الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«جماجم وأشباح وحشرات وثعابين»

«جماجم وأشباح وحشرات وثعابين»
«جماجم وأشباح وحشرات وثعابين»


البداية لم تكن تبشر بخيرٍ
وسط مكان مزدحم يعج بالمارة وأمام أحد أكبر المراكز التجارية بالإسكندرية، ستجد نفسك أمام نسخة حقيقية من أسوأ كوابيسك «بيت الرعب».
 ورغم تشابه المسميات إلا أن الفرق كبير بين بيت الرعب الذى كنا نتخيله منذ عشر سنوات أو أكثر، وبين ما جلبه لنا عصرنا الحالى.. باحة أمامية تتراص بها شواهد قبور مزيفة، هياكل عظمية مُلقاة يمينًا ويسارًا، بئر بلا قرار، هياكل لأشباح مُعلقة على النوافذ، وأخيرًا وليس آخرًا مجموعة صناديق على يمين البوابة لتترك متعلقاتك الشخصية داخل صندوق منها أنت فقط من يحمل مفتاحه، إن لم تكن قد تراجعت عن قرار الدخول، وخوض التجربة، وترتدى الملابس المناسبة لمغامرة ليست بالهادئة فأنت جاهز الآن لمواجهة أسوأ كوابيسك.

تدخل من بوابة كبيرة مُحلاة بالجماجم ليُغلَق الباب، وتستمع إلى تعليمات النجاة والوصول إلى باب الخروج مرورًا بأربع وعشرين بابًا فى ظلام حالك، من الأفضل ألا تتحرك بسرعة داخل المنزل لتستمتع بكل أنواع المغامرات التى يمكن أن تراها،  فى البداية تدخل ممرًا ضيقًا لتصل إلى غرفة مغلقة تقوم أنت بالبحث عن مفتاحها من ضمن مجموعة مفاتيح مُعلقة على الحائط..  يبدو الأمر سهلًا، البحث عن مفتاح وسط إضاءة خافتة متقطعة مع تحسس طريقك بصعوبة وأصوات الصرخات المترامية هنا وهناك يمكن أن تقوى عليه بعض القلوب، لكن أن يخرج من الحوائط أشخاص يرتدون أقنعة كالأشباح، أو مخلوقات الزومبى الهوليودية، يمكن أن يتسبب لك بأزمة قلبية إذا كنت من ضعاف القلوب.
«كوكتيل فوبيا»
من الواضح أن الموضوع ليس عبثيًا، ففى داخل بيت الرعب جميع أنواع الفوبيا إن كنت لا تخشى الظلام ستواجه فوبيا الأماكن الضيقة أو فوبيا الثعابين، فإن لم يكن هذا ولا ذاك ففوبيا الحشرات، أرضيات متحركة، غرف بداخلها مسوخ تتحرك أو شخص سجين داخل قفص والمطلوب منك البحث عن المفتاح لتتجاوز المرحلة.. بينما تركض هنا وهناك تبحث عن المفاتيح وتفتح الغرف ستلاحقك المفاجآت فى كل مكان ومن حيث لا تدرى ستتفاجأ بأشخاص يرتدون ملابس مسوخ مأخوذة عن أفلام الرعب الشهيرة.
التجربة ليست مسلية إلى هذا الحد إذا لم تكن من مدمنى الرعب لكن لماذا يكلف الناس أنفسهم كل هذا العناء، ويبددون الأموال فى سبيل الرعب؟!
علاء عبدالعظيم 24 عامًا أحد رواد بيوت الرعب ومدمنى المغامرات يقول: «أنا أحب المغامرة والرعب ولا بأس بإنفاق 100 جنيه لأعيش المغامرة،  كانت التجربة جميلة جدًا وأنوى تكرارها، لا أعتبرها تبذيرًا أو تبديدًا للأموال فأنا أُخرِج زكاة شهريةً وما فائدة الأموال إذا لم أستمتع بها؟.. علمت بوجود بيت الرعب خلال مرورى عليه فى طريقى إلى العمل فقررت الذهاب مع مجموعة من أصدقائى، ودخلت أربعة وعشرون بابا استغرق عبورها جميعًا أكثر من نصف ساعة، وفى إحدى المرات رأيت فتاتين فى سن السابعة عشر، خرجتا بسرعة بعد أن أصيبتا بهلع شديد من أول غرفة بالبيت ولم تُكملا الجولة».. لم تكن المرة الأولى ولا يبدو أنها الأخيرة لعلاء فى دخول تلك البيوت، فعن تجربة أخرى له فى أحد مراكز التسوق الشهيرة بالإسكندرية يقول: «لم تكن تجربة ممتعة كان البيت تقليديًا جدًا عبارة عن ممر تخرج منه مفاجآت وأصوات صاخبة، واستغرقت الجولة حوالى ربع ساعة».
 إهدار للوقت والمال
لا يمكن أن يتفق الناس جميعًا على رأى واحد فهى سنة الحياة، هذا كان رأى الأربعينية أسماء الحريرى والتى ترى بيوت الرعب إضاعة للأموال وإهدارًا للوقت وقالت: «أنا لست من محبى الرعب ولا أشاهد أى من تلك الأفلام، ولا أرى أى طائل من الذهاب إلى مكان أدفع فيه الأموال ليرعبنى أحدهم، فأنا أبحث فى حياتى عن الإطمئنان لا الخوف».
«المخوفاتية»
لا يمكن أن يعتبر شخص ما أن العمل «كمخوفاتى» وظيفة الأحلام، فلابد من وجود سبب ما يدفعهم نحو هذا العمل، وهو ما أطلعنا عليه مدير بيت الرعب قائلًا: «لا يمكن أن يوجد شخص سوى يهوى ترويع الناس إلا أنه يجد لذة ما فى تحقيق نجاح ولو للحظة، الموظفون هنا كلهم شباب وأعمارهم تتراوح  بين السابعة عشر وحتى الواحد والعشرين، ويعملون للإنفاق على أنفسهم أو كعمل صيفى، أما عن ساعات العمل اليومية فهى ثماني ساعات، وجو العمل أشبه بجو أسرى نراعى بعضنا بعضًا وإذا حدثت إصابة عمل لأى موظف نهتم به إلى أن يعود لعمله».. نظرًا لطبيعة ذلك العمل قد يتعرض بعض الموظفين داخل البيت للسب وأحيانًا الضرب من الزبائن كرد فعل طبيعى بلا تعمد، وهو ما يمكن أن يسبب أثرًا فى نفسية الموظفين،  لذلك من ضمن تعليمات دخول المنزل عدم اللمس.
«نصطحب الناس لعالم آخر»
هذا هو  تعليق أحمد على المدير الإدارى المسؤول عن بيوت الرعب فى شركة للألعاب الترفيهية عما يقدمونه للجمهور «نأخد الناس لعالم تانى» وتابع قائلًاً: «كنا أول بيت رعب فى مصر والعالم العربى على غرار بيوت الرعب فى الولايات المتحدة الأمريكية، افتتحنا المشروع منذ ثلاث سنوات وسرعان ما انتقلت الفكرة إلى دبى. لدينا حتى الآن ثلاثة فروع، ونعمل على أفكار جديدة لم تُرى من قبل فى أى مكان بالعالم..  المواد المستخدمة فى الديكورات وملابس العاملين داخل البيت جزء منها يتم استيراده وجزء آخر يتم تصنيعه يدويًا إلا أنهم لم يستطيعوا صنعه بالضبط مثل بيوت الرعب فى البلاد الأخرى نظرًا لفقر المواد المستخدمة.. وفقًا لما ذكره على فإن المواسم والأعياد جمهورها أغلبه شباب وفتيات فى سن السادسة عشر وحتى الثلاثينيات، ويقل فى أيام الدراسة وبالتالى تعوض أرباح المواسم الخسارة فى أوقات الركود، ويتم تجديد ديكورات البيت نفسه سنويًا، وتتغير القصة والأحداث بشكل شهرى.
تعتبر السوشيال ميديا خاصةً الفيس بوك أحد أهم منافذ التسويق للشركة عن طريق الصفحة الرسمية لها والتى تنشر فيها مواعيد وعناوين الفروع والأسعار وشروط الدخول الخاصة بالسن وسياسة عدم التصوير وغيرها كما يمكن أيضًا الحجز للدخول من خلالها، وبالطبع تتلقى الشركة الآراء الإيجابية والسلبية عن طريق هذه الصفحة.•