الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«بيتهوفن».. راهب الموسيقى العابر للعصور

«بيتهوفن».. راهب الموسيقى العابر للعصور
«بيتهوفن».. راهب الموسيقى العابر للعصور


لا يزال اسم الموسيقار الألمانى لودفيج فان بيتهوفن، حاضرًا على مستوى العالم عبر الزمان، أعماله روائع أبدية ذات وضع استثنائى.

فى السابع عشر من ديسمبر عام 1770 ولد لودفيج فان بيتهوفن، فى بون وكان والده موسيقياً، ومهتماً جداً بتعليم ابنه الموسيقى، لم يقتصر اهتمامه على الدراسة فقط ، وإنما أيضًا حضور الحفلات العامة فى سن مبكرة، على هذا النحو مكث بيتهوفن لتعلم الموسيقى، خاصة العزف على البيانو.
بداية جديدة ..
فى عامه الـ 22، كان بيتهوفن على موعد مع الرحيل إلى العاصمة النمساوية لتلقى دروسه على يد المؤلف الموسيقى جوزيف هايدن، والمؤلف الموسيقى أنطونيو ساليرى، وسرعان ما ذاع صيت بيتهوفن، رغم إصابته بالصمم التام، كل هذا لم يكن يومًا عائقًا أمام إبداع بيتهوفن الموسيقى .
عاش بيتهوفن وحيدًا طوال حياته، لم يتزوج، فما هى إلا الموسيقى التى تؤنس وحدته، فقد استمر فى تأليف أشهر أعماله الموسيقية حتى مماته، فقد توفى وهو لا يزال يعمل على سيمفونيته العاشرة.
فى عام 1819 اتخذ بيتهوفن من الكتابة وسيلته الأمثل فى التواصل مع بيئته. كما كانت الموسيقى وسيلته الأمثل للتعبير عن مشاعره الدفينة ووحدته، فقد شهدت مسيرته الفنية تسع سيمفونيات، واثنين وثلاثين سوناتا البيانو، خمس كونسرتو على البيانو، وستة عشر رباعية، بالإضافة إلى الكثير من أعمال بيتهوفن الموسيقية التى لا تزال خالدة، فها هو العالم لا يزال يستحضر « ‘ An die ferneGeliebte ‘ التى ألفها عام 1816، « ورسالة الى المحبوب الخالد ‘ Brief an die unsterblicheGeliebte‘ .
أوبرا فيديليو ..
استطاع لودفيج فان بيتهوفن أن يحتل مكانة شديدة الخصوصية بين كبار الملحنين العالميين على مر العصور، فقد نجح فى خلق هوية لأعماله شديدة الخصوصية،  فى بداية مشواره كان واضحًا مدى تأثره بأساتذته جوزيف هايدن وموتسارت ولكن تدريجيًا استطاع تطوير موهبته وسرعان ما أصبح بيتهوفن فى عام 1799 على موعد مع سيمفونيته الأولى، التى شهد المسرح الوطنى بفيينا عرضها الأول عام 1800، عن الحرية السياسية والعدالة قام بيتهوفن فى عام 1805 بإبداع أوبرا فيديليو فى نسختها الأولى، أما النسخة النهائية فقد تم الانتهاء منها عام 1814.
معاناة وإبداع ..
«القدر السيمفونى» هكذا أطلق بيتهوفن على السيمفونية الخامسة، التى خرجت للنور عام 1808، ورغم معاناته وتدهور حالته الصحية فقد نجح بيتهوفن فى تأليف أحد أهم مؤلفاته الموسيقية وهى سيمفونيته التاسعة عام 1824، التى كانت فى ذلك الوقت أول سيمفونية فى العالم يظهر فى الحركة الأخيرة عازفين منفردين صوتيين وجوقة مختلطة مع الاستعانة بنشيد الفرح للشاعر الألمانى فريد ريش شيلر فى وصفه لنضال الإنسان الذى يتوق إلى يوم من الفرح البحت إلا أنه لا ينجح فى الحصول عليه.
وفى 26 مارس عام 1827 رحل لودفيج فان بيتهوفن، قبل أن ينتهى من سيمفونيته العاشرة، وخرج آلاف المحبين فى وداعه الأخير لتشييعه إلى مرقده فى مقبرة فيينا المركزية.