السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لماذا يكتبون بالفرانكو؟!

لماذا يكتبون بالفرانكو؟!
لماذا يكتبون بالفرانكو؟!


كتابة اللغة العربية بالفرانكو أو بالحروف اللاتينية ظاهرة شغلت الدارسين والمهتمين بحماية اللغة العربية وآدابها، وفى كتابه: «اللغة العربية بين الإعلام التقليدى والإعلام الجديد» يقول د.محمود سليمان ياقوت مستعرضا العديد من التحليلات لانتشار هذه اللغة الهجين ومنها: إن استخدام الشباب العربى للحرف اللاتينى لا شك أنه يتحول من مجرد سلوك شريحة عمرية من الشباب إلى ظاهرة مقلقة بل خطيرة.
 وكما يقول د.عبدالمنعم على: لنا أن نتخيل ما يمكن أن تؤول إليه هذه الظاهرة المتفاقمة بعد أربعين أو خمسين عاما من الآن، ويجب ألا ننسى ما حدث للغة اللاتينية، وإن انتشار ظاهرة الكتابة بالحرف اللاتينى تعبير عن أفكار وكلمات عربية يمكن أن يقودنا بعد مائة عام مثلا إلى ازدواجية جديدة هى أخطر من الازدواجية الحالية بين لغة عربية متحفية ومهجورة تتداولها النخبة، وتُكتَب بها الأوراق الرسمية والكتب، وبين لغة لاتينية الحرف عربية المضمون يتداولها الناس عبر الوسائط الرقمية الحديثة.
ويقول د.محمود سليمان ياقوت: «لقد تبين أن تواجد الشباب العربى أكثر بكثير على شبكات التواصل الاجتماعى مقارنة بالمواقع الإلكترونية وهو ما يعنى أن مساحة «الثرثرة» الإلكترونية لدينا تفوق المحتوى المعلوماتى الجاد والمفيد».
وهى تتم بلغة الفرانكو أو كما يسمونها لغة (العربيزى).
وتذهب بعض الآراء إلى أن «الفرانكو» لا تؤثر على لغتنا العربية لأنها مرتبطة بعمر معين، وتٌنسَى بعد ذلك مع التقدم فى السن، ويرى آخرون أنه لاخطر على لغتنا العربية من «الفرانكو» مادام صوت الأذان يرتفع يوميا عند كل فريضة بلسان عربى.
أما الشباب أنفسهم فمنهم من يرى أن لغة الفرانكو تعبر عنهم كما تقول منة مجدى طالبة جامعية: «لغة الفرانكو أسهل وأسرع طريقة للتحاور لأنها توصل الفكرة بمنتهى السهولة والبساطة وكذلك من ناحية الاختصار يعنى ممكن نكتب حرفين فقط من الكلمة فنختصر فى الوقت والمساحة، وهذه اللغة هى الأكثر انتشارا وسهلة التعلم، وليس لها شروط تحكمها، وهذا هو السبب الرئيسى لاستخدامها بين فئات عمرية مختلفة حتى الآباء والأمهات يستخدمونها عادى جدا»، وتقول منة مجدى أن ليست هناك صعوبات فى استخدام اللغة العربية، ولكنها قليلة التداول بين الشباب.
وتقول رولا محمد عطا الله: «الفرانكو بالنسبة لنا ليس لغة هو عادة استخدمناها فى كلامنا على النت منذ فترة طويلة، وأصبحت عادة، حتى والدتى علمتها الفرانكو لكنها لا تكتب إلا باللغة العربية، ودائما تنتقد التعود على الفرانكو، لكن الحقيقة أنا وصديقاتى بنكتب «فرانكو» على النت، وحتى فى كلامنا الشخصى على الواتس أو الماسينجر».
لكن الفصحى لغة ثرية وهى الأصل وهى الأحلى فهى لغة حقيقية.
وتقول شمس حسين السبكى، طالبة بالمرحلة الثانوية، إنها تحب اللغة العربية الفصحى بل هى ابنة بارة لها فهى من أعرق اللغات، وقد تأثرت بدرس مدرسى تحدثت فيه معلمة اللغة العربية عن هجران الأبناء لأمهم لغة الفصحى، واستخدامهم لغة أخرى (عبارة عن حروف ممزوجة بأرقام) هى الفرانكو، وقد تأثرت بهذا الدرس جدا لدرجة أننى كتبت قصة قصيرة تصور مشاعرى تجاه اللغة العربية بعنوان (حروف)، وصوَّرت فيها الفصحى امرأة تتكلم معى قائلة: «أنا الضاد العربية جئت لأطمئن قلبك أن نجاتك ستنبثق من ثنايا وريقاتك التى بعدما تفحصتها اكتشفت شغفك بكلماتى وأحرفها». ليظل حلمى هو الكتابة بها هو حلمى الجميل ذو الرونق المختلف. •