نعمل فرح ولاَّ نسافر؟

صباح الخير
كتبت: سوزان محمود
«الفستان الأبيض والطرحة ولمة المعازيم حلم حياتى يا أحمد، ولو أنا وافقت أمى مستحيل هاتوافق، بس يا منى دى فرصتنا اللى مش هتتكرر علشان نسافر ونشوف الدنيا بدل ما نصرف تحويشة العمر ع المعازيم والآخر ينتقدوا فينا، مش عارفة يا أحمد نفسى فى الاتنين بصراحة».
حوار يتكرر كثيرًا بين المقبلين على الزواج الآن، بعد أن انتشرت فكرة السفر لقضاء شهر العسل فى الخارج بتكاليف تساوى حفل الزفاف، بعد أن تضاعفت أسعار حجز القاعات والوجبات التى تقدم للمعازيم. «صباح الخير» عاشت مع أصحاب التجارب والمقبلين على الزواج.. محاولة الإجابة عن السؤال الصعب «فرح ولاَّ سفر؟».
«الناس مش بيعجبها العجب» هكذا قالت ريم أحمد، 25 عامًا، بعد أن فضلت هى وزوجها السفر إلى تركيا لتقضية شهر العسل هناك، وعلقت: «أنا مش عبيطة علشان أضحى بسفرية زى دى علشان الناس تيجى تأكل وتحسدنا, ومش ندمانة على قرارى وباعتبره أنجح قرار فى حياتى».
أشارت ريم إلى أن والدتها كان لها رأى مختلف ورفضت فى البداية، لكنها استطاعت فى النهاية أن تقنعها بصعوبة، وفرحتى لم تنتقص شيئًا، فقد احتفلنا فى ليلة الحنة وعزمت كل أصدقائى، ويوم الفرح عملت «فوتوسيشن» بالفستان الأبيض وذهبنا للمطار بعد ذلك.
ليلة العمر ما تتعوضش
لكن ميادة على «22 سنة» كان لها رأى مختلف فهى ترى أن الفستان الأبيض ويوم العمر لا يعوضه أى سفر، وتعلق قائلة: «أعرف بنات عملت كده وندمت ونفسهم الأيام ترجع بيهم علشان يختاروا الفرح، لأن فرحة العروس والعريس فى ذلك اليوم مختلفة وسط الأصحاب والأقارب وذكريات اليوم من صور وفيديو هى التى تبقى لتذكر كل منا بليلة عمره، بالإضافة إلى فرحة الأهل الذين ينتظرون ذلك اليوم منذ ولادتنا فلا يجب أن نخيب آمالهم فى النهاية.
أما طارق أحمد، 28 عامًا، فعلق قائلًا: «كان نفسى أعمل الاتنين بس للأسف الإيد قصيرة، لكن تجربة جزر المالديف عمرى ما هنساها ومش ندمان إنى معملتش فرح»، بعد فترة ليست قصيرة من الخلافات والمشاكل بينى وبين أهل زوجتى حول فكرة السفر بدلًا من الفرح، لرفضهم الشديد التضحية بذلك اليوم الذى طالما حلموا به لرؤية ابنتهم بالفستان الأبيض وسط تهنئة الأهالى، وبعد أن وافقتنى زوجتى «منى هشام» الرأى استطعنا أن نقنع الأهل، وقالت منى لوالدتها: «أنا عارفة إنك نفسك تشوفينى مبسوطة بس أنا هكون فرحانة أكتر بالسفر وياريت توافقى»، وبالفعل والدتها وبعد نقاش طويل وافقت على اختيارنا.
«هنسافر يعنى هنسافر» هكذا كان رد أحمد علي «30 عامًا»، بعد أن رفضت خطيبته سارة توفيق «23 عامًا» أن تضحى بيوم الفرح، لأنها ترى أنه ليلة العمر، والسفر متاح لنا فى أى وقت، خاصة أن أهلها لن يسمحوا أبدًا بإلغاء الفرح، وتعلق سارة قائلة: «أنا مش عايزة أندم زى اللى ندموا، ده يوم فى العمر ومش هتنازل أبدًا عنه»، وما زال خطيبها مصممًا على رأيه بفكرة السفر ولكن من سيؤثر على الآخر فى النهاية.. لم نعرف بعد!
هو ممكن الاثنين؟
«ضربت عصفورين بحجر عملت فرح فى البيت وسافرت ماليزيا»، هكذا قالت ريهام محمد بعد أن قضت شهر العسل فى ماليزيا وسط الطبيعة الخلابة وأضافت: «بصراحة كانت أعظم تجربة».
فضلت ريهام أن تقيم فرحها فى المنزل وسط أقاربها وجيرانها وأصدقائها توفيرًا لتكلفة قاعات الأفراح، وتؤكد أنها لم تندم بل كانت أعظم تجربة، فهى ترى أنها لم تتنازل عن شىء لأن فرحة البيت مثلها مثل فرحة القاعة، ولكن السفر لا يعوضه شىء، وتضيف: «لو رجع بيا الزمن هعمل برده الفرح فى البيت وأسافر».
أما «مها أحمد» فتقول: «تجربتى مختلفة حيث كان لزوجى رأى آخر.. كنا ناويين على الفرح لآخر وقت فاقترح عليا فكرة العمرة سوا ونعمل فرح على الضيق فى كافيه وسط أصحابنا والفكرة عجبتنى جدًا ووافقت»، ووافقنا الأهل على الرأى ولم يمانع أحد، وعزمنا اللى بنحبهم وبيحبونا بس فى الكافيه ودى كانت أحسن حاجة»، فالعدد داخله محدود لا يتخطى 50 فردًا.
«أنا أصلا مش بحب جو الأفراح وكنت شايل هم الموضوع ده»، هكذا علق هشام طلعت«32 عامًا» على الفكرة قائلًا: «منذ أن خطبت «وفاء» عرضت عليها فكرة السفر إلى أى بلد والاستمتاع بتجربة جديدة سويًا والاكتفاء بعمل «كتب كتاب»، ووافقتنى الرأى بل سعدت كثيرًا بتجربة السفر، وأنا بطبعى أفضل الهدوء وأكره ضجيج الأفراح.
«الناس هتأكل وشنا» هكذا علقت والدة شروق بعد أن اقترحت عليها ابنتها أن تستغنى عن حفل الزفاف مقابل أن تسافر إلى أى بلد أوروبى مع خطيبها، فالأم ترى أن فرحتها بابنتها بالفستان الأبيض لن تعوض، وتضيف قائلة: «الكل مستنى يشوف شروق فى اليوم ده»، ونفذت شروق رغبة والدتها وتم حفل الزفاف وسط الأهل والأقارب والأصدقاء، وتقول شروق: «ماما من أهل الخبرة وكان عندها حق لو مكنتش عملت الفرح كنت هزعل وربنا كرمنى أنا وجوزى وسافرنا بعد الفرح بـ6 شهور».
وتتفق الصديقتان لبنى ومريم على أن ليلة العمر لا يعوضها أى سفر، وفضلت كل منهما عمل حفل الزفاف والسفر داخل مصر لتقضية شهر العسل، وأكدتا أن السفر إلى الخارج مقابل الاستغناء عن الفرح، فكرة مستحدثة، ولم نسمع عنها من قبل، وبرغم انتشار تلك الأفكار سيظل الحلم الأكبر عند كل فتاة هو فستان الزفاف، «كل واحدة فينا فى فرحها فضلت الحل الوسط وعملنا فرح تكلفته بسيطة وسفر لأى مكان داخل مصر».
«الخبرة اللى اكتسبناها من السفر بمليون فرح» هكذا علق ريمون حنا، 27 عامًا، بعد أن اختار هو وزوجته السفر إلى الأرجنتين والاستغناء عن الفرح بتكلفته الباهظة، ويقول ريمون: «أنا مش هدفع تحويشة العمر علشان الناس تاكل وتشرب وترقص وتقعد تتكلم علينا ومهما كنت عملت فرح نضيف برده كانوا هيتكلموا»، ويشير ريمون إلى أن الخبرات المكتسبة من السفر لن تعوض، فرؤية أماكن جديدة وأشخاص جدد يوميًا وتعلم لغة جديدة هى السعادة الحقيقية، وليست السعادة فى الرقص داخل قاعة ساعتين فلن نستفيد شيئًا فى النهاية سوى الانتقاد والمقارنة. •