الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«السينما» تنتصر للحب والثورة وأشياء أخرى!

«السينما» تنتصر    للحب والثورة وأشياء أخرى!
«السينما» تنتصر للحب والثورة وأشياء أخرى!


[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4

[if gte mso 9]>




 


بعد أن وقع اختيار إدارة مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الخامسة والثلاثين على الفيلم المصرى «الشتا إللى فات» ليصبح فيلم الافتتاح لهذه الدورة، ذلك العمل الذى استطاع أن يفرض وجوده حول العالم من خلال مشاركته بمهرجان فينسيا، المهرجان الأكثر قسوة على الإطلاق فى الحكم على الأعمال الفنية الجيدة لهذا جاء ترشيحه وباختصار.. الفيلم  كان مجرد فكرة تحدى بها أبطال الفيلم كل العوائق الإنتاجية لشدة إيمانهم بقيمة هذا العمل، الذى تدور أحداثه حول خبير تكنولوجيا المعلومات كنموذج للشاب المصرى، والمذيعة، كنموذج للوجه الصامت للإعلام المصرى وقت الثورة، ولتكتمل أعضاء المثلث لنجد ضابط الشرطة، وما أدراك ما ضابط الشرطة حيث التعذيب والقهر والذل، كل هذا من خلال الحدث الأهم فى حياة المصريين وثورة 25 يناير ما قبل اندلاعها وأثناء اندلاعها وما بعد ذلك فى إيجاز.
 
أدار ندوة الفيلم الناقد الكبير رفيق الصبان، والذى أشاد بالفيلم و موضوعه وأداء أبطاله مؤكدا على كونه واحدا من أهم الأعمال التى صنعت على غرار ثورة يناير ولكن كانت المفاجأة عندما تأكد لدى الجميع عدم حضور أى من أبطال العمل والسبب اعتصامهم بميدان التحرير، ومن جهة أخرى التزام مخرج العمل إبراهيم البطوط بموعد عرض آخر من خلال البرلمان الأوروبى، ولكن بعد ثوان قليلة من بدء الندوة حضر الفنان الشاب «صلاح حنفى» الذى قام بتجسيد دور الضابط والذى بادر بالاعتذار عن التأخير على الموعد المحدد ونيابته عن بقية أبطال الفيلم.
 
فى البداية أبدى الناقد الكبير رفيق الصبان إعجابه الشديد بالقسوة الخفية الناعمة لضابط أمن الدولة والذى قام بتجسيد دوره الفنان الشاب صلاح حنفى بمهارة شديدة حيث أكد على مدى المصداقية التى تمتع بها صلاح خاصة أن الورق فى غاية الصعوبة.
 
وهنا يعلق صلاح قائلا: «الحمد لله لقد حرصت على مذاكرة كل تفصيلة خاصة بدورى فى الفيلم والفيلم قائم على مدرسة الارتجال كان مجرد ست صفحات، ثم أصبح تسعة، فالحوار بالكامل مجهود ذاتى مننا جميعا، فجميع الشخصيات حقيقية من الواقع، ويكفينى رأى ناقد كبير بحجم رفيق الصبان الذى يعد «نيشان» على صدرى لمدى الحياة».
 
وعن فكرة العمل قال صلاح: من خلال الفيلم نشاهد أحد المشاهد الخاصة باعتراف أحد المعتقلين بحجم التعذيب الذى تعرض له أثناء تواجده بالمعتقل، هذا الشخص هو محمود البطوط شقيق إبراهيم البطوط وبالفعل فقد تم اعتقاله أثناء عمله كمراسل بالبوسنة والهرسك، فمن خلال هذا المشهد الحقيقى أوحى لنا بالفكرة التى بثت طاقة متفجرة بداخلنا جميعا و الإصرار على إتمام العمل، وبالفعل وعدنا بالإنتاج من قبل عدد من شركات الإنتاج و لم يحدث إلى أن قررنا إنتاج العمل بشكل مستقل تماما والحمد لله أعتقد أن هذه الطاقة انتابت العالم كله عندما شاهدوا الفيلم.
 
وبمناقشة بطل الفيلم صلاح حنفى باعتباره منتجا مشاركا فى العمل ببعض المشاهد والتى منها مشهد البداية الذى يجمع بين عمرو واكد وفرح يوسف ومن خلاله يقوم الاثنان بتقبيل بعضهما قال: من خلال هذا المشهد كنا نود توضيح العلاقة العاطفية التى تجمع بين عمرو وفرح دون الخوض فى تفاصيل والتركيز أكثر على العلاقة الإنسانية بين شخصيات العمل الثلاثة و فى الوقت نفسه هى رسالة أمل نبعث بها إلى الجمهور بأنه مازال هناك أمل فى غد أفضل.
 
من جهه أخرى فسر صلاح تجاهل الفيلم للخطاب الثانى للرئيس السابق محمد حسنى مبارك وما بثه من تعاطف من الشعب تجاهه وتركيزه على وجهة نظر دون التعرض لجميع وجهات النظر: إننى متفق مع هذا الرأى ولكن مدة الفيلم ساعة ونصف المطلوب إبراز علاقة إنسانية بحتة بين أبطال العمل ولكن ربما هذا ظهر واضحا من خلال مشهد التحقيق بالمدرسة وعرض موجز لجميع الآراء لبعض من الشخصيات التى تم القبض عليها داخل ميدان التحرير.
 
مشهد آخر أثير حوله الجدل وهو مشهد النهاية والذى من خلاله نشاهد رجل أمن الدولة الذى يعود إلى عائلته وكأن شيئا لم يكن دون توضيح مصير هذا الضابط الذى مارس جميع أشكال التعذيب مع شباب بلده: دائما وما هو معروف عن مخرج العمل إبراهيم البطوط ونهاية أعماله التى تظل مفتوحة تطرح على المشاهد العديد من الأسئلة ومن خلال هذا المشهد يظل السؤال الأهم هل بالفعل تم القضاء على هذه الفئة من الشعب؟! هل رحلوا للأبد؟! أم أنه لا سبيل للقضاء عليهم، هل عادوا وأعتقد أننا خلال الفترة الماضية أصبحت الإجابة واضحة لنا جميعا  ومن وجهة نظر الفيلم أن ابتعاد هذا الرجل عن منصبه وسلطته هو العقاب الأعظم بالنسبة له.
 
وعن الصمت الغالب على الحوار ضمن أحداث الفيلم قال صلاح: «من خلال هذا العمل قد يكون الصمت أكثر تعبيرا من الكلام، فكل شخصية لها حالة نفسية ومزاجية خاصة جدا فمثلا عمرو هو شاب تم اعتقاله عاش لمدة عامين فى عزلة عن الآخرين، بالإضافة إلى موت أمه كل هذا جعل من الصمت سمة خاصة جدا فى شخصيته.