الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إحنا شركاء فى تعليم ولادنا

إحنا شركاء فى تعليم ولادنا
إحنا شركاء فى تعليم ولادنا


قبل نحو 8 سنوت أو أكثر قليلًا فكرت أم الطفلتين «سلمى وسارة» أن تجمع من تعرفهن من أمهات زميلات  ابنتيها فى مجموعة أو جروب على فيس بوك، ليتواصلن معا حول المناهج وقرارات الوزارة فيما يخص تعليم أولادهن.

وقتها كانت الطفلتان التوءم فى مرحلة رياض الأطفال، وبوصولهما الآن للصف الأول الإعدادى،  ووصول أخيهما عمر للخامس الابتدائى،  أصبح الجروب الذى أسسته والدتهم «عبير أحمد» يضم 45 ألفًا من أولياء الأمور من مختلف المحافظات، وتدعى مؤسسته عبير لحضور الكثير من اللقاءات الرسمية بوزارة التربية والتعليم، باعتبارها ممثلة- من بين ممثلين آخرين- عن أولياء أمور مدارس مصر.

واستطاع الجروب الذى يحمل اسم «اتحاد أمهات  مصر للنهوض بالتعليم» وتأسس رسميا فى بداية عام 2016، أن يساهم فى إيصال رأى أولياء الأمور ومشكلاتهم إلى مسئولى وزارة التربية والتعليم، وإلى لجنة التعليم فى مجلس الشعب، وجذب الجروب الذى يحمل مشكلات وأفكار ومقترحات أولياء الأمور، وزير التربية والتعليم د.طارق شوقى -ومن قبله د.محمود أبو النصر- لأن يتفاعل ويرد على ما ينشر فيه، بحسب عبير.

أعضاء الجروب وليس مؤسسته فقط، أصبحوا ضيوفًا فى الكثير من البرامج التليفزيونية، بعدما أصبح «لاتحادهم» دور كبير فى التعبير عن مشكلات التعليم، خاصة بعد أن نجحوا-بحسب وجهة نظرهم- فى أن يصدر قرار من وزير التربية والتعليم بإلغاء امتحان الميدتيرم، أو امتحان منتصف الفصل الدراسى،  بعد أن نقلوا مطالب أولياء الأمور بأن هذا الامتحان يمثل عبئًا على الطلاب، خاصة أن الجزء الذى يتم الامتحان فيه، يذاكره الطالب مرة أخرى فى امتحان نصف العام الدراسى ثم امتحان آخر السنة بالنسبة للفصل الدراسى الثانى.

ونجحوا أيضًا فى أن يصدر قرار من وزير التربية والتعليم، بإلغاء احتساب درجات مادتى الرسم والكمبيوتر، ضمن مجموع درجات الطالب، واعتبارهما مادتى رسوب ونجاح فقط، بعد أن نقلوا وجهة نظرهم إلى الوزير، فى افتقار بعض المدارس إلى الإمكانيات التى تجعل من تدريس هاتين المادتين واقعًا تطبيقيًا، فضلًا عن أنهم رأوا أنه ليس من تكافؤ الفرص احتساب درجات الطلاب فى موهبة مثل الرسم دون قياس باقى المواهب التى قد يتفوق فى أحدها طالب ولا يتفوق فى الرسم.

«ادعم تعليم مصر» 

الجروب لا يقتصر فقط على الشكاوى والمقترحات، بحسب عبير، فهو يتبنى مبادرات من أجل إصلاح أحوال المدارس، آخرها مبادرة تبناها قبل أسابيع تحت شعار «ادعم تعليم مصر» لدعوة المجتمع المدنى ورجال الأعمال وأولياء الأمور إلى التبرع لإنشاء فصول أو إصلاح فصول قائمة بالفعل.

تقول عبير: «أرسلت طلبًا لرئاسة الجمهورية بفتح حساب بنكى لهذه المبادرة، تحت حساب صندوق تحيا مصر»، وبحسب الصور وردود الأفعال التى تصل  للجروب، استطاع أولياء أمور مدرسة المستقبل بالعاشر من رمضان أن يجمعوا تبرعات لإصلاح مقاعد 3 فصول ودهان حوائطها وتزويدها بالمراوح، ثم وصلت إلى 9 فصول، واستطاع أولياء أمور مدرسة فى منطقة عين شمس أن يصلحوا من حال مبنى ملحق كانت حالته سيئة-بحسب وصف عبير- واستطاع تلاميذ رياض الأطفال أن يستفيدوا من هذا المجهود، إلى جانب استجابة مدارس أخرى فى الهرم وغيرها «إحنا مش بنصدر مشاكل بس، بنحاول نساهم فى الحلول، لأن مشكلة كثافة الفصول مش هتقدر الحكومة لوحدها تحلها».

«المصداقية مش البلبلة»

لا ينشر جروب اتحاد أمهات مصر فيديوهات عن وقائع تحدث بالفصول أو المدارس، إلا بعد التأكد من صحتها «مش عايزة أعمل شو أو بلبلة، هدفى المصداقية، لازم أتاكد من صحة الفيديو أو الواقعة، عشان كده ممكن أكون آخر واحدة أنشر، يمكن بعد ما الوزارة أحيانا ترد على فيديو تم ترويجه على الفيس، ساعات ألاقى ناس بتشير فيديو لمدرس بيضرب طالب مثلا من خمس سنين، ويكون المدرس اتعاقب فعلا، طبعا لو نشرته يبقى بلبلة».

باسم أعضاء وعضوات الجروب من أولياء الأمور والمعلمين، أرسلت عبير خطابًا لرئاسة الجمهورية منذ عام تقريبا، بطلب أن يكون تطبيق النظام الجديد للتعليم من بداية السلم التعليمى،  أى من رياض الأطفال، وأيضًا يكون تطبيق التقويم التراكمى -الذى يبدأ تطبيقه فى الثانوية العامة من العام المقبل- أيضا من رياض الأطفال، واتصلوا بى من مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وقالوا لى إنهم يدرسون المقترح.

التطوير من أول السلم

باسم الجروب  تنشر عبير ومساعدوها من أولياء الأمور، بيانات بآرائهم حول كل القرارات التى تصدر عن الوزارة وتؤثر على أولادهم، تتضمن رأيهم ومقترحاتهم، وتنشرها عن الجروب وسائل الإعلام «صحف وبرامج تليفزيونية» لإيصال صوت أولياء الأمور للمسئولين، منها قلق أولياء أمور طلاب مدارس اللغات والتجريبى من إلغاء تدريس كتب المستوى الرفيع فى اللغة الأجنبية، وكان رد الوزارة أنه سيقرر كتاب بديل باسم «كونكت بلس» لكن لم يصل للمدارس بعد،  «أولياء الأمور بيدفعوا فلوس لمدارس اللغات والتجريبى عشان ولادهم يكونوا متقدمين فى اللغة، طيب دلوقت ندفعها مقابل إيه، نتمنى يكون فيه استجابة من الوزارة؟»

تقول عبير: هدف «اتحاد أمهات مصر» بحسب المنشور على الصفحة الرسمية له على الفيس بوك، هو المساهمة فى تطوير منظومة التعليم، ومساعدة المسئولين فى تحقيق ذلك من خلال توصيل مقترحات أولياء الأمور فى التطوير، ونشر شكاوى أولياء الأمور والسعى لحلها، «أمهات مصر ليس ضد التطوير ولا يرفض أى قرارات أو مقترحات من أجل الرفض، وشعارنا التطوير يبدأ من أول السلم، بالتوازى مع التطوير والتعديل الجزئى لباقى المراحل لحين تطبيق النظم الجديدة».

تقول عبير: رفضنا دعوات «الهوم سكول»، أو الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة وتحويل البيت إلى مدرسة بديلة، لأننا نعلم أهمية المدرسة فى التعليم والتفاعل الإنسانى،  رفضنا ظاهرة «سناتر المهرجانات» التى يعتمد المعلمون فيها على تلحين الدروس بطريقة أغانى المهرجانات، وأعلنا كل هذا عبر صفحتنا.

مؤخرًا، أعلن أعضاء الجروب رأيهم حول قرار الوزارة بإغلاق مراكز التعليم غير المرخصة «السناتر» وقالوا إن إغلاقها ليس الحل، لأن الأهم هو علاج سبب وجودها.

ومن بين شكاوى أولياء الأمور التى نشرتها صفحة الاتحاد، ووصلت للوزارة، شكاوى أولياء أمور المدارس الخاصة من ارتفاع المصروفات الدراسية، بما لا يتناسب مع الزيادات التى تقررها الوزارة سنويًا، وخاصة بالنسبة لأسعار اشتراكات الأتوبيس، وأيضا أسعار اليونيفورم أو الزى المدرسى،  الذى لا يستطيع ولى الأمر شراءه من خارج المدرسة لأن المدرسة تحتكر الشعار الذى يوضع عليه، وتعتقد عبير أن نشر مثل هذه الشكاوى ربما كان وراء التغييرات التى حدثت مؤخرا فى قيادات الوزارة.

«سعيدة بالاعتراف الرسمى»

شاركت مؤسسة الاتحاد –بصفتها هذه- فى مؤتمر تطوير التعليم الذى عقد قبل عامين بدعوة من الوزارة، كما التقت فى 2016 بنفس الصفة برئيس قطاع التعليم العام د. رضا حجازى فى مكتبه لاستطلاع رأى أولياء الأمور فى نظام الثانوية العامة الجديد، وتدعوها لجنة التعليم بالمجلس القومى للمرأة بصفتها أيضًا للمشاركة فى جلسات اللجنة، وهو ما تعتبره عبير اعترافًا رسميًا بدور اتحاد أمهات مصر.

وتفخر عبير أن من بين المقترحات التى قدمتها للوزارة وتمت الاستجابة لها، إلغاء اعتبار امتحان الصف السادس الابتدائى «شهادة» على اعتبار أن التعليم الأساسى ممتد حتى المرحلة الإعدادية، بالإضافة إلى أن إلغاءها كشهادة يوفر الكثير من الجهد والمال الذى كان ينفق على عقد الامتحان والكنترولات وإعلان النتائج وخلافه.

أيضا الاستجابة لطلبات أولياء الأمور بتقليل حجم المقررات بما يناسب الوقت المحدد لدراستها، وهو ما أعلنت الوزارة عن الاستجابة له مؤخرا، لكن لم تصل بعد بيانات بالدروس المحذوفة إلى المدارس، كما سعدت باستجابة محافظ الجيزة بعمل مطبات صناعية قبل المدارس، بعد وفاة معلمة خلال خروجها من المدرسة بسبب سرعة السيارات.

وتنشر الصفحة حالة عجز المدرسين فى المدارس أو شكاوى عدم وصول الكتب، وتتمنى عبير أن يكون هناك تواصل دائم بين الاتحاد وبين المديريات والإدارات التعليمية لحل المشكلات اليومية التى تتعرض لها المدارس فورًا، مثل هجوم العقارب والثعابين على مدرسة فى رأس غارب بالبحر الأحمر، جرفتها إليهم السيول ووصول نسبة الغياب فى المدرسة إلى أكثر من 90 % من الطلاب، ومثل مشكلات دمج ذوى الاحتياجات الخاصة.

وفى النهاية تتمنى أن تتعامل كل الجهات الحكومية مع ولى الأمر، باعتباره شريكًا أساسيًا فى العملية التعليمية.