الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«هاجر» صاحبة فرقة ليلة الحناء: الحنّانة لازم ترقص وتغنى

«هاجر» صاحبة فرقة ليلة الحناء: الحنّانة لازم ترقص وتغنى
«هاجر» صاحبة فرقة ليلة الحناء: الحنّانة لازم ترقص وتغنى


ليلة الحنة من أهم ليالى العمر عند العروسة، فهو اليوم الذى تودع فيه العذوبية باحتفال صاخب مع أصدقائها بين الرقصات والزغاريد والضحك والفرحة من كل المحيطين بها.
«الحنّانة» ظاهرة انتشرت منذ أعوام ليست قليلة، لكن أصبح لها شكل جديد ومختلف تمامًا عن الأعوام السابقة، فقديمًا كانت الفتيات يتجمعن ويرقصن على أنغام الموسيقى وتقوم أم العروس  بوضع الحنة الحمراء على أيدى وقَدَم ابنتها وكل صديقاتها، مضافًا إليها «دم الغزال»، لتضفى عليهن أنوثة وجمالًا.
وأصبح من طقوس هذا اليوم «الحنّانة» التى تحضر معها ملابس مختلفة لترتديها العروس وترقص على الأنغام المناسبة لكل «طقم»، ملابس تحمل الطابع الصعيدى،  وأخرى الطابع الإسبانى، والطابع الاستوائى وأخرى إفريقية وهندية والكثير والكثير من الأشكال المختلفة للملابس التى تختار منها العروس ما تريده، بالإضافة إلى الرسومات المختلفة للحنة التى تشبه فى نقوشها الحنة الهندية والتاتو.
«صفحة الحنانات»
هاجر جمعة، فتاة مجتهدة فى عامها الخامس والعشرين، تدرس فى عامها الأخير بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بعد أن توقفت عن الدراسة لعامين لظروف أسرية، ولكن هذا لم يمنعها من تحقيق شغفها، فمنذ خمس سنوات كانت تهوى رسم الحنة لزميلاتها بالجامعة، وكانت تحصل على أفكار للرسومات عبر صفحات «الحنّانات» من خلال الفيس بوك.
قالت هاجر إن الصدفة لعبت معها دورًا كبيرًا فى تحقيق ما تطمح إليه،بل أكثر مما كانت تريده، ففى إحدى المرّات حينما كانت تبحث عن أفكار للرسومات كالمعتاد وجدت أن رسمة لها منشورة بإحدى الصفحات، فقامت بالحديث مع الحنّانة صاحبة الصفحة، التى اتفقت معها على أن تعمل بجانبها فى فرقة «شو الحنة» الذى تنفذه مع «العرايس».
وبعد عدة أشهر انحلّت الفرقة، ومن بعدها قررت  هاجر أن تنشئ فرقتها الخاصة «حنة العروسة»، ورُغم رفض ذويها فى البداية فإنهم وافقوها عندما وجدوا أن مشروع ابنتهم فى إطار «ليلة للبنات وبس»، بالإضافة إلى كونه فقط لعدة أيام فى الشهر بجانب دراستها، فضلًا عن وجود أختها معها بالفرقة، لذا فهما الاثنتان ستدعمان بعضهما البعض.
 وقالت هاجر إن أكثر ما يخيفها هو دخولها لمنازل غريبة كل فترة، رُغم تأكيدها أن معظم حفلات ليلة الحنة التى تذهب إليها تكون عن طريق الأصدقاء، وكونت من خلالهم دائرة واسعة من المعارف قبل أن تنشئ صفحتها الشخصية على «فيس بوك» للدعاية، وقامت بنشر الإعلانات المدفوعة، ولكنها أكدت أنها تعتمد فى الأساس على المعارف.
واستأنفت: أخشى التعامل مع الأشخاص الغريبة حتى إذا كنت تعاقدت معهم وفقًا لدائرة المعارف، وأكثر ما أتجنبه هو تأثير مشاكلى الشخصية على عملى،  فمهما حدث لى فى يومى أو أيّا كان ما واجهته يجب عليّ فى نهاية اليوم أن أبتسم وأرقص وأغنى مع العروس لإسعادها.
وروت: فى أحد الأيام توفّى أحد أقاربى وكنت قد تعاقدت مسبقًا على إحياء ليلة حنة، وبما أن الفتاة التى ستتزوج ليس لها ذنب فى أن تفسد ليلة حنتها اضطررت إلى الذهاب وتغيير ألوان ملابسى قبل دخول منزلها وقدمت لها ليلة حنة سعيدة معها ومع أصدقائها.
«70 طقم غناء»
ذكرت هاجر أنها عندما فكرت فى إنشاء الفرقة لم تكن تملك الكثير من المال، فقط القليل منه والذى حصلت عليه من عملها فى رسم الحنة لزميلاتها بالجامعة، ومن خلاله بدأت بشراء الملابس قطعة تلو الأخرى حتى وصل مجموع أطقم الحنة إلى الآن سبعين طقمًا.
وبالنسبة لطقوس ليلة الحنة، قالت هاجر إنها تذهب مبكرًا إلى العروس فى منزلها وترسم لها الحنة بالأشكال التى ترغب بها من الإنترنت أو على ذوق الحنّانة، ثم تنتظر حتى تجف الحنة تمامًا من على جسدها ويبدأ «شو الحنة».
 «الشو فرحة لأى بنت»، فتختار العروس سبعة أطقم أو أكثر حسبما تفضل، وتقوم هاجر هى وفرقتها بتشغيل الأغانى تباعًا حسب كل طقم.. وعودة إلى الحنة قالت هاجر إنها تحرص على إخبار العروس أن تقوم بالخضوع لجلسات تقشير وتنظيف البشرة قبل الحنة بعدة أيام وليس فى نفس اليوم حتى لا تتعرض لالتهابات فى الجلد، فالمسام ستكون مازالت مفتوحة، وأكدت أن الحنة التى تستخدمها طبيعية للغاية وبدون أى أكسجين، فقط تستخدم الحنة الطبيعية مع الماء الدافئ.
فرقة حنة العروسة
أمّا عن فرص التوظيف والرواتب بفرقة «حنة العروسة»، قالت هاجر إن الفرقة مكونة من ثلاث أو 4 فتيات، وأى فتاة تترك الفرقة فالتى تأتى بدلًا منها تتدرب فترة قليلة، والمقابل يكون فى آخر يوم كل حنة، وقالت إن من تعمل معها لا تعتمد على الفرقة فقط، بل إنهن يعملن فى الصباح بإحدى الشركات وفى المساء «حنّانات».
أمّا عن هاجر نفسها فهى الأخرى لا تعتمد على ليالى الحنة فقط، ولكنها لا ترغب فى أن تتقيد بمواعيد إدارية فى أى مكان، لذا فهى تعمل بمجال الحنة أيضًا ولكن فى «البيوتى سنتر أو الكوافير» حسب الطلب.
وقالت هاجر إنها تطور من نفسها وعملها، وآخر ما أضافته لشو الحنة هو «سيشن التصوير»؛ بحيث تقوم بتحضير «لوكيشن مصغر»  بحيث تلتقط  كل عروس الصور مع اللوكيشن الملائم للطقم الذى ترتديه، وكل ذلك داخل غرفة منزلها. •