من ماسبيرو للأمم المتحدة المذيعة مريم زكى: التليفزيون المصرى هو صوت الدولة

تاريخ كبير وسيرة ذاتية ممتلئة بالنجاحات، مثال مشرف كمذيعة بالتليفزيون المصرى وكامرأة مصرية اهتمت بقضايا وطنها وسعت من خلال برنامجها (معًا) أن تحل كثيرًا من مشاكل المواطنين. حصلت عام 2003 على منحة تدريبية فى مجال الإعلام بالأمم المتحدة، وفى عام 2005 اختيرت كأحد أصدقاء الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام. قدمت أكثر من ثلاثين فيلمًا تسجيليًا عن أطفال الشوارع وقضايا المرأة وغيرهما من القضايا المهمة فى المجتمع، حصلت من مهرجان نيويورك للأفلام التسجيلية على وسام خاص على مجمل مشوارها الإعلامى عام 2016.
• ماذا عن تجربتك فى حصولك على منحة تدريبية فى مجال الإعلام بالأمم المتحدة فى نيويورك عام 2003؟
ــ هى تجربة فريدة من نوعها. فى البداية هناك عدة اختبارات أولًا فى ماسبيرو ثم فى هيئة الأمم المتحدة وكانت اختبارات تحريرية وشفوية للصحفيين والإعلاميين على مستوى الوطن العربى كله. وفكرة أن يتم اختيارى من نيويورك بعد كل هذه الاختبارات كان شيئًا رائعًا ومهمًا جدًا. فقد تدربنا لمدة ستة أسابيع فى كل هيئات الأمم المتحدة وأخذنا معلومات عن كل هيئة ودورها ونشاطاتها وعملها، فماسبيرو كان يتيح للشخص المجتهد فرصًا لم نجدها خارجه. فعلى الرغم من أنى كنت مذيعة فى القناة الأولى وجدت الأستاذة الكبيرة سميحة دحروج كانت رئيسة قناة النيل للأخبار فى ذلك الوقت تتصل بى لأنقل لهم بثًا حيًا من الجمعية العامة ومن مجلس الأمن والأحداث التى تدور فى ذلك الوقت. تدربت على عمل تقارير النشرة قبل سفرى وقد دعمتنى أستاذة سميحة وهو أمر صنع فرقًا كبيرًا فى مشوارى الإعلامى بعد ذلك. التواجد فى الأمم المتحدة يتيح فرصة كبيرة فى التعرف على كل القضايا المهمة الموجودة على الساحة الدولية سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى وبشكل شخصى وجدت نفسى وجهًا لوجه مع كبار الشخصيات مثل كوفى عنان ووزراء خارجية العالم كله ومديرى هيئات الأمم المتحدة وسفراء الدول الأجنبية الممثلين فى الأمم المتحدة يناقشون القضايا الدولية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الموجودة فى العالم. وهو ما أثقلنى كشخصية إعلامية قادرة على مواكبة الأحداث.
• فى عام 2005 تم اختيارك كأحد أصدقاء الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام، ما هى أهداف هذه الحركة ؟
ــ تشرفت بأن أكون أحد أصدقاء الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام وتلك الحركة كانت قائمة على فكرة أن المرأة هى أكثر من يعانى من النزاعات المسلحة كما أنها أكثر من يحافظ على السلم فى المجتمع المحلى فى أى بلد. لأن المرأة تتضرر فى فقدانها للزوج أو الأهل أو يتم الإتجار بهم بسبب النزاعات المسلحة لذلك فالمرأة هى من تدفع الثمن، فكانت هذه الحركة تهدف إلى مساندة التجارب الفعلية الناجحة فى الحفاظ على السلم . وكل بلد له قضاياه ففى مصر كانت القضايا خاصة بالزواج المبكر ومحو الأمية وغيرهما، أما فى كينيا مثلًا فكانت هناك حروب أهلية وكانت النساء يتضررن بشكل كبير وعلى الرغم من ذلك كانت لهن مبادرات ناجحة فى الدفع بالسلم فى المجتمع فكنا فى هذه الحركة ندرس هذه التجارب ونرى دور المرأة فى الحفاظ على المجتمع المحلى والسلم فيه، وذلك يرتكز على مجموعة من القيم التى تنشر ثقافة السلام وقبول الآخر وحب التنوع والاختلاف على أنه يثرى المجتمع.
• فى عام 2006 تم اختيارك من التليفزيون المصرى للحصول على دورة تدريبية موسعة بالاتحاد الأوروبى، ما الاستفادة من هذه التجربة؟
ــ كانت منحة مقدمة من الاتحاد الأوروبى وهو برنامج خاص بالتدريب العملى والمهنى على الأفلام التسجيلية ونشرات الأخبار بشكل احترافى ومناقشة القضايا الخاصة بالاتحاد الأوروبى وقتها وكيفية نقل هذه الأحداث من خلال نشرات الأخبار أو الأفلام التسجيلية وذلك كله عبر زيارتنا لخمس دول من ضمنها مقر الاتحاد الأوروبى فى بروكسل واسطنبول وأنقرة وقبرص ومصر، وكانت دول الجوار ومعاهدة الجوار التى تناقش وقتها كانت خاصة بقضايا المهاجرين والهجرة غير الشرعية وكيفية وجود تعاون بين الشمال والجنوب لتنمية الجنوب.
• ماذا عن اهتمامك بالقضايا الساخنة فى المجتمع مثل الإدمان وأطفال الشوارع وقضايا المرأة؟
ــ هذه القضايا كانت الشغل الشاغل لى فى بداية الألفية الثانية. قدمت أكثر من ثلاثين فيلمًا تسجيليًا من هذه النوعية من البرامج مثل برنامج (معًا) وأيضًا فى برنامج (بالأدب) كان يناقش القيم الخاصة بهذه القضايا ومن ضمن هذه الأفلام فيلم أطفال الشوارع الذى تم أخذه فى مكتبة اليونسكو وهو من إنتاج التليفزيون المصرى. فبسبب تدريبى بالأمم المتحدة اتسعت آفاقى عندما رأيت كيفية مناقشة هذه القضايا على مستوى واسع ووجدت أنه يجب على مناقشة هذه القضايا.
• ما رأيك فى تطوير التليفزيون المصرى فى الفترة الأخيرة، وهل هذا التطوير كافيًا أم يحتاج للمزيد؟
ــ التليفزيون المصرى يحتاج لمزيد من الاهتمام والدعم من الدولة لكى يقدر أن يقوم بدوره الحقيقى، فالتليفزيون المصرى يمتلك أعلى الكفاءات الإعلامية وأيضًا يمتلك كنوزًا يجب أن نتباهى بها ونبنى عليها ونقدم الجديد. فالتليفزيون يستحق كل الجهد والدعم من الدولة لأنه صوت الدولة.