الخميس 27 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رحلة مليـونـير صينى فـى مصـر!

رحلة مليـونـير     صينى فـى مصـر!
رحلة مليـونـير صينى فـى مصـر!


[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4

[if gte mso 9]>




 
 
«صالح ماتيانج» أشهر رجل صينى فى مصر فهو عمدة الصينيين هنا، ويحمل بين طياته شخصية مصرية كاملة التفاصيل حيث اختار لنفسه وأفراد أسرته أسماءً مصرية بدأ رحلته إلى المليون بـ200 دولار فقط، وخلال 12 عاماً أصبح أشهر رجل أعمال صينى معروف فى مصر وهو على قناعة بأن مصر وطنه الثانى الذى سيعيش ويموت فيه، فهو لديه زوجة صينية اسمها المصرى نجلاء وأبناؤه أحمد وكوثر يعيشون معه بمصر ويعلمهم العامية المصرية التى أصبح يتحدثها بطلاقة، بالإضافة إلى القرآن الكريم الذى تعلمه بالأزهر، وقد شرح لنا تفاصيل حياته العملية وسبل نجاحها وكيف استطاع أن يبدأ رحلة المليون ويكون إنساناً ناجحاً ليكون نموذجاً يحتذى به وأملا لكل من يسعى لتحقيق أحلامه. ∎
 
 متى جئت إلى مصر وما هى تفاصيل رحلتك بمصر؟
- جئت  إلى مصر عام 2000وكان عندى 24 عاما وكنت حاصلا وقتها على منحة من الصين لتعلم اللغة العربية، وكانت بمثابة تطبيق لبروتوكول تبادل ثقافى بين البلدين، وكنت أتقاضى 86 جنيها مصريا راتبا شهريا مقابل دراستى، وكل رأس مالى وقتها هو 200 دولار فقط أى740 جنيها مصريا، وكنت أعيش بمدينة البعوث الإسلامية بغرفة صغيرة جدا مساحتها لا تزيد على 7 أمتار، وكانت غرفة مشتركة بينى وبين زميل آخر فى الدراسة، ولأن مساحتها لا تستوعب سوى سرير واحد فقط فكان الآخر ينام على مرتبة فوق الأرض، واشتريت ورقا للحائط وسجادة وبعض إناءات الطعام لكى تصلح الغرفة للمعيشة بها وأنفقت مائة دولار وقتها، وتبقن معى مائة واحدة فقط.
 
∎ وماذا فعلت بالمائة الأخرى؟
- كنت خائفا جدا لأننى لا أملك غيرها ولذلك اعتمدت على قدمى فى الانتقال.
حيث مارست رياضة المشى لفترات طويلة جدا لكى أوفر ثمن المواصلات.


∎ كيف تعاملت مع المصريين وأنت لا تتحدث العربية؟
- كنت أذاكر بمعهد الدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف، وهذه الدراسة أساسها اللغة العربية، وبالتالى كنت أتحدث مع الناس باللغة العربية الفصحى، ولكن لم يفهمنى أحد وقتها فكنت أسأل عن الأماكن وأجد دهشة من الناس عندما أقول أين المسجد فيبتسمون، وهذا أعطانى إصرارًا أن أتعلم العامية حتى أتعامل معهم.


∎ لاتزال هناك 100 دولار لم تنفقها وحافظت عليها وكانت بداية رأس مالك فكيف استثمرتها؟
- سمعت عن أرض المعارض وعلمت أن العديد من الأجانب يعملون بها، فركبت الترام من رمسيس ذات يوم وكان سعر التذكرة 25 قرشا، واستكملت طريقى سيرا على الأقدام حتى ذهبت إلى أرض المعارض وعرضت على أحد التجار أن أتدرب على البيع والشراء بدون مقابل حتى أتمكن من اللغة المصرية العامية، وبالفعل وبعد مرور ثلاثة أشهر وكنت وقتها أتنقل من معرض لآخر وبدون أى عائد مادى، وكل ما كنت أنفقه هو 50 قرشا سعر تذكرة التروماى، أما عن الطعام فكان وجبتين وجبة الغداء تعد مجانية وتصرف ببون المعرض ووجبة العشاء تصرف من مدينة البعوث الإسلامية التى أعيش بها، وبعد ذلك قرر التاجر الذى كنت أعمل معه بأرض المعارض مساعدتى ببعض المنتجات والبضائع، بالإضافة إلى مكان مخصص للبيع فيه، وكان بدون مقابل حتى أتمكن من بيعها وسداد قيمتها من الأرباح وهذه كانت فرصة كبيرة بالنسبة لى، وبعد مرور عام أصبح رأس مالى  3000 دولار وبدأت أعمل لصالحى وانفصلت عنه بتجارة الملابس الجاهزة، وبلغ رأس مالى 25 ألف دولار بعد ثلاث سنوات  أى فى عام 2003 وتركت التجارة بعد ذلك وعملت فى مجال الترجمة لعمال صينيين داخل مصنع أحذية بمحافظة السويس مقابل 260 دولارًا شهريا أى ما يقرب 1300 جنيه مصرى مقابل العمل 18 ساعة أى ورديتين متواصلتين، وعلى الرغم من أننى كنت أتقاضى 2000 جنيه شهريا فى التجارة داخل المعرض وكنت أدرس وقتها ولكن العائد بالنسبة لى كان فى الخبرة وتنمية العلاقات.
 
انتقلت بعد ذلك لمرحلة أخرى حيث غامرت برأس مالى ودخلت به فى صفقة مع  صاحب المصنع  لاستيراد حاوية أحذية من الصين ولكن لكى أحظى بموافقته قبلت المخاطرة وقبول شروط الصفقة التى كانت تحملنى الخسارة كاملة، فمشاركته لى كانت بعلاقاته داخل مصر وتسويق الأحذية، وأنا بعلاقاتى فى الصين ورأس المال، فالمعادلة كانت صعبة وغير منصفة لى ولكننى وافقت على الشرط ودرست المشروع، وبالفعل قمت باستيراد حاوية تكلفتها 20 ألف دولار من رأس مالى وتم بيعها ونجحت الصفقة الحمد لله، فطلب منى التاجر بعد نجاح الصفقة مشاركتى فى مصنع الأحذية وساهم برأس المال فى الصفقات التالية وكان ذلك خلال عام  2005 وتخرجت وقتها فى كلية الدراسات الإسلامية أصول دين، وبالفعل قمنا بجلب حاويات أخرى كان عددها 6 حاويات كل شهرين.


∎ كيف انتقلت بعد ذلك إلى تجارة الرخام؟
- فكرت أثناء تجارتى فى مجال الأحذية انتقالى إلى محطة أخرى تكسبنى ثقافة وعلاقات جديدة، وسمعت وقتها عن تجارة الرخام وبدأت بتصدير الرخام من مصر إلى الصين ووجدت أنها تجارة مربحة، وعملت بها لمدة عامين وفى شهر مايو عام 2008 فتحت أول مصنع للرخام بمنطقة شق الثعبان، واستوردت الماكينات اللازمة فى صناعة الرخام من الصين.
- بعد ذلك فتحت المصنع الثانى للجرانيت عام 2010 وهذا المصنع كان بشراكة تاجر مصرى ولكننى عانيت معه جدا بسبب سوء معاملته وطمعه، وعدم تقبله فكرة الشريك الأجنبى، وأدت المشاكل إلى الانفصال عنه تماما.


∎ متى تزوجت إذن، وكيف تعرفت على زوجتك؟
- تزوجت من نجلاء قبل مجيئى مصر بثلاثة أشهر وكانت حامل بكوثر، وجاءت مع ابنتى عام 2003 ودرست بالأزهر وساعدتها لتتعلم اللغة العربية، وأنجبت أحمد عام 2008.


∎ أنت تعيش فى مصر منذ عام 2000 فما هى المهارات التى اكتسبتها من الشعب المصرى؟
- أنا أحب الشعب المصرى كثيرا لأنه شعب طيب ويتمتع بخفة الظل وسرعة التواصل مع الآخرين ولأنى قريب من طباع المصريين تأقلمت معهم بسرعة، كما استفدت من علاقتى بهم فى العمل ولكن مصر مثل أى دولة فى العالم يوجد بها أفراد سيئون يستنكرون فكرة عمل الأجانب أو شراكتهم، ويعد هذا جهلا منهم بمصلحة الدولة لأن هذا يمثل استثمارا لمصر، وكما يعود على الأجانب بالمنفعة يعود أيضا على المصريين، فهذا عدم وعى ومعرفة بأمور الاقتصاد، أيضا لى أصدقاء مصريون وعلاقاتنا وطيدة جدا وهم خير العون والأصدقاء بعد الله، بالإضافة إلى أن طبيعة المجتمع مناسبة للمسلمين الأجانب وأنا أحب الحياة هنا.


∎ صالح أنت تقيم فى مصر منذ 12 عاما هل ستعود إلى وطنك مرة أخرى؟
- لا.. أنا أحب الحياة هنا حتى الموت فمصر أول بلد مسلم أزوره، أنا حاليا عندما أزور الصين أشعر بالغربة وأجد صعوبة فى التعامل مع الشعب الصينى، فالشعب الصينى عملى جدا بطبيعته وغير منفتح وكل فرد فى حاله على عكس طبيعة الشعب المصرى ودود، ومحب للمساعدة والعون، كما أن جميع مشروعاتى ورأس مالى هنا فى مصر.


∎ أعلم أنك تعتبر عمدة الصينيين فى مصر.. ماذا تقدم لهم؟
- أولاً أنا أعرف معظم الصينيين بمصر، واهتم كثيرا بشئونهم سواء كانوا طلبة أو عمالا فأنا أقتطع جزءًا من أرباحى كل عام وأقدمها للطلبة الصينيين بمدينة البعوث الإسلامية، أيضا أشارك فى جمعيات ومؤسسات الأيتام المصرية لأن الدين الإسلامى يأمر بهذا، وكان لى أكثر من عمل خيرى معهم وأساعد من يحتاج سواء مصريا أو صينيا بعلاقاتى  وأموالى.
 
∎ ما هى نسبة الاستثمارات الصينية بمصر حاليا؟
- استيرادات مصر من الصين فى 2011 تصل إلى 2 مليون دولار، أما صادرات مصر فتقدر بـ051 مليون دولار والفارق كبير جدا ، وهناك حاليا حوالى 1100 شركة صينية صغيرة مسجلة بالسفارة الصينية بالإضافة إلى بعض الشركات غير المسجلة.
 
∎ ما عدد الصينيين فى مصر قبل وبعد الثورة؟
- حاليا يصل عددهم إلى 15 ألف مواطن صينى، على العكس قبل الثورة كان عددهم 40 ألفا، ولكن من المتوقع عودتهم مرة أخرى بعد استقرار الأمور.
كما أن كثيرا من الصينيين يتزوجون المصريات فالمرأة المصرية جميلة، وخفيفة ظل وهم حوالى 10 آلاف صينى.


∎ بالرغم أنك تحب الحياة بمصر تعلم ابنتك فى الصين ما السبب؟
- التعليم فى مصر سيئ ومعظم السنة الدراسية إجازات، ولكن السنة الدراسية فى الصين 10 شهور كاملة وهذا يمنح الطفل النشاط والذكاء ويجعله غير متكاسل، بالإضافة إلى عدد ساعات اليوم الدراسى التى تبدأ من 8 صباحا حتى 5 مساء على عكس الدراسة بمصر.
 
∎ ما علاقتك بالجمعية المصرية- الصينية للتبادل الثقافى؟
- من خلال عملى فى محافظة السويس تعرفت على د. على الزيات نائب رئيس جامعة قناة السويس ومن هنا جاءت لى فكرة الجمعية لتبادل الطلاب فى الخبرات الثقافية والاجتماعية والفنون لتوطيد أواصر الصلة بين البلدين، خاصة أن الجامعة تضم عددًا كبيرًا من الطلبة الصينيين وهذا يتيح لهم الفرصة بشكل أكبر فى الاندماج داخل المجتمع المصرى، وبالفعل أنشأنا الجمعية عام 2007 وكان من خلالها يتم تنظيم الحفلات والمؤتمرات الدولية وعقد البروتوكولات العلمية والفنية، كما أنها وسيلة لعقد اتفاقات اقتصادية فقد جلبت حوالى 20رجل أعمال صينى للعمل بمصر من خلال الجمعية، وأخيرا عقد مؤتمر القمة العربية- الصينية للمرأة الذى أوصى بتطوير سبل التعاون والخبرات بين البلدين.
 
∎ ماالشىء الذى يحتاجه المواطن المصرى لكى يصبح رجل أعمال ناجحا؟
- المصرى فى الخارج رجل أعمال ناجح، والمواطن المصرى يحتاج إلى منظومة وآلية عمل جيدة وقانون صارم ومقابل مادى، والدليل على ذلك أن معظم العاملين فى الخارج من المصريين أطباء ومهندسون ورجال الأعمال  وهم الأكثر التزاما فى عملهم  لا نجد أحدًا منهم على المقاهى .∎