الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اعترافات «المتنمرين» المتحدين فى مدارسنا

اعترافات «المتنمرين» المتحدين فى مدارسنا
اعترافات «المتنمرين» المتحدين فى مدارسنا


لا تخلو مدرسة أو فصل فى أى مكان فى العالم، من متنمرين ينقضّون على ضحاياهم، من أصحاب الصوت أو البشرة أو الجسم المختلف أو الأعضاء الغريبة الشكل، أو لأى سبب، فى السطور التالية اعترافات «عصابة التنمُّر» بإحدى المدارس الإعدادية بالمطرية بالقاهرة، وأيضًا خُطط الطلاب للإفلات من أمثال هذه العصبة المنتشرين فى مدارسنا.
«البنوتة»
بعينين دامعتين ووجه أحمر من البكاء يروى أحمد أسامة الطالب بالثالث الإعدادى أنه تعرّض للتنمّر بشكل مباشر ومؤلم للغاية حينما كان فى الصف الأول الإعدادى، بعد أن أنهيت دراستى الابتدائية بمدرسة أزهرية خاصة، انتقلت لمدرسة بمدينة العبور، لظروف أسرية، ولكونى كنت وافدًا جديدًا بالمدرسة تعرضت للأذى، لأن صوتى رفيع شوية، فأصبحوا ينادوننى «البنوتة» ثم أطلقوا علىّ اسم فتاة، تألمت نفسيّا وكرهت الدراسة والمدرسة.
أحمد متفوق دراسيّا، وحصل على المركز الأول فى مسابقة القراءة، ويصف المتنمرين به بأنهم «ضعفاء وجبناء وليسوا متفوقين ولا يلتزمون بقواعد المدرسة ومظهرهم يشبه البلطجية».
أحمد لم يعد يواجه بأى أذى من زملائه الآن، بعد أن «أصبحت دفعة قديمة، هم يتنمرون بالـnew comers أو الوافدين الجدُد وأشعر بالضيق حينما أقف مكتوف اليدين، وأنا أراهم يتعرضون للتنمر، والمتنمرون نفسهم بيصعبوا عليّا، لأن جواهم ضعيف وبيحاولوا يثبتوا قوتهم بأذيتهم لغيرهم، لكن أنا من جوايا قوى، وبسبب تجاهلى ليهم ووجود أصدقائى من حولى قدرت أنتصر عليهم، هم دايمًا بيستهدفوا الناس الضعيفة غير الاجتماعية أو المختلفين عنهم، وعمومًا هُمّه عمرهم ما هيكونوا ناجحين فى مستقبلهم ودايمًا هيعتمدوا على العنف فى حياتهم».
رحلة «عبده الفيل» من الضعف إلى القوة
 عبدالرحمن محمد، الطالب بالسنة الثالثة بتجارة عين شمس، لايزال يتذكر كيف استطاع أن يحوّل أذى زملائه فى المدرسة  إلى نقطة قوة، «عانيت من الوزن الزائد، وصعوبة لعب الكرة أو الجرى، وكان من حولى ينادوننى بألقاب تسىء لوزنى، وفى أحد الأيام قرر أحد المدرسين أن يطلق علىّ لقب عبده الفيل، ومن هنا وجدت نقطة قوتى».
لقب «عبده الفيل» نال شهرة واسعة، فى البداية تضايق كثيرًا وكان يبكى واشتكى لذويه وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المدرس وزملاء الفتى بالفصل، لكن لم يتوقف أحد عن مناداته بلقبه هذا، لكنه فكّر جيدًا وتأمّل اللقب من جانب إيجابى، وقال لنفسه: «نلت شهرة واسعة فى المدرسة بعد أن كنت مغمورًا، وحتى لا يرتبط اللقب بوزنى صممت على أن أخسر كل الدهون الزائدة، وعملت ريجيم خلال الإجازة الصيفية، وحينما رآنى أصدقائى تفاجأوا وفرحوا بى كثيرًا، وصار «الفيل» مجرد اسم، وليس صفة تحمل إهانة، ولم يعد وقع الكلمة يؤذينى بل أصبح يعطينى إحساسًا بأنى قوى».
بعد انتهاء المرحلة الثانوية وتعرّف عبدالرحمن على أصدقاء جدُد، لم يعد يسمع هذا اللقب، إلا نادرًا عندما يقابل أصدقاء الدراسة القدامى أو أحد مدرسى مدرسته القديمة.
«مدرستى متقصّدانى»
«أحيانًا يكون التنمّر من المعلمين تجاه الطلاب» قالت رحاب الدرس، الطالبة بالإعدادية التى تتعرض للتنمّر من معلمتها بالفصل، فكلما رأتها قالت «أنتى كبرتى والمفروض تتحجبى ومينفعش كدا والمفروض تلبسى لبس طويل من فوق وجيب من تحت».
تُعلق رحاب «رغم نصائح مُدرستى العنيفة، فابنتها الزميلة لنا بنفس الفصل ليست محجبة بل وترتدى ملابس مكشوفة وتضع المكياج، فهل تعنفنا مدرستنا لأنها لا تستطيع أن تسيطر على ابنتها فتحاول فرض سيطرتها علينا؟!»
«عصابة المتنمرين»
على الطرف الآخر تعترف سارة سمير، الطالبة بالإعدادية، أنها متنمرة من الدرجة الأولى، تضرب من يضايقها، ذات يوم طردتها المعلمة من الحصة هى وزميلتها يارا، لأن الأخيرة شتمتها، فانتظرت سارة «الفسحة» وتربصت بيارا فى الحمّام وضربتها بعنف وقطعت لها خصلات من شعرها وهى تسحبها منه، ووصل الأمر لناظرة المدرسة، فرفدت سارة لأيام، ثم عادت للمدرسة بكل ثقة وكأن شيئًا لم يحدث.
وفى إحدى المرّات قالت لها «زينب» إن «شَعرها وِحِش»، فضربت سارة «زينب» ضربًا مبرحًا وسحبتها من شَعرها بقوة حتى خرج بعضًا منه فى يدها.
تعانى «زينب» من الوزن الزائد وشَعرها خفيف، لذا يناديها أفراد عصابة «سارة» بعدة ألقاب مؤلمة مثل «يا تخينة يا فِشلة، يا شوال»، و«يا كارتة»، فيترك فيها نفسية سيئة.
لكن رئيسة العصابة «سارة» التى قالت «أنا محدش يعرف يتنمّر عليّا، لكن أنا أتنمر براحتى، أى حد بيستفزنى أضربه على طول وأخدت رفت من المدرسة كتير، وبرجع تانى، وأى حد بيحسسنى أنه متكبر بضايقه وأقلل منه وأبوظ له الحاجة اللى فرحان بيها».
أمّا «ملك» إحدى أفراد عصابة «سارة»، فتحب التنمّر اللفظى، وتسعى لـ«جر شكل» زملائها دومًا حتى تتعارك معاهم، كان لها صديقة قريبة منها، وفى إحدى المرات كانتا تمزحان معًا بالكلام، ولكن تطور الأمر وانقلب إلى «خناقة» كبيرة، وتلفظتا بالشتائم، ومرّة أخرى «كنت قاعدة فى الفصل وبنت كانت عايزة تقوّمنى من مكانى فطلعت عليها شائعة أن شَعرها مليان حشرات وقعدتها فى آخر مكان فى الفصل لوحدها ومحدّش قرّب منها».
 و«نهى» آخر فرد فى العصابة يخشاها الجميع، فنظرة الغضب لا تترك وجهها، ودومًا تكون مستعدة للعراك مع أى شخص، لذا تتجنبها باقى زميلاتها بالفصل حتى لا يتعرضن للضرب أو الإهانة من قِبَلها. •