الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بره وردة وأميرة.. وجوه قردة وشريرة

بره وردة وأميرة.. وجوه قردة وشريرة
بره وردة وأميرة.. وجوه قردة وشريرة


«بصى لنفسك فى المراية.. المريلة اللى لابساها طول الوقت محسسانى إنها فستان الفرح.. عارفة آخر مرّة شوفتك عاملة شعرك فيها كان أمتى!! من قبل ما تخلفى»، هكذا أجاب عمر زوجته «سلمى»، عندما سألته عن سبب تغيّره تجاهها وعدم اهتمامه بها.
مشهد كوميدى أدّاه الفنان تامر حسنى والفنانة مى عز الدين فى فيلم (عمر وسلمى 2)، إلّا أنه مشهد يتكرر كثيرا فى بيوتنا، ليكشف عن أهم وأخطر مشاكل الحياة الزوجية..
إهمال الزوج لزوجته الناتج فى بعض الأحيان عن إغفال المرأة لمتطلبات شريكها فى أن يراها دائمًا جميلة ومتأنقة وبراقة، ليراها كما يقول المثل الشعبى «جوه البيت قردة وبرّه البيت وردة».
بعض الزوجات يرجعن سبب ذلك إلى أعمال البيت ومتطلبات المعيشة، التى لا تترك لها وقتًا للتجمل، والبعض الآخر لديهن أسباب أخرى..
 فاطمة حسن، 24 عامًا، التى تزوجت من بضعة أشهر، ترى أن المرأة تهتم بنفسها خارج المنزل حتى تلفت الأنظار وتسمع كلمات المدح والتعبيرات التى تحب جميع النساء سماعها، قائلة: «أى ست هتلاقى اهتمام من جوزها فى البيت، ستهتم بمظهرها، وعلى فكرة أى ست ما بتهتمش بنفسها بحجة إن جوزها مش غريب عليها، هتدخل فى مشاكل كتيرة جدًا». . تضيف فاطمة: الحياة الزوجية ستصبح مملة وفاترة؛ إذا لم تراع المرأة تجديد هيئتها ومظهرها الخارجى، وفى هذه الحالة لا يحق لها أن تلوم زوجها لاهتمامه بالخروج من المنزل والجلوس على المقاهى مع أصدقائه.
الزوج المضمون
ناريمان فراج، 23 عامًا، لها وجهة نظر أخرى، مؤكدة أن الموضوع نسبى ويختلف من امرأة لأخرى، فهناك سيدات كبيرات فى السن، لكنهن يهتممن بأنفسهن وبإطلالاتهن الجذابة دائمًا.. «بتبقى الست منهم قد تيتا ورايحة تعمل باديكير ومانكير»، كما عبرت عن إعجابها إلى حد كبير بالمرأة التى لا تعترف بسن ما فى اهتمامها بأناقتها ومظهرها وملابسها، فأجمل ما فى المرأة اهتمامها بذاتها فى مختلف سنوات عمرها.
يظهر على «ناريمان» التألق، فهى فتاة تعرف كيف ترتدى وكيف تعتنى بمظهرها، وتظهر أنوثتها بما لا يعيبها، على عكس فتيات صغيرات فى السن تظهر عليهن علامات الإهمال فى جميع مظاهر حياتهن، ملتمسة إليهن العذر، فالزواج مسئولية كبيرة.
اتفقت أمنية هانى مع ناريمان، التى ترى أن الزوجة بعد يوم شاق من المسئولية والعمل داخل المنزل، لا يعد لديها طاقة لتلتفت إلى نفسها ومظهرها، خاصة أن كانت لديها أطفال. تستكمل أمنية: «بعد أن تتزوج الفتاة وتظهر أمام زوجها بكل عيوبها، لا تعد بحاجة لتتجمل وتتزين من أجله، بينما خارج المنزل كل من تقابله غريب عليها، وهى تريد أن تظهر بأفضل مظهر أمام الناس، خاصة عند ذهابها لأهلها وأقاربها، مرتدية الملابس الملونة والبلوزات المودرن»، لافتة إلى أن هناك بعض الزوجات يحتفظن حتى الآن بجمالهن وتجددهن داخل وخارج المنزل.
الست بتحب تكون مرغوبة
وتقول إيمان الأمير، بعد تجربة أكثر من 17 عامًا من الزواج، إن المرأة تهتم بمظهرها وزينتها فى بداية الزواج على اعتبار أنها عروسة تحب أن تظهر بشكل مُرضى لزوجها، ولكن بعد مرور سنوات من الزواج تعانى الكثيرات من إهمال الزوج الذى لا يلتفت إليها مهما فعلت، مما يصيبها بالإحباط.
لكن تشير إيمان - إلى نوع آخر من الزوجات، اللاتى يتزوجن دون رغبتهن، فيتعمدن أن يظهرن بمظهر غير لائق طوال الوقت داخل المنزل، حتى يفقد زوجها الأمل فيها ويتركها وشأنها، لكنها فى نفس الوقت تهتم بطلتها خارج المنزل حتى تشعر بأنها لا تزال مرغوبة.
وتتابع شيماء السكرى: «إذا كانت المرأة مهملة فى مظهرها بمنزلها ستكون كذلك خارجه، فالفتاة لا بد وأن تتجمل لنفسها أولًا قبل أن تتزين للآخرين،»، موضحة أنها معيدة بالجامعة، ودائمًا ما تهتم بمظهرها خارج المنزل وداخله.
تضيف: «لكن هذا لا يمنع أن تكون المرأة على راحتها قليلا بمنزلها، فهى ليست مضطرة لأن تبذل مجهودًا كبيرًا كى تظهر على غير حالتها، وهذا لا يعنى أيضًا أن تهمل الزوجة زوجها وتنفره بقلة اهتمامها بنفسها وأناقتها حتى لا ينظر إلى غيرها على أقل تقدير».
غادة شاهين، من النساء اللاتى يعشقن المظاهر، فهى تهتم بشكلها خارج المنزل، وعلى النقيض تمامًا، لا تبالى بمظهرها وهيئة أطفالها داخله، معتبرة ذلك مضيعة للوقت، فهى ليست بحاجة للاهتمام بنفسها داخل المنزل وأمام زوجها، لأنه ليس غريبًا عنها.
الكلمة الطيبة ونظرة الامتنان
وتوضح إيناس إبراهيم، المتزوجة منذ سنوات قليلة، أن الزوجة تطور من نفسها عندما تجد من زوجها اهتمامًا واستحسانًا، أمّا إذا تجاهلها، فستتعمد أن تتزين لمن هم بالخارج، خاصة إذا وجدت منهم اهتمامًا.
وروت إيناس - حكاية كان يلقيها عليها أبيها دائمًا لـ «زوجة كان تقوم يوميًا بطهى أصناف متنوعة وشهية من الأكل لزوجها، لكنها لم تسمع منه مرّة واحدة أو من أهله أى كلمة طيبة أو حتى نظرة رضا وامتنان، حتى وصلت لمرحلة الملل، فقررت أن تصنع له وجبة تشبه غذاء البط والطيور، فقام على الفور بصفعها على وجهها، ولم يكن منها رد سوى ترك البيت، وبعد ذلك ذهب الزوج برفقة كبير مشايخ إلى بيت أبيها، فحكت له حكايتها من البداية حتى النهاية، فلم يكن منه سوى مدحها، ثم وجه حديثه إلى الزوج، قائلًا: مدح الشخص وتقديره يجعله يبذل قصارى جهده حتى يرضيك، وتجاهله سيدفعه لمعاملتك كدواجن ترعى بالمنزل، ولا يهم ما يقدم لهم».•