الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لمــة أسـريـة علـى النـــــت

لمــة أسـريـة علـى    النـــــت
لمــة أسـريـة علـى النـــــت


[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4







«حديث أسرى على السفرة» أو «قعدة فى بالكونة» أو «لعب كوتشينة» أو «متابعة برنامج يجمع كل أفراد الأسرة لتجاذب الحديث والدردشة» أصبح أشبه بالحديث عن عجيبة من عجائب الدنيا السبع أو أقرب لحالة حنين لتفاصيل قديمة من زمن فات، فكل أب وأم يدرك كم التغيير الذى وصلنا له كأسرة، نادرا ما تجتمع لتتحدث أو تتشارك بالمقارنة بأيام طفولتنا مع والدينا وجدودنا، فالأب على الإنترنت من موبايله أو الآى باد، وكذلك الحال مع الأم، بل والأولاد مهما صغر سنهم، مما قد يجعلنا كأسرة قد تكون جالسة مع بعضها ولكن كل فرد فى عالم آخر بعيد تماما بأفكاره واهتماماته وآماله فاختفت الأم التى تحفظ أولادها وتفهمهم من نظرة عين وتعلم تحديدا قدرات وإمكانيات ومواهب أولادها، وحلت محلها دنيا جديدة واسعة على الإنترنت وما يتبع ذلك من قلق لدى الأهل على أبنائهم ورغبة فى الاطمئنان على سلوكهم ومعرفة المواقع التى يدخلونها، خاصة مع صغر سن الطفل المستخدم للإنترنت الآن.
 
 لذا فمبادرة تلم شمل الأسرة وتستخدم الإنترنت كوسيلة للتفاعل والمشاركة بين أفراده فى هذا الزمن هى مبادرة تستحق تسليط الضوء عليها.. هذا هو الحال فى المبادرة التى أطلقتها شركة «google».
 
نت لكل الأسرة:
 «لأنى أم» هذه كانت إجابة نشوى على ــ مسئولة السياسات العامة والعلاقات الحكومية لشركة جوجل فى الشرق الأوسط ــ صاحبة فكرة المبادرة، عندما سألتها عما أوحى لها بفكرة هذه المبادرة وعن تفاصيلها وهدفها فقالت: كلنا بنحب أولادنا كآباء وأمهات، ولكن دائما ما ينتهى الأمر بنا فى تمضية وقتنا مع أولادنا ونحن نعمل لهم أشياء نوصلهم نعمل لهم أكل، ولكن التواصل نفسه شبه منعدم، فكل واحد بعد الظهر على جهاز إلكترونى أو موبايل أو آى باد، فجاءت لى الفكرة أن نجعل الإنترنت منصة مشتركة لقضاء الوقت للآباء والأولاد، فنعرف اهتماماتهم ونتواصل معهم بشكل أكبر ونساعدهم على التطور والنمو واستمرينا لثلاثة أسابيع نعلن عن هذا النشاط على صفحة جوجل لندعو الآباء والأبناء من سن 6 إلى 13 سنة للمشاركة بمشروع مشترك على النت ونسقنا مع نادى للعلوم اسمه nutty scientest  لتعريف الأهالى بالمبادرة وتلقينا رسائل عديدة من الآباء والأمهات وعملنا  eventلهم جميعا وتناقشنا فيه عن الاستخدام الآمن للإنترنت، خاصـة أننـا لدينا على جوجل  webside عن  family safty centreوهو يرشد إلى كيفية التعامل مع الأطفال والإنترنت بصورة سليمة وعرض كل أب وأم مشروعه المشترك مع ابنه أو ابنته وجعلناهم هم أنفسهم من يختارون أفضل 5 مشاريع بالتصويت وفى رأيى كل المشاريع قد نجحت فى جمع الآباء والأبناء فى نشاط ممتع يتعرفون فيه أكثر على بعضهم وهو الهدف، وعند سؤالها عن أمثلة لتأثير هذه المشاركة على جودة العلاقة بين الأطفال وآبائهم أجابت: عن طريق البحث على الإنترنت اكتشف العديد من الآباء والأمهات جوانب جديدة ومهارات  لدى أبنائهم وقضوا أوقاتا ممتعة معا، فالمركز الأول حصل عليه أستاذ جامعى استطاع هو وابنه وضع قناة على اليوتيوب توضح عملية حدوث البركان، وهناك قصص أخرى كثيرة، مثلا كانت هناك أم تجد صعوبة فى إقناع ابنها للذهاب لتدريب التنس واكتشفت أنه يعشق التصوير، فسمحت له بتعلم التصوير مما شجعه على ممارسة الرياضة لأنه يجب أن يختار الطفل نشاطا يحبه أيضا.. وأم أخرى استطاعت عمل اختبار الذكاء  IQ لابنها عن طريق سؤاله وإجابته بأسلوب فيه متعة على الآى باد، وعن استمرارية هذه المبادرة وخطتها المستقبلية تضيف نشوى على: ستكون المسابقة سنوية والسنة القادمة نريد أن يتم الموضوع على نطاق أكبر وبالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم ونخرج من القاهرة والإسكندرية لباقى المحافظات.
 
∎ أبطال المشهد
 
من الآباء والأمهات المشتركين فى هذه المبادرة المهندس محمد حسنى الفائز بالمركز الثانى عن مشروعه مع ابنه على الإنترنت ويحكى كيف قرب الإنترنت بينه وبين ابنيه وعرفه بميولهما عبدالرحمن وإبراهيم فيقول: أولادى كانوا يستخدمون مواقع الألعاب و games و MPC3 وكنت أعانى من إعراض أولادى عن الطعام بصورة كبيرة أشبه بحالة مرضية وذهبت للأطباء ولم أصل لأى نتيجة، وعندما شاركت الأولاد فى نادى العلوم أعلنوا عن تلك المسابقة التى تنظمها جوجل، أول الأمر اشتركت مع أولادى فى البحث وتصفح النت ولكن الموضوع كان أكبر من مجرد مشاركة، لقد فهمت أولادى أكثر وقربت منهم ووجدتهم مشدودين لأشكال الأكلات على النت وانجذبوا لأطباق بعينها ودخلوا مع والدتهم المطبخ، ولأول مرة أشعر بسعادة أولادى وهم يتناولون الطعام الذى يختارونه بإرادتهم وعرفت عن ابنى كم هو منجذب للديناصورات ويتابع المعلومات حولها ويعرف أسماء الديناصورات من عصور جيولوجية مختلفة وهو ماعرفنى على ابنى أكثر وقربنى من اهتماماته وصحيح أن البداية كانت بمسابقة، ولكننا كأسرة استمررنا فى المشاركة فى التصفح على الإنترنت سويا ومعرفة كل واحد منا للآخر أكثر ومعرفة اهتماماته لأستطيع تشجيعهم وأكون قريبا منهم، أما ابنه عبدالرحمن 6 سنوات، فعندما تكلمت معه شعرت بحماسه وبسعادته لوجود مشروع يشترك فيه مع والده وقال: لقد كسبت موبايل تاتش لأن مشروعنا على النت عجب كل الناس وعندما سألته عن إحساسه بمشاركة والده له أجاب: أيوه بكون مبسوط جدا وبابا معايا بندور سوا وبنتفرج سوا وماما كانت بتعملى كل أصناف الأكل اللى بتعجبنى على النت، وهنفضل نلعب ونتفرج سوا حتى بعد ما فزنا فى المسابقة.
 
أما السيدة غادة حسن خليل فهى من المشاركات أيضا فى هذه المبادرة مع ابنتها مريم 9 سنوات وتقول: دائما أجلس مع ابنتى على الكمبيوتر، خاصة عندما يكون عندها مشروع للمدرسة واخترنا مشروعنا عن البركان وتصوير مراحل تكوينه وفى رأيى أن مشاركة الأم لأولادها على النت فى سن مبكر يكون مهما جدا للتقرب من الأولاد ومعرفة اهتماماتهم عن قرب ويسهل تقويمهم.