الإثنين 26 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كدابين الزفة وراء أزمة كل رئيـس

كدابين الزفة وراء  أزمة كل رئيـس
كدابين الزفة وراء أزمة كل رئيـس


[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4

[if gte mso 9]>







فى كل عصر هناك رجال صنعهم النظام وصنعوه، ولكل نظام رجاله الذين يدعمون بقاءه، باذلين فى سبيل ذلك الغالى والنفيس، معتمدين على مبدأ تلميع الحاكم وقراراته، حتى لو جاء ذلك على عكس هوى الناس وإرادتهم وقد يتطوع فى هذه الكتيبة أعداد ممن يحتضنهم النظام ويتوسم فيهم أمارات القيام بتلك المهمة، وإذا كان هذا هو الحال قبل الثورة، فمع الأسف لم يتغير الوضع كثيرا بعدها، فما كان يحدث قبل الثورة أصبح يحدث بعدها مضافا إليه عمل اللجان الإلكترونية التى تعمل بدأب من خلف أجهزة الكمبيوتر مستخدمين أسماء مستعارة لملاحقة كل ما يكتب فى مواقع الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى سواء بالسب والشتم لكل معارض، أو بنشر عبارات التأييد والدعم للرئيس وقراراته، والتى فى كثير من الأحيان تكون بنفس الصياغة رغم اختلاف أسماء قائليها.


∎ جريدة الحرية والعدالة
لا شك أن تجربة الصحف الناطقة بأسماء الحزب الحاكم اعتقلت الكثير من الأقلام الذكية والجيدة لخدمة الخط السياسى للسلطة، ومن الظلم لو قمنا بمقارنة جريدة الحرية والعدالة بجريدة مايو أو الوطنى اليوم الناطقتين باسم الحزب الوطنى المنحل، جريدة الحرية والعدالة تغطيتها لحدثين مهمين: الأول مليونية الثلاثاء الرافضة للإعلان الدستورى والثانى مليونية السبت المؤيدة له، حيث كان مانشيت الجريدة للحدث الأول هو «ثوار وفلول وباعة جائلون فى ميدان التحرير» بينما جاء فى الثانى «مليونية بجد» مما أثار استياء الكثير من النشطاء.
 
وقد جاءت الطامة الكبرى فى الأعداد الأخيرة للجريدة، فبينما يقتتل المصريون خارج قصر الاتحادية ويلقى المستشار محمود مكى نائب الرئيس بيانه، اختارت الجريدة أن يكون المانشيت الرئيسى بها التأكيد على ما جاء على لسان نائب الرئيس بأن الاستفتاء فى موعده، ثم تطالعنا فى اليوم التالى بمانشيت «مصر تودع شهداء الإخوان من الأزهر».
 
توجهنا بكل تلك الانتقادات للكاتب الصحفى محمد مصطفى مدير تحرير جريدة الحرية والعدالة والذى يرى أن الجريدة تواجة مشكلة كبيرة كونها جريدة حزبية، فالناس جميعها تقيمها على أرضية حزبية وليست مهنية، وأتمنى من الجميع قبل أن يختلف أن يقرأ أولا ثم يختلف، وأنا أتحدى لو أعطينا مانشيتات الصحيفة لشخص دون أن نعلمه أنها تخص جريدة الحرية والعدالة أن تكون ردة فعله هى نفسها بعد أن يعلم أنها تخص الحرية والعدالة، فالحكم دائما استباقى، والعدد يحاكم سياسيا وليس مهنيا، وأتمنى من الجميع أن يتحرر من فكرة مقارنتنا بالحزب الوطنى، فالنظام السابق كان يستغل الصحف القومية المملوكة للشعب، ويسخرها للترويج لسياساته الفاسدة، أما بخصوص عدد الأربعاء الماضى والذى لاقى هجوما شديد من الجميع فأنا لم أقصد فيه تشويه الثوار ولم أقل أى كلمة تفيد هذا المعنى فقد أقررت حقيقة، فكما كان هناك ثوار فى الميدان كان هناك فلول وباعة جائلين، وهذه حقيقة أقرها كل من كان هناك، أما بخصوص مقارنة ذلك بعدد يوم الأحد والذى جعلت فيه مليونية «الشرعية والشريعة» مانشيت بعنوان «مليونية بجد» لم أقصد فيه أبدا التقليل من أى مليونات أخرى تمت لكنها سياسة تحريرية لايستطيع أحد محاسبتى عليها مادام نقلت الواقع بشكل مهنى ونزية ومجرد، فأنا أتفهم أن يتم الغضب منى إذا قلت على ثوار التحرير قلة مندسة أو خارجين عن الشريعة، أما كونى نقلت الحقيقة بطريقتى فهذا لا يعيب الجريدة أبدا، مشيرا إلى أن سياستهم كجريدة لا تقوم أبدا على مبدأ تقديس الرئيس، حيث يقول: أنا بنفسى كتبت مقالا بعنوان الخطاب الذى ضل الطريق انتقدت فيه بشدة الخطاب الشهير الذى أرسله الرئيس مرسى لشيمون بيريز يطلب فيه تعيين سفير مصرى لدى إسرائيل، كما حملته المسئولية عن حادث قطار أسيوط ومن قبله حادث قطار الفيوم.
 
وبخصوص مانشيت مصر تودع شهداء الإخوان فأنا أتفق مع كل التحفظات عليه، بل مؤيد له، ولكننا اضطررنا إلى ذلك العنوان بعد حالة التشكيك التى طالت هوية شهداء الاتحادية، ومزاعم الإعلام حول عدم انتمائهم للإخوان، ثم محاولتهم تمييع القضية باستخدام قولة حق أريد بها أبشع باطل بأننا لا يجب أن نسأل عن هوية القتلى فدم المصريين سواء، والمقولة صحيحة لكن استخدامها فى هذا الإطار كان الهدف منه تضييع القضية.
 
∎ قناة مصر 25
هى قناة ذات توجه إخوانى، لم تحظ بأى تأييد يذكر فى الشارع المصرى، ولم أكن أنوى ذكرها ضمن فئة كدابى الزفة حول الرئيس لضعف تأثيرها وإنعدام جماهيريتها، لكننى بعد مشاهدة التغطية الفجة التى قامت بها على أحداث الاتحادية واستخدام ألفاظ ترسخ لمبدأ شهداءنا وقتلاهم، وتحاول إظهار المعتصمين بالاتحادية والثائرين هناك بأنهم ممولون وأعداء للوطن وغيرها من العبارات التى تمثل بشكل كبير نوعا من قلب الحقائق، جمعت جميع تلك النقاط وتوجهت بها إلى رئيس القناة أ.حازم غراب لمناقشته بها، ولكنه للأسف رفض أى حوار معى بحجة أن مجلة صباح الخير من الإعلام الحكومى الفلولى الذى يأبى هو شخصيا الإدلاء بأى تصريحات لها!!.
 
∎ أغانى الرئيس
بعد إصدار الرئيس للإعلان الدستورى، انقسمت مواقع التواصل الاجتماعى كالعادة مابين مؤيد ومعارض، وسرعان ما انتشر فيديو بين رواد الفيس بوك لأغنية داعمه لقرارات الرئيس تحت مسمى «كلنا مع القرار» ورغم البدائية الشديدة التى عانى منها الفيديو من حيث التصوير واللحن والكلمات، إلا أنه يعيد إلى الأذهان مشهد أوبريت «اخترناه» وما تلاه من أعمال فنية قام بها أصحابها مجبرين أو متملقين، مما يجعلنا ندور فى نفس الدائرة التى طالما درنا فى فلكها على مدار ستين عاما كاملة حيث التغنى باسم الحاكم كما التغنى باسم الوطن، خاصة بعد ما تتبعت مصدر الفيديو ووجدت أن مصدره شبكة تدعى شبكة نبض الإخوان، وهى شبكة اعتادت على بث أغان داعمة لقرارات الرئيس ومحاولة حشد أكبر عدد من الأعضاء لدفعهم للتصويت لصالح الرئيس فى الاستفتاءات التى تقيمها الجهات المختلفة، وفى حوارى مع حسام البدرى مدير العلاقات العامة وعضو مؤسس للشبكة يقول إن شبكة نبض الإخوان أنشئت تحت إشراف الجماعة، حيث قام مجموعة شباب متطوعين من شباب الجماعة بإنشاء الشبكة بعد موافقة اللجنة الإعلامية بالجماعة، ويتابع: نحن ندعم قرارات الرئيس عن قناعة كاملة وبصيرة وليس انقيادا، ودعمنا الرئيس بأكثر من طريقة الأغانى من ضمنها، حيث قمنا أيضا بعمل استقصاءات رأى لنقيس من خلالها مدى رضا الناس وقبولهم لقرارات الرئيس، مشيرا إلى أن الأغنية الأخيرة قد حظيت بإعجاب الجميع داخل الجماعة وخارجها، مشددا على الفارق الكبير بين الأغانى الموجهة للرئيس التى كان يؤديها الفنانون للرئيس السابق وبين ماتقوم به الشبكة الآن حيث يقول: فنانو الماضى كانوا إما مجبرين أو منافقين، لكننا نعد هذه الأغنيات متطوعين ومقتنعين بما نقوم به، ولا نرى فى القيام بذلك طريقا لصناعة فرعون بل هو أداة من أدوات التعبير عن الرأى بصدق.
 
∎ اللجان الإلكترونية
مهمتها تشويه صورة الخصوم، ودعم صورة ما للسلطة على الإنترنت لا تخلو من تحقير جميع القوى الأخرى التى تحاول التصدى لرسم تلك الصورة، عن اللجان الإخوانية الإلكترونية أتحدث، والتى تشبه بشكل كبير لجانا قام أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل بتشكيلها فى أيامه الأخيرة لترصد كل ما ينشر عنه على الإنترنت وتهاجم بضراوة كل من يقترب من شخصه أو موقعه الحزبى وتقوم بتجميل صورته وصورة الحزب الوطنى المنتمى له، وتلك الكتائب لا يشكو منها فقط رواد النسخ الإلكترونية للصحف الشهيرة، والتى ينهالون فيها بالسباب على كاتب الخبر أو المقال  - المعارض - أو على أى معلق مؤيد للفكرة المطروحة، لكن يشكو منها أيضا بعض رموز الثورة والمشاهير الذين تعد تغريداتهم على تويتر مؤثرة إلى حد ما على قطاع عريض نسبيا من الشباب، لدرجة أن د. حازم عبد العظيم قد سخر مؤخرا على تويتر من غياب السباب والشتائم على ما يكتب بتغريدة قال فيها «حقيقى أنا منبهر من القدرات التنظيمية للجان الإخوان الإلكترونية! وحشتونى أنتوا فين؟ من يوم الجمعة اختفيتم؟ لا أسكت الله لكم حسا».
 
وفى المقابل يرى د. صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن ما نشهده اليوم من ظاهرة إعلام الرئيس هو أمر طبيعى جدا ومعتاد عليه، فكل الجرائد الحزبية فى مصر تعلى من رموزها وقياداتها فى مقابل تشويه المعارضة والإقلال من شأنها، فالأمر غير مقتصر فقط على جريدة الحزب الحاكم، مشيرا إلى أن الخطر الحقيقى على أجهزة الإعلام الرسمية المملوكة للدولة والتى تم تغيير قياداتها ليس حبا فى التغيير أكثر من محاولة لضمان الولاء والطاعة، مشيرا إلى أن التحول الديمقراطى الحقيقى والتى يصبح فيها إعلامنا إعلام دولة وليس إعلام حاكم هو أمر يحتاج إلى تدريب وثقافة لدى المسئولين.
 
أما عن اللجان الإلكترونية للإخوان فيقول: بالتأكيد هناك متابعة وتدقيق من قبلهم لما ينشر على الإنترنت، وسواء سميناها لجان متابعة أو لجاناً إلكترونية أو حتى فيلق دعاية، فقد اختلفت المسميات والهدف واحد، وهو متابعة كل مايجرى فى الفضاء الإلكترونى فى إشارة إلى أنه لو كان هناك رئيس تحرير يسيطر على الإعلام المكتوب، ووزير إعلام يسيطر على الإعلام المرئى فهناك كتائب إلكترونية لن تستطيع بأى حال من الأحوال السيطرة على ما يجرى على شبكات التواصل الاجتماعى على الإنترنت لكنها على الأقل تتابعه وتدقق فيه وتحاول دحض كل ما جاء فيه مادام ضد مصالحها.