يوميات مدير : فى مسيرة ضد التحرش

ناهد الشافعى
∎ يااه.. صوتك راح فين ؟!
- مبحوح.
∎ هو إنتى كنت بتهتفى معاهم !
- طبعا ، بأهتف.. معهن
∎ معهن.. ماشى يا سيبويه.. بس المهم احكى لى عملتى إيه !
- مشيت فى المسيرة (.. كنت مبسوطة قوى )
( قالوا صوت المرأة عورة.. صوت المرأة (ثورة ثورة ) ( المتحرش كلب جبان لازم يخرج من الميدان)
∎ أنا مش فاهم بس أنتى ليه صممتى أنك تنزلى لوحدك ورفضتى أنى أنزل معاكى ؟!
- علشان دى مسيرة المرأة ، أنا بس ندمت إنى ما أخذتش البنت معايا.
∎ ما إحنا خفنا عليها ، أنا وإنتى ، أحسن تقولى إنى أنا اللى رفضت
- عارفة.. أنا كمان كنت خايفة عليها ، بس بعد اللى شفته فى التليفزيون كان لازم أعمل حاجة.
∎ من يومها وإنتى عيانة
- آه ، فضلت حاسة أن جسمى كله بيوجعنى لغاية النهارده ، أول ما المسيرة اتحركت وبدأنا نهتف ، خلاص خفيت.
∎ عموما إنتى اللى عملتيه فى نفسك ، وأنا فضلت أقولك إقلبى المحطة وبلاش تسمعى ، وأنتى تعيطى وتقولى لأ لازم أسمع.
- كل ما كنت افكر أقلب المحطة أقول بقى أنا مش قادرة أستحمل أسمع وهم يا حبايبى استحملوا كل اللى جرى لهم
∎ اللى مش ممكن أقدر أفهمه إزاى الرجالة دى بتعمل كده
- مين دول اللى بتقول عنهم رجالة !! دول كلاب ، لأ حرام الكلاب أحسن منهم.
∎ عندك حق ، مش قادر أفهم إزاى يوافقوا يعملوا اللى بيعملوه.
- الدكتورة منال عمر قالت كل اللى بيعمل كده يبقى أتعرض هو نفسه لاعتداء
∎ الكلام ده ممكن يخلى الناس تتعاطف معاهم. لكن أنا شايف أنهم.... مش لاقى كلمة مناسبة.
- طب والداخلية إزاى ساكتة. بقى معقول مش عارفين يمسكوهم.
∎ أنا سمعت ناس بتقول أن المفروض اللى بيدعوا للتظاهر هم إللى يأمنوا الميدان.
- يا سلام !! يعنى الأمن ، العساكر والضباط يشوفوا اللى بيحصل ده ويقولوا مالناش دعوة.
∎ ما هم مش فاضيين
- ليه وراهم إيه إنشاء الله
∎ يأمنوا الاتحادية ويضربوا غاز على المتظاهرين ، ويضربوا المقبوض عليهم ، ويروحوا وبيجوا بيهم على النيابة والطب الشرعى.
- آآآه.. ونسيت كمان يرموهم فى النيل..
- ∎ بجد بجد مش قادر أفهم
- تصدق إن فيه فيديوهات وصور بيظهر فيها وشوش ناس من اللى بيعملوا تحرش دول وبرضه محدش يفكر يدور عليهم.
∎ غريبة فعلا
- بلاش دى ، البنت إللى طلعت مع محمود سعد مش مشيوا بيها وهى على العربية من التحرير لغاية عابدين ، يعنى بره الميدان أهو. إزاى ماحدش اتقبض عليه.
∎ مش فاهم !!
- إنت عارف إن الستات فى المسيرة كانوا شايلين سنج ومطاوى ورافعينهم عشان يقولوا حندافع عن نفسنا.
∎ دى حاجة خطيرة جدا.
- حتى فيه بنت اتكلمت فى التليفون فى البرنامج وقالت إحنا هنعرف ندافع عن نفسنا ومحدش يلومنا
∎ يعنى ده ينفع. لما نسيب كل واحد ياخد حقه بأيده يبقى نقول على البلد السلام.
- وأنت عاوزهم يعملوا إيه.
∎ فين القانون ؟!
- أنهو قانون، الموضوع ده مش إمبارح ولا حتى الشهر اللى فات ، ده بقاله كتير.
∎ بس.. برضه.. ما ينفعش
- ليه ، إذا كان عساكر الأمن المركزى عملوا كده
∎ عملوا إيه ؟!
- أنا بودانى سمعت مدير أمن السويس بيقول إن الجنود فقدوا أعصابهم لما زميلهم مات وفتحوا النار على المتظاهرين.
∎ معقولة !!
- بأقولك سمعته بودنى ، هو صحيح بعد كده قال إنهم كما كانوا بيدافعوا عن نفسهم بس فى الأول قال الحقيقة أنهم جالهم حالة هيسترية لما زميلهم مات.
∎ يعنى أنك عاوزة تقول إيه ؟
- عاوزة أقول إن من دلوقتى كل واحد ياخد حقه بإيده ، لأن ماحدش حيجيبه.
∎ أنتى اتغيرتى أوى عمر ده ما كان كلامك.
- وهو أنت مش حاسس أنك اتغيرت
∎ طبعا، بس لغاية قريب كنتى بتقولى عاوزين البلد تمشى ونستحمل ونصبر.
- لما البلد تقف ساكتة الستات يتعمل فيها كده ، ما تبقاش دولة ولازم كلنا نقف واقفة واحدة عشان نرجع نبقى دولة تانى.
∎ هو فعلا موضوع التحرس ده....
- اسمع بقى أنا فكرت لقيت الموضوع مش تحرش.
∎ نعم !! أومال إيه ؟!
- لما واحدة تبقى ماشية وواحد يضايقها بكلمة أو لمسة يبقى تحرش. لكن لما نلاقى مجموعات.. منظمة.. مدربة بتعمل نفس الشىء فى كل حالة ، وبتحمى نفسها بأعداد كبيرة.. تبقى إيه!!
ولما مؤامرة المسئولين يسكتوا والشيوخ يقولوا الستات تقعد فى البيت أكرم لها. تسمى ده إيه..
∎ بس ما تقوليش شيوخ ، كام مرة أقولك دول مش شيوخ ، دول مدعين ، عاملين نفسهم شيوخ ، كل مؤهلاتهم قناة تسمى نفسها اسم دينى. والناس تصدقهم
- عليك نور..
∎ لسه حاجة تانية..
- اللى هى إيه ؟!
∎ اشمعنى التحرش ، قصدى المؤامرة مش بتحصل إلا فى ميدان التحرير ؟!
- عشان ده استكمال للمؤامرة. المستهدف هم المتظاهرين. والمرأة هى الوسيلة. بس خلاص مش حنسكت لهم.. شوف.
∎ إيه ده؟!
- عصاية.. دى بتكهرب.
∎ جبتيها منين؟
- اشتريتها موجودة فى كل حتة.
∎ ليه يعنى؟!
- هياديها للبنت تدافع بيها عن نفسها لو حد اتعرض لها والشهر الجاى إنشاء الله حاشترى واحدة لنفسى.
∎ خطر، كده غلط.. بكام العصاية دى؟!
- مية وسبعين، كان فيه أسعار لغاية سبعميت جنيه بس لقيتها غالية قوى.
∎ إحنا حنروح لغاية فين، انتى عارفانى طول عمرى ضد العنف؟
- وأنا كمان، لكن دلوقتى إحنا بندافع عن نفسنا.. مش إحنا إللى ابتدينا بالعنف.
∎ مش مهم مين ابتدا، المهم العنف ينتهى؟
- ازاى تقول كده.. أنت حتعمل زيهم!!
∎ قصدك مين؟؟!
- إللى طول النهار يطلعوا يقولوا المتظاهرين إللى ابتدوا.
∎ ما هو ده إللى بيحصل فعلا؟
- لأ.. مش صحيح.. شوف أنا كنت بأقول زيك كدة بس خلاص أنا فهمت كل حاجة.
∎ طب فهمينى؟
- لما شاب زى الفل يتقبض عليه فى مظاهرة وبعدين يتعذب ويتهان يضربوه، ويقلعوه هدومه، ويشتموه بأمه وأبوه، ما تلوموش عليه لما ينزل بعد كدة يحدف طوبة أو حتى مولوتوف.
∎ حارجع أقول إنتى اتغيرتى قوى، كل ده من مسيرة واحدة مشيتى فيها.
- من إللى شفته وقريته وسمعته.
∎ تعرفى كمان إنى متجنن من ساعة ما شفت الأطفال إللى اتقبض عليهم وبرضه عذبوهم.
- والطفل إللى عنده سرطان إللى فضلوا حابسينه وجددوا له الحبس وطلع بالضالين.
∎ أهى دى بالذات كانت قصة لا تصدق.
- طب إيه - عاوز إيه دلوقتى!
∎ مش عاوز حاجة، خايف.
- إيه!! خايف ليه.
∎ خايف على الولاد، الولد على طول فى مظاهرات والبنت نفسها تعمل زيه، وأنتى كمان.
- خايف علينا يعنى!!
∎ طبعا.. كل ما أشوف ولد فى التليفزيون بيحكى إللى حصل معاه، أو شاب يستشهد يا حبيبى أحط نفسى مكان أهله.
- بعد الشر عليهم.
∎ بس أرجع أقول خلاص، ما ينفعش نسكت.
- أه.. ما أنت بتنزل مش كنت فى الاتحادية يوم ما حمادة سحلوه وقلعوه هدومه، واللاكنت بتضحك على.
∎ كنت هناك وكنت واقف على الباب اللى حصلت فيه الاشتباكات وشفت كل حاجة ابتدت إزاى.
- إزاى!!
∎ واحد دخل على الناس وقالهم افتحموا الباب.
- مين ده؟!
∎ مش عارف، بس الناس زعقوا له وطردوه، وبعدين عسكرى من جوه القصر وقف على حاجة عالية ومش عارف عمل إيه بالضبط، وقام شاب طلع عمل زيه وبعدين ابتدت الاشتباكات.
- إزاى يعنى؟
∎ المتظاهرين حدفوا شباشب وجزم فأنا بعدت شوية وسمعت خبط على الباب ولقيت واحد بيقول فى التليفون بيكسروا الباب يا باشا.
- يا باشا.. يعنى ظابط.
∎ مش عارف، ابتدا المولوتوف والحرس من جوه ردوا بخراطيم ميه وبعدين خرطوش.
- وبعدين.
∎ جريت، خرجت من المكان وعرفت بعد كده أن الأمن المركزى جه وابتدا الغاز وإللى كلنا عارفينه.
- يعنى عاوز تقول إيه؟
∎ هو فيه مظاهرة يوم الجمعة؟
- تعالى نسأل الولد.
∎ أعملى حسابك بعد كده كلنا حننزل مع بعض إحنا الأربعة.،
- بس البنت - أنا خايفة.
∎ من النهاردة مافيش خوف.. كلنا مع بعض كلنا مع بعض.