنشاء أول كلية للصيدلة والتصنيع الدوائى بكفر الشيخ منذ أيام رغم أن الكلية تعمل منذ عام على أن تكون أول كلية صيدلة حكومية تحمل اسم «التصنيع الدوائى» ماالهدف من ذلك؟
- بالفعل الكلية تعمل منذ بداية العام، ولدينا فرقتان، الفرقة الإعدادية من المستجدين، والفرقة الأولى من المحولين من جامعات أخرى، أما بخصوص التسمية فإن سر إضافة التصنيع الدوائى للاسم هو أننا اتفقنا أن يكون من أحد البنود التى أخذ على أساسها الترخيص بإنشاء الكلية هو الترخيص بإنشاء مصنع أدوية تعليمى بداخلها، يتم من خلاله تعليم وتدريب الطلاب على تركيب الدواء.
 
∎ وهل تخلو باقى كليات الصيدلة من مصانع لتعليم تركيب الأدوية للطلبة؟
- بالطبع هناك فى كليات الصيدلة نماذج لمصانع تعليمية لتدريب الطلاب، وليس مصنعا مستقلا كالذى نحن بصدد إنشائه، لكن الفرق أننا نهدف بجانب تعليم الطالب بشكل عملى كيفية التصنيع الدوائى أن يستفيد الناس، لأننا ببساطة لن نلقى بما تم تصنيعه من أدوية بعد الانتهاء من ذلك كما يحدث فى كليات الصيدلة الأخرى، ولكننا سوف نتعاون مع وزارة الصحة ونمدها بما ينقصها من أدوية قام الطلبة بتركيبها تحت إشراف كامل من أساتذتهم.
 
∎ بما أنك أول عميد لكلية الصيدلة والتصنيع الدوائى بكفر الشيخ ما القواعد التى تتمنى إرساءها فى الكلية كأرضية لمن سيخلفك؟
- أهم مايشغلنى هو ربط طالب الصيدلة بالبحث العلمى، فالكارثة التى تحدث الآن هى أن يتخرج طالب الصيدلة وكل همه أن يعمل بإحدى الصيدليات، فالطالب المصرى خامة رائعة لم تستغل بعد، وهذا هو الجرم الذى ارتكبه بنا حسنى مبارك والذى أحاول أن أعيد تصحيحه عن طريق دفع الطلاب إلى الاشتغال بالبحث العلمى وتهيئة المناخ المناسب لهم للقيام بذلك، لكى يفيد مجتمعه، فأعلمهم وهم لايزالون فى الفرقة الإعدادية كيف يبحثون عن أزمة أو مرض يعانى منه المجتمع ثم يفكرون فى حلول لها، كما أننى اتفقت مع طلابى أن يقوموا قبل نهاية هذا العام الدراسى بتنظيم مؤتمر علمى من الألف إلى الياء، حيث يرأس أحدهم المؤتمر، ويختارون الأبحاث التى سوف تتم مناقشتها فى ذلك المؤتمر، على أن تنعكس الآية ونجلس نحن كأساتذة فى مقاعد الضيوف، وذلك لأخلق لدى الطالب روح الابتكار، وأشعره أنه قادر على فعل شىء، وإلى جانب الاهتمام بالبحوث فأنا أشجع مواهبهم الفنية جدا، لأننى لدى قناعة بأن الفن يصقل الشخصية، رغم وجود معوقات فى ذلك، حيث لايزال هناك من يرى أن الفن مضيعة للوقت ولاطائل منه.
 
∎ بجانب كونك عميدا لكلية الصيدلة فأنت أستاذ لبيولوجيا الأورام، ومتخصص فى بحوث أورام الكبد أود أن أسألك عن حال كبد المصريين؟
- للأسف إن الحال ليس على مايرام إطلاقا، والسبب الأساسى الذى جعلنى أتخصص فى الكبد هو أننى كنت أرى بعينى مرضى يموتون وهم لم يبلغوا 83 عاما من عمرهم بسبب أمراض الكبد التى تعد من أكثر الأمراض شيوعا فى مصر، فمثلا هناك 52٪ من المصريين مصابون بمرض التهاب الكبد الوبائى، لذا فأنا أقول أن الكبد المصرى مفترى عليه من الحكومات المصرية المتعاقبة، فهو البوابة الحقيقية لجسم الإنسان، وكل ما يتم تناوله عن طريق الفم أو يدخل لجسم الإنسان عن طريق الحقن لابد أن يعرض على الكبد.
 
∎ صرحت بأن 52٪ من المصريين مصابون بالكبد الوبائى، ما الوسيلة للحد من انتشار الإصابة بهذا المرض؟
- الكبد الوبائى ينتقل عن طريق الدم، ووسائل العدوى كثيرة ومتاحة، فلو حدث إهمال فى أحد بنوك الدم أو لدى طبيب الأسنان، أو أثناء الجراحات الطبية، من السهل جدا انتقالها، حتى إن هناك دراسة تفيد بأن السيدات فى وجه بحرى يتعرضن للعدوى بفيروس سى أكثر من سيدات وجه قبلى، وعندما بحث فى السبب وجد أن سيدات وجه قبلى لايزلن يتمسكن بالداية لمساعدتهن فى عملية الوضع وقليلا جدا ما يلجأن للقيام بعملية قيصرية، عكس سيدات الوجه البحرى اللاتى ترتفع لديهن نسبة الولادة بالعملية القيصرية، فيتم استخدام معدات جراحية قد تكون غير معقمة جيدا فبالتالى ترتفع نسب الإصابة، فضلا عن بعض العادات المجتمعية السيئة الأخرى كالحلاقة وقص الشعر بأدوات مشتركة.