السبت 4 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الراجل الحنين رزق !!

الراجل الحنين رزق !!
الراجل الحنين رزق !!


" مفيش راجل رزق ولا فرفوش .. اقعدي كلي شيبسي واشربي بيبسي ونامي ملكة على سريرك، لا فرفوش يقولك اعلميلي شاي ولا حنين يقولك اغسليلي هدومي ولا يقولك أنك بنتي ويمرمطك من طبخ لغسيل لمكوى، بذمتك في أب يعمل ف بنته كده!"

هكذا عبر إسلام درويش الشاب العشريني عما يدور بذهنه عند سماعه لتلك العبارة المتداولة بين الفتيات "الراجل الحنين الفرفوش رزق"، موضحا أن غالبية الرجال يوهمون الفتيات فى بداية العلاقة والتعارف بكم هم يشعرون بهن وليسوا ظالمين، فيحدث الشاب الفتاة بأنها بعد زواجها منه سيحمل عنها جميع أعباء المنزل وسيساعدها فى هذه وتلك، "يعملها البحر طحينة" هكذا قال إسلام، ولكن كيف هو الحال بعد الزواج؟ هل يفى الرجل بوعده؟ هل يعرض على الأقل المساعدة فى أبسط أعمال المنزل؟ هل هناك الفتاة التي قابلت الفرفوش؟
ونجد بسمة محمد المتزوجة منذ أكثر من عام ونصف والتي تغيرت حياتها بالأكمل بعد الزواج، وبعد أن أصبحت أما لأول طفل لها. روت بسمة كيف أن هذه الحياة أبعدتها كثيرا عن أصحابها وأقاربها وعن جميع الممارسات الترفيهية التي تعتاد عليها منذ صغرها، فأعمال المنزل لم تمهلها حتى فرصة الاعتناء بنفسها، خاصة بعد أن انشغل يومها بأكمله بطفلها.
"كلمات أشد من الرصاص"
"جربت متنامش 4 ساعات متواصل لمدة سنة كاملة!، جربت تتحبس ف البيت بالشهور متخرجش وماتقابلش ناس عشان خايف ع ابنك ياخد برد!، جربت تعزل نفسك عن العالم وتبعد عن كل حاجة بتحبها عشان تهتم بابنك!، جربت تشيل مسئولية الاهتمام ببيت كامل بكل طلباته ومسئولياته وبزوج مع كل ده! جربت حاجات كتير ممكن تتعبك نفسيا وعصبيا ومش من حقك تشتكي ولا تتعب كأنك مش بني آدم!".
 هكذا عبرت بسمة عن معاناتها التي تعيشها منذ زواجها، ليأتي رجل بعد كل هذا ويقول لها "انتي ست نكدية"، مؤكدة كم الألم النفسي الذي تشعر به بسماعها لهذه الكلمة من زوجها، الذي لابد أن يكون أكثر الشاعرين بها وبمعاناتها، معبرة عما تسمعه بأنه عنف نفسي موجه للمرأة بشكل دائم، فهي الشخص الدائم الوصف بـ "الكائن النكدي"، مؤكدة أن المرأة إذا شعرت باهتمام من حولها ومراعاتهم لحالتها وتقديرهم لمجهوداتها وتضحياتها منذ صغرها بكلمة رقيقة تقال في أوقات التعب، فلا يمكنها أن تكون هذا الكائن "النكدي" على الإطلاق.
وأكدت لنا هاجر أحمد الفتاة الأسوانية فكرة العنف النفسي، والذي تراه أشد قسوة كثيرا من العنف الجسدي، فالأثر الذي تتركه بعض الكلمات التي تقال فى لحظات عابرة وكذلك بعض الأفعال لا ينسى مهما مر الزمان، وخاصة مع ضعفاء الثقة بأنفسهم، فهي فتاة وهبتها بلدها وطبيعة أجوائها لونها المميز الخاص بها بين الكثير من الفتيات، والذي أعطى لها جمالا خاصا لا يفهمه الكثيرون.
 "يا سودة، يا شيكابالا، يا ستوونة"، هكذا انطلقت العبارات تخترق أذني هاجر منذ الصغر، خاصة من أحد جيرانها الذي كانت بشرته بيضاء إلى حد كبير هو وأخته، ودائما ما كان يقال لها إنها لن تتزوج بسبب لونها ولن يقبل أحد من الشباب على الارتباط بها،  لكن هذه الكلمات لم تخترق قلبها ونفسيتها، ولم تؤثر فيها، فهي منذ صغرها ترى بأنها مميزة بلونها و لم تشبه الكثيرين ممن حولها.
"عندما قدم أحمد دبلة الخطوبة لأخته"
 ولكن "الرجل الحنين الفرفوش" كما يقال لا ترتبط فقط بالزوج أو الحبيب لكنها أحيانا للأخ الذي يفعل كل ما بوسعه كي يحمي أخواته من كل ما يزعجهن ويسبب لهن القلق والحزن، حتى أنه أثناء تواجده بعمله يصل به الوضع أحيانا إلى عدم التركيز فيما يقوم به من مهام نظرا لانشغاله الزائد على أخواته، فينهال عليهن بالاتصالات والرسائل طوال غيابه عن المنزل، ليس قلة ثقة فيهن ولكن من شدة تعلقه بهن وحبهم جميعهم لبعضهم البعض، هذا هو حال أحمد ناصر، شاب بمنتصف العشرينيات، ودائما ما يرى أنه خلق لإسعاد أخواته البنات، وكرس حياته لهن، ولا يستطيع الاستمتاع بأي لحظة بحياته وهو يعلم أن إحدى أخواته حزينة أو منزعجة لأي سبب مهما كان بسيطا.
ولكن فى يوم حكم القدر على إحدى أخواته أن تفسخ خطبتها ولا تتم من شاب أحبته كثيرا، ولسوء الحظ أن هذه الفتاة كانت الأقرب إلى قلب أحمد، يعرفن عن بعضهما ما لا يعرفه أحد سواهما، ولاحظ أحمد حالة الحزن والاكتئاب التي سيطرت على أخته بعدما حدث لها وفشلت جميع محاولاته لإخراجها مما هي فيه، فشعر كأن المنزل بأكمله سيطرت عليه هالة سوداء بسبب غياب ابتسامة أخته وانطفائها الذي أصبح واضحاً للجميع.
وفى يوم علم أحمد وأخته بخطبة حبيبها السابق من إحدى فتيات الجيران وبقاعة أفراح قريبة من منزلهما، وكم كان وقع هذا الخبر أليماً على أحمد أكثر من أخته نفسها لأنه يعلم جيداً إلى أي مدى ستتأثر عند علمها بهذا الأمر، لكنه قرر أن يجعل من هذا اليوم يوماً مميزاً لن ينسى وأن يجعلها تفرح فيه أكثر من فرحتها من لو كانت تمت خطبتها بهذا الشاب.
فقام أحمد بشراء بدلة فرح له وأجمل الفساتين لأخته وقررا الذهاب لقاعة الفرح  ذاتها التي بها خطيبها السابق، لكنهما لم يصافحا العروسين، وقاما بالرقص سوا على الأغاني الرومانسية وسمعا زغاريد جميع من بالقاعة عندما علموا بأنهما أخوات وليسا حبيبين، وقام أحمد بتقديم دبلة لأخته وسط الناس، "اتفقنا إننا مانشيلش الدبلة دي لآخر نفس فينا، وطول ما احنا سند لبعض مفيش حاجة هتزعلنا وخسارة نزعل على اللي سابنا".
 وبعد انتهاء الاحتفال الذي لم يكن لهما منذ البداية، "خرجنا اتفسحنا سوا وجبنا بيتزا وقعدنا ف كافيه لـ 2 بليل نهزر ونضحك واتفقنا اننا نضحك طول ما احنا مع بعض"، هكذا عبر أحمد عن السند والرزق الحقيقي بالحياة، مؤكدا أن الرجل خلق لإسعاد المرأة، فعندما تصبح سعيدة ستعمل جاهدة على إسعاده هو الآخر. •