الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خسرت صحفياً بسبب علاقتى بالسادات وشاركت فى مظاهرات ضده

خسرت صحفياً بسبب علاقتى بالسادات وشاركت فى مظاهرات ضده
خسرت صحفياً بسبب علاقتى بالسادات وشاركت فى مظاهرات ضده


فى دار الهلال، حيث مقر عملها، تجلس شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات، الكاتبة الصحفية الكبيرة سكينة السادات فى غرفة ملأت أركانها بصور أنور السادات، إحداها وهو بزيه العسكرى، وأخرى وهو يؤدى الصلاة بجلبابه، وصورة ثالثة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وصورة لها..  جلست الكاتبة الكبيرة خلف مكتبها الذى تتكاثر عليه الأوراق والصحف والمجلات، لتتحدث إلينا عن دور الرئيس البارز فى حياتها، وعن علاقته بها، «السادات» الوالد والأخ.

بداية، كيف بدأت عملك كصحفية؟ وما دور الرئيس الراحل فى ذلك؟
- «هوديكى دار الهلال وهقوله لو مانفعتش اطردها»، هكذا أجابنى أخى السادات عندما أبديت له رغبتى فى العمل ككاتبة صحفية وأنا مازلت بالمرحلة الثانوية، فمنذ صغرى وأنا طالبة بالمدرسة ظهرت مهاراتى الكتابية فى موضوعات الإنشاء، فالرئيس السادات كان جادًا إلى أقصى حد، فقال لى إن لم أبد نجاحا فى هذه المهنة سيجعلنى أتركها على الفور، ولكن فكري باشا أباظة رئيس التحرير حينئذ انبهر بنتيجة الاختبار الذى أجراه لى، وتم تعيينى بعدما تخرجت بكلية الآداب قسم الاجتماع بـ25 جنيهًا شهريًا، ويرجع الفضل فى تعيينى بهذه الدار بالأخص إلى الرئيس السادات، نظرًا لعمله بمجلة المصور لفترة من عمره فور خروجه من المعتقل.
إلى أى مدى تأثرت بقلم السادات الصحفى وأثر وضعه كرئيس للجمهورية على اتجاهاتك؟
- دائمًا ما كان يردد لى: «انت فى دار الهلال سكينة السادات الصحفية»، الرئيس السادات دائمًا ما كان يكرر قوله لنا بأن علاقته بنا كجزء من الشعب لا يجب أن تتأثر بصلة الأخوة بيننا، فكل منا عليه ممارسة عمله بأمانة دون النظر إلى منصبه كرئيس للجمهورية، فأنا ومنذ صغرى كنت دائمًا ما أقرأ له كتاباته وحرصه على الاطلاع على آراء الجميع، لكنى لم أتأثر بها قط، فلى قلمى الصحفى واتجاهاتى الخاصة بى،  حتى إننى تظاهرت مع الشعب ضد قراراته بعدما تراجعت قيمة الجنيه المصرى،  فرفعنا جميعًا شعارات أمثال «يا سادات يا سادات الدولار بقى بجنيه»، «أنور بيه يا أنور بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه».
هل أزعجتك صلتك بالرئيس السادات كأخ وارتباط اسمك الصحفى به؟
- نعم، «أنا أكتر واحدة خسرت بسبب صلتى بأخويا الرئيس السادات»، فدائما ما كان يصيبنى الضيق عندما يربطون اسمى الصحفى باسم أخويا، فلى تفكيرى واتجاهى الصحفى الخاص وكنت دائما أحاول إثبات ذاتى بالمهنة حتى لا يقال فى يوم ما «نجحت عشان أخت الرئيس»، ولكن علاقتى بأخى أثرت بالسلب على مستقبلى الصحفى ووضعى وسط زملائى، فدائمًا ما كنت أحصل على أقل المكافآت وحتى الآن إذا ما قورنت بمن هم على نفس وضعى،  إلى جانب منعى من رئاسة مجلة حواء رغم ترشيحى لها ثلاث مرات، كل هذا بسبب ورقة كتبها السادات واحتفظ بها، تلك الورقة التى كتب بها «لأنها شقيقتى».
حدثينا عن السادات الأخ وعن شخصيته داخل المنزل؟
- «مكنتش أقدر أطلب منه فلوس زيادة وأنا مسافرة ممنوع»، رغم شخصية أخى القوية معنا إلا أنه كان الأب والأخ الحنون والمسئول عنا جميعًا، لا أحد يتخذ قرارًا بالزواج أو الالتحاق بإحدى الجامعات إلا بأمر منه، فهو من تولى تحمل مسئوليتى التعليمية والمعيشية وأعباء زواجى المادية أيضًا، كما ألحقنى بالجامعة الأمريكية للحصول على دورة بالصحافة والإعلام، فالسادات لم يشعر من حوله يوما بكونه رئيسًا للجمهورية، فبوصوله لبلدتنا يبدأ بارتداء الجلباب، وتناول الطعام على «الطبلية»، إلى جانب الجلوس مع الفلاحين والاستماع إليهم. ورغم أنه رجل سياسى مخضرم، إلا أنه كان محبًا للمرح فى بعض الأوقات، فكانت متعته فى الاستماع إلى قصائد أم كلثوم، وأغانى فريد الأطرش وأسمهان.
هل كان لتطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى ضرورة من وجهة نظرك؟
- الانفتاح الاقتصادى كان شيئًا لابد منه، فكان لابد من الاقتصاد الحر، ولكن اليساريين هم من أشعلوا المواطنين ضد الفكر الانفتاحى،  نظرًا لتمسكهم بالتعاون مع كيانات بعينها تخدم مصالحهم، كما أن تجربة السادات الديموقراطية تعبر عن اتجاهه وتخدم سياسة الانفتاح، فهو من أنشأ المنابر وأسس الصحف الحزبية، والأحزاب التى انقلبت عليه فيما بعد.
إلى أى مدى اختلفت شخصية الرئيس الراحل وقت الحرب؟
- الرئيس السادات لم يظهر لأحد للحظة واحدة أنه كان سيتخذ قرارًا بالحرب، فعائلته لم يكن لها أى علاقة بعمله وسياساته، ففى أحد الأيام تمت دعوتى لرحلة بجنوب شرق آسيا لحضور أحد المؤتمرات، ورأس هذه الرحلة مصطفى غنيم مدير تحرير الأخبار وقتئذ، فذهبت لأخى السادات كى أعلمه بهذا المؤتمر وأحصل على موافقته على السفر. «موافق تروحى بس قبل أول أكتوبر تكونوا هنا»، ففى هذه الفترة اتخذ السادات قرار الحرب لكنه لم يعلم أحدًا.
هل حقًا ترين أن التاريخ تجاهل دور الرئيس السادات بحرب أكتوبر كما ذكرت بعض الصحف؟
- هذه مجرد أقاويل ليس لها أساس من الصحة، فهو من اتخذ قرار الحرب وقام بوضع خطة الخداع الاستراتيجى، وهو من قام بتدريب الجنود والإشراف عليهم ومتابعتهم، فالرئيس السادات هو من كبد إسرائيل أولى وأكبر هزائمها فى التاريخ، ولكن لم يأخذ حقه كما يجب كأول عربى ينتصر على إسرائيل.
ما أوجه التشابه بين الرئيس الراحل السادات والرئيس السيسى؟
- كلاهما أتى فى ظروف صعبة واتبع نفس السياسة، سياسة الخداع الاستراتيجى،  فالسادات دائمًا ما كان يظهر فى خطاباته أنه لا يمتلك القدرة لمحاربة إسرائيل وأن الدولة ليس لديها إمكانيات لذلك، وقام بخداع الشعب بقيامه بالتعبئة للحرب 4 مرات دون اتخاذ خطوة جادة، إلى أن اقتنع الشعب أنه لن يحدث الصدام مع إسرائيل أبدا، ولم يعد أحد يصدقه أو يثق به، حتى تفاجأ الجميع بقرار الحرب واستعداد الجيش بكامل قوته وجنوده، ومن بعد ذلك تحقيق الانتصار. •