الثلاثاء 27 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وجيه عزيز .. مطرب مختلف: اوعى تخاف .. معاك فنك

وجيه عزيز .. مطرب مختلف: اوعى تخاف .. معاك فنك
وجيه عزيز .. مطرب مختلف: اوعى تخاف .. معاك فنك


كتب: ابتسام كامل
 فجأة وجدتنى أتذكر تلك الأغنية بصوته الممتلئ شجنًا وتفاؤلًا فى آن واحد: إن ماقدرتش تضحك ماتدمعش ولا تبكيش، وإن مافضلش معاك غير قلبك اوعى تخاف مش هاتموت هاتعيش، وإن سألوك الناس عن ضى جوه عيونك ما بيلمعشى .. متخبيش، قولهم العيب مش فيا .. ده العيب فى الضى».. فتذكرت رأى الأستاذ رءوف توفيق الناقد الفنى والسينمائي، حينما كتب عنه قائلًا: حينما يغنى وجيه عزيز .. تشعر أنه يغنى لك لوحدك!

• التقينا فى الأوبرا، وقد امتلأت روحى بنسيم المساء وصوت إبداع الفنانين حولي، فقلت له: نصف النجاح موهبة، ونصفه إصرار وحماس، فأين أنت؟ ولماذا أشعر أن وجيه عزيز ليس متحمسًا لنجاح وجيه عزيز؟ وكأنك اكتفيت بما قدمته كفنان، رغم العلامات التى تملأ تاريخك خاصة الأغنيات الإحدى عشرة التى لحنتها للفنان محمد منير؟
- فأجابنى ضاحكًا: بالتأكيد كلى حماس لوجيه عزيز، فأنا والفن «مالناش غير بعض». بل أعتقد أن لديّ تراكم مشوار فنى جعل الناس تتعرف على غنائى وألحانى قبل معرفتها باسمي! فأنا قد أكون قليل الإنتاج ولكنى لست غائبًا. وحاليًا، أنا مشغول مع صلاح چاهين، حيث أقوم منذ حوالى 3 سنوات بتلحين ما يقرب من 400 رباعية من رباعياته فى إطار سيناريو وحوار فيلم بين الناس!
بيت كله فنانون
•  بدأ تاريخ احترافه للفن عام 83 فى القاهرة، قادمًا من محافظة بنى سويف، حيث عاش وتربى فى بيت كله فنانون -كما يقول- فجميع أفراد الأسرة يمارسون الفن، إما الفن التشكيلي، أو النحت والتصوير.
وفى القاهرة، درس فى معهد الموسيقى العربية، ثم تعرف على المسرح من خلال العزف مع فرقة حسن فكري، بينما كان ميلاده الحقيقى عام 88 حينما لحن مسرحية «كروان الفن» إخراج سمير العصفوري، الذى أخذ بيده منذ ذلك الوقت .. لشق طريقه!
• سألته إن كان توقف طويلاً فى مرحلة الانتشار؟
- بالعكس، فأنا لم أكن يومًا مهتمًا بمسألة الانتشار أوعدمه، رغم أننى لم أندم يومًا على تلك المرحلة التى قمت فيها بتقديم حوالى 300 أغنية ومسرحية، مؤمنًا بقدرتى على عمل «أى حاجة» حتى استطعت أن أعمل «اللى أنا عاوزه». وهى المرحلة التى حينما يصل الفنان إليها.. يبدأ فى الاختيار بما يناسب تميزه الشخصي! وهو ما حدث فى جميع ألحانى مع منير، ومؤخرًا حينما ساهمت فى إنتاج ألبوم «ناقص حتة» الذى تم تحميله نصف مليون مرة من على الإنترنت!
 سر توافقى مع محمد منير
• أين تجد نفسك .. كملحن أم مطرب؟
-لا أعرف،  فأنا أمتلك صوت المطرب، لكن ربما لا أمتلك شخصية المطرب! ويبدو أن الناس اعتادوا على طريقة الغناء التى يقوم فيها المطرب بعمل حِليات وعُرَبْ أثناء الغناء لاستعراض صوته، بينما أنا أغنى لأعبر بصوتى وألحانى عما أشعره، وربما كان هذا سر توافقى مع محمد منير الذى يراه البعض ليس مطربًا لأنه لا يستعرض صوته!
 وأنا أعتقد أن كل صوت يعبر أيضًا عن خبراته الحياتية والاجتماعية، بل وربما يكشف عن طموحاته وآماله المستقبلية.. وبنظرة تأملية، أخبرني: لا أعلم بالتحديد كيف يمكن تفسير هذه الحالة، التى بالفعل تحتاج لدراسة، فكثيرًا ما تكون الموهبة أعظم ممن يمتلكها! فنحن أمام شخصية مثل «سيد درويش» الذى كان فقيرًا بسيطًا، ورغم ذلك غنى «بلادى بلادى لكِ حبى وفؤادى»، و«أنا المصرى»، و«قوم يا مصرى» بكل فخر وارتقاء.
- مستطردًا: بالمناسبة أعتقد أن «شيرين» أيضًا هى امتداد لتلك الحالة، فهى ابنة الأسرة البسيطة المتوسطة، ولكن كم الفن والرقى الذى بصوتها بالفعل شىء محير، ولا تنسى أن ثقافتنا تأثرت بتيارات وأفكار ساهمت فى خلق الكثير من المعتقدات والمحاذير، والرقابة الذاتية التى أدت إلى الحد من جرأة الإبداع، عكس أيام سيد درويش الذى لم يبدع فى الموسيقى فقط ولكن فى موضوعات الأغنية نفسها، فسمعناه يغنى الأغنية العاطفية بشكل جديد كما فى «زورونى كل سنة مرة» إلى تناول موضوعات مختلفة مثل محسوبكم انداس، ودنجى دنجي، والحلوة دي،  وسالمة ياسلامة ... إلخ!
• وماذا عن أغانى المهرجانات؟!
- أغانٍ مؤذية، ولها تأثير سلبى على المخ  والأعصاب، بما تتضمنه  من ضبط تلقائى لنوتة واحدة متكررة، بلا لحن حقيقى ولا كلمات، مؤكدًا: أنا لست ضد الغناء الشعبي، بالعكس، فقد كان أحمد عدوية عبقريًا فى صوته واختياراته التى عبر فيها عن الحارة المصرية، مثل أغنية «يا ليل يا باشا يا ليل» .. إلى آخر الكلمات التى تعبرعن المجتمع فى تلك المرحلةّ! فأعتقد أن الأزمة ليست فى الفن، وإنما فى الأسباب التى تجعل الناس تبحث عن الإسفاف.
أحلم  بأوبريت مثل الليلة الكبيرة
• قال إنه يستلهم ألحانه من الناس، وأصوات الشارع فتذكرت فيلم أوجست راش August Rush  الذى يحكى قصة موهبة عبقرية لطفل يستلهم موسيقاه من أصوات الحياة، فقال: وهذا ما تعلمته من سيد درويش، أيضًا، حيث كان فكره فى المزيكا ينبع من وجوده بين الناس! فأتعجب من الفنانين الذين يستمعون لإبداع غيرهم كى يستلهموا من فنهم! فالفن هو منتج إبداعى شخصى معجون بتأثير البيئة التى يتعرض لها الفنان، وربما يفسر هذا مسألة قيام بعض الموسيقيين بنقل موسيقى غيرهم كما هي، وربما يفسر سؤالك حول تأثير البيئة على صوت المطرب واختيارات الفنان بشكل عام!
- فى حواره كان يتحدث عن حلمه فى عمل موسيقى سينمائى أو مسرحي،لا يقل روعة عن أوبريت الليلة الكبيرة الذى كان دافعه للانغماس فى مشروعه مع رباعيات صلاح چاهين. توقف بعض الوقت ليفكر فى سؤالى عن التوقيت الذى يجب أن يتوقف فيه الفنان عن العطاء، ثم أجاب: رغم صعوبة السؤال، لكنى شخصيًا سأتوقف عن الفن حينما أتوقف عن الدهشة!