الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شمس الأصيل والنيل في حديقة أم كلثوم

شمس الأصيل والنيل في حديقة أم كلثوم
شمس الأصيل والنيل في حديقة أم كلثوم


 هل سمعت من قبل عن حديقة «أم كلثوم» على ضفاف النيل بمنطقة المنيل؟، ربما كان مكان الحديقة الساحر البعيد عن أنظار المارة هو سر احتفاظها برونقها وهدوئها ومناظرها الخلابة التى تفوح منها رائحة الماضى الجميل.
وعندما تصدح أم كلثوم بصوتها لتغنى: «شمس الأصيل دهبّت ..خوص النخيل يا نيل.. تحفة ومتصورة.. فى صفحتك يا جميل.. لوالناى على الشط غنى .. والقدود بتميل..على هبوب الهوا ..لما يمر عليل.. يا نيل أنا واللى أحبه ..نشبهك بصفاك» تعيش فى عالم آخر بروح أم كلثوم والنيل.
من أول خطوة  فى الحديقة يجذبك جمال الخضرة والمساحة الشاسعة التى تحتوى على أشجار ونباتات نادرة، والأرض تكسوها الخضرة قد لبست ثوبًا من الزهور الملونة من كل شكل ونوع، والعصافير تعبر عن إعجابها بالزهور بغنائها الجميل ويتبعها صوت جريان النهر الذى يجعلك تسرح فى جماله، ولذلك حديقة أم كلثوم يلجأ إليها محبو الهدوء والراحة.
الحديقة مقامة على مساحة 18000متر، ومقسمة إلى  دورين، الأول به كراسى للجلوس أمام النيل والعلوى به بوابة الحديقة، التى يتوسطها تمثال لكوكب الشرق، وفيها تنوع كبير من النباتات وبخاصة الأشجار النادرة، وتقع فى مواجهة مستشفى المنيل الجامعى على النيل، بجوار نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة خلف مستشفيات جامعة القاهرة فهى تقدم الكثير من الخدمات مثل توفير أماكن لعمل الندوات الثقافية والاجتماعية، وتوفير المعلومات الزراعية لمن يهوون الزراعة، وأماكن للتصوير لمن يرغبون  فى تصوير المناسبات الخاصة أو لموقع اليوتيوب.
«عم شلبى» يأتى كل خميس أسبوعيًا، ليمارس هوايته فى الحديقة وهى الصيد ويقول: «أنا بأحب آجى هنا عشان أرتاح من ضغط الشغل أنا قربت أتحال على المعاش بس من ساعة ما الحديقة دى اتفتحت سنة 1997 وأنا باجى كل خميس ولقيت نفسى فيها، بأقعد أصطاد وأشرب حاجة وألاقى الصنارة شبكت، على طول بطلع بخيرات كتير، المكان هنا هادى وهما بيشغلوا أغانى الست وبأبقى آخر سلطنة» .
«فاطمة على» منظمة رحلات  قالت إن الحديقة تفتح أبوابها من التاسعة صباحًا وحتى الثانية عشرة من منتصف الليل، على عكس الكثير من باقى الحدائق العامة التى تغلق فى وقت مبكر، لافتة إلى أن حديقة أم كلثوم تصلح لعشاق التصوير والرسم، حيث تمتاز بالهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة، وتقول إنها أحيانا تنظم تدريبًا لمجموعة من عاشقى اليوجا فى الحديقة، فهم يبحثون دائمًا عن  أجواء هادئة، وطبيعة نقية، تساعدهم على التمتع باليوجا، وبممارسة الرياضة بشكل عام» .
أما «إسراء فهمى» الطالبة فى كلية السياحة والفنادق، فقالت إنها تأتى كل يوم أو يومين إلى الحديقة لأنها قريبة جدا من كليتها وهى تفضل الذهاب إليها بين المحاضرات أو وقت الامتحانات لتبدأ فى مراجعة دروسها على النيل وسط الخضرة والهدوء وتقول: «بأحس أنى بأفصل لوحدى ولما بأكون لوحدى بأنسى نفسى وباتاخر وبيقلقوا عليّا فى البيت أحيانا، لكن باستمتع بالجو العام سواء فى النهار بصوت العصافير واللون الأخضر الذى ينتشر فى الحديقة أو فى الليل فالقاهرة ليلا تكون ساحرة، والحديقة محدش يعرفها غير سكان المنيل وهى لسة محتفظة ببريقها بعكس الحدائق الأخرى».
وتضيف: «أما عن الكافتيريا والأسعار، فحديقة أم كلثوم تقدم المشروبات الباردة والساخنة والأسعار تبدأ من 10 جنيهات هو سعر الشاى والقهوة وأيضًا زجاجة المياه 5 جنيهات والحديقة تسمح بدخول المأكولات والمشروبات وبعض الأسر تذهب بالغداء وتتناوله وسط الأشجار».