الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حدوتة أخرى لتريليون آخر

حدوتة أخرى لتريليون آخر
حدوتة أخرى لتريليون آخر


لمن لهم اهتمام خاص بالأرقام والأصفار التى بجانبها أذكر أن تريليونًا آخر تحقق فى الحياة الأمريكية. وقد حققته شركة «آمازون» للتجارة الإلكترونية مع بداية شهر سبتمبر الجارى. ما تم إنجازه تريليون دولار كقيمة للشركة من جانب «آبل» فى ٣٨ عامًا أنجزته «آمازون» فى ٢١ عامًا. وفى هذا الأمر  لا يمكن عدم ذكر اسم جيف بيزوس صاحب «آمازون» وفكرتها وبيزنسها ومحركها الأساسى. بيزوس البالغ من العمر ٥٤ عامًا بدأ.. «آمازون» عام ١٩٩٤ وتقدر ثروته حاليًا بنحو ١٦٠ مليار دولار.
بداية «آمازون» كانت بتجارة الكتب، ثم توسعت بعد ذلك على مدى السنوات الماضية ليتاجر إلكترونيًا فى سلع وخدمات يتم توصيلها للمستهلك فى بيته أو مكتبه أو أى مكان يريده . توفير السلعة والخدمة للمستهلك فى أسرع وقت ممكن وبسعر أقل، مما هو معروض فى السوق بشكل عام. معادلات تدخل فى إطار خدمة المستهلك وإغرائه وإرضائه.. وأيضًا تدليعه (ليه لأ؟) إذا جاز هذا التعبير. وفى النهاية كل شىء بثمنه.
وعند الإعلان عن تريليون «آبل» كانت «آمازون» قد اقتربت من أن تحقق هذا الهدف. كانت قد تجاوزت ٧٥٠ مليار دولار، ولذلك استطاعت خلال أسابيع قليلة بعدها أن تعلن تريليونها. الوضع مماثل الآن بالنسبة لشركتى «مايكروسوفت» و«ألفابيت» المالكة لـ«جوجل». ولاشك أن هذا التوجه الإلكترونى للاقتصاد الأمريكى والبيزنس الأمريكى والساعى لتقديم  الخدمات وعلى نطاق واسع هو البيزنس السائد والمهيمن وهو المطلوب وموضع الاهتمام سواء فى ساحة العرض أو فى ساحة الطلب. «آمازون» التى بدأت بالكتب والموسيقى أخذت فى طريقها كل ما يخطر على بالك وما لا يخطر على بالك من أجهزة وسلع وملابس وأحذية وأطعمة، وأخيرًا فواكه وخضر ومأكولات خلال ساعات قليلة.. وهذا بالإضافة إلى الفرجة على الأفلام والمسلسلات والاستماع إلى الموسيقى باشتراكات أو حسب الطلب. وتسعى الشركة العملاقة فى الوقت الحالى على القيام بتوصيل الأدوية أيضًا. وسيكون بذلك لها نصيب فى كعكة أو تورتة بيزنس الأدوية والتى تقدر قيمتها بنحو  ٥٠٠ مليار دولار، كما أن «آمازون» بما توفره بما يسمى «كلاود» فى عالم الفضاء المعلوماتى أو المعرفى كوسيلة لتخزين المعلومات والصور ومكونات المعرفة تتسابق من أجل عقد صفقات مع الجهات الحكومية الأمريكية وعلى رأسها البنتاجون وزارة الدفاع. وسر «آمازون» فى هذا النجاح المتنامى يكمن فى رأى الخبراء فى التنوع الذى تسعى إليه وفى التوسع الذى تخطط له.. ومن هنا ترى المستقبل فى دخولها وتواجدها فى مجال الصحة والإعلانات وأيضًا فى إقامة محل بيع تم بناؤه من الطوب والأسمنت.. محلات تقليدبة كانت «آمازون» فى وقت ما السبب وراء انكماشها وزوالها. وها هى تعود «آمازون» اليوم لتعيد بناءها باسمها.. وتجذب زبائن جددًا يلجأون إليها. عالم جديد يتشكل ويتشكل بسرعة.. علينا أن نتابعه ونفهمه. •