السبت 2 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قسم عاشقة ألوان الفرح

قسم عاشقة ألوان الفرح
قسم عاشقة ألوان الفرح


 من أنا ومن نحن؟ هل يليق بنا أو يجوز لنا أن نقف على عتبات الحيرة أو الشك ونسأل هذا السؤال؟
من أنا ومن نحن ؟ أنا حفيدة امرأة تعشق الألوان الزاهية..ألوان الفرح، امرأة كانت ملاحظتها الأساسية للخياطة التى تفصل لها ملابسها «وسعى فتحة الصدر شوية، الصدر الضيق بيخنقنى»،
امرأة تصلى العصر وتنتظر مسلسل الخامسة والربع فى البرنامج العام بالراديو، وتصمت مبتسمة لصوت زوزو نبيل وهى تنطق «آهتها» الشهيرة  بدلال «مولاى»، وتنوى صيام الستة البيض، ولا تهمل مستحقاً  لزكاة المال، ودعت لنا جميعًا بالستر والصحة أمام بيت الله الحرام وهى تؤدى فريضة الحج، وكان قسمها الذى مازلت لا أعرف مصدره: «وحياة الأرض اللى رواها النيل».
 من أنا ومن نحن ؟ أنا ونحن من سلالة ملكت هذه الأرض وعلى ضفاف نيلها أشرق فجر الضمير، أنا ونحن أحفاد من وقفوا فى قاعة«العدالة المطلقة» يقدمون صك البراءة للإله، وكان الواقف بين يدى الإله يقسم: «أقسم إننى لم أظلم إنسانًا، لم أسئ استخدام الحيوان، لم أنظر لعورة، لم أبدد ميراث اليتيم، لم أفعل شيئًا مما نهاه الرب، لم أترك جائعًا، لم أتسبب فى بكاء أحد، لم أقتل ولم أحرض على القتل، لم أسرق، لم أزن، لم أغش فى مقياس الأرض، لم أنتزع  لبنا من فم رضيع، أعطيت الخبز للجوعى، والماء للعطشى، واللباس للعرايا، ولم ألوث مياه النيل» هذا جزء من منظومة الأخلاق والضمير التى ورثناها من كتاب « الخروج إلى النهار» المكتوب بلغة الأجداد اللغة الهيروغليفية.
أحفاد الشهداء
 من أنا ومن نحن؟ نحن أحفاد الأقباط  الذين اعتصموا بأرض بلادهم ولم يبرحوها ولم يهربوا منها حتى فى عصر شهد مذابح جماعية للمسيحيين، خلال عصر الشهداء فى فترة الحاكم الرومانى دقلديانوس الذى حكم من  284 وحتى 305 م. وشهدت هذه الفترة مذابح جماعية للمسيحيين حتى يتركوا دينهم، وقد واجه أقباط مصر الذبح والتعذيب بقوة الإيمان بدينهم وببلدهم، واجهوا التعذيب بثبات رجالًا ونساءً حتى الأطفال لم ينجوا من بين أيادى القتلة، أطفال قاوموا التعذيب حتى الموت بثبات، نساء شربنا من أثدائهن ميراث العشق للأرض جيلا بعد جيل،  ورجال من صلبهم ولدت فلاحات  واجهن صلف المستعمر، فليس غريبا على حفيدات الشهداء أن يرجعن لجنة «ملنر» خائبة.
 فبعد ثورة 19 ونفى سعد زغلول ورفاقه جاءت إلى مصر لجنة ملنر مبعوثة المستعمر البريطانى لاستطلاع رأى المصريين حول الاستقلال ولم تعد اللجنة إلا بجملة واحدة قالتها قوية وحازمة الفلاحات المصريات «اسألوا سعد باشا لما يرجع».
وبنفس القوة قالها من فوق منبر الأزهر القمص «سرجيوس»: «إذا كان الاحتلال الإنجليزى لمصر لحماية الأقباط فليمت الأقباط ولتحيا مصر».
نحن أحفاد الشهداء  والفلاحات وأحفاد من قال عنهم اللورد «كرومرى: «الفارق الوحيد بين القبطى والمسلم يتمثل فى أن القبطى مصرى يتعبد فى كنيسة مسيحية، فى حين أن المصرى المسلم يتعبد فى المسجد».
حلت علينا البركة
من أنا ومن نحن؟ أنا ونحن من حلت عليهم بركة خطوات السيدة مريم العذراء والسيد المسيح على أرض بلادهم، أنا ونحن من حلت علينا بركة قدوم السيدة زينب حفيدة رسول الله  إلى أرض مصر وهى التى دعت لمصر وأهلها : يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجا ومن كل ضيق مخرجا، نحن الذين تنير أرواحنا ونحن نتوسل بالرجاء مع النقشبندى «مولاى إنى ببابك» وندعو لبلادنا  بترنيمة « يارب بارك بلادى».
من أنا ومن نحن؟ نحن الذين رقت قلوبنا مع أم كلثوم وصباح وفايزة أحمد وعبدالحليم، نحن من بكينا فى فيلم الخطايا وعشنا قصص الحب الحقيقية مع إنجى وعلى، ومنى وأحمد ونحن الذين وقفنا ضد مشرع إلقاء مصر فى جب التخلف الظلامى باسم الدين، نحن الذين أسقطنا مشروع الإرهابى حسن البنا وسلالته.
نحن الذين كنا فى الميدان، خالتى أم محمد وخالتى أم تريزا من إمبابة وشبرا، وباكينام هانم وبسنت من الزمالك، كنا نحن طرح التاريخ العظيم نهتف للحرية وندافع عن ملامح وجوهنا وهوية أرواحنا،  وعن شخصية مصر التى تسكن تحت جلودنا كطبقات الأرض التى تكونت منذ آلاف السنين.
لن أسأل من أنا ومن نحن، ولكننى سوف أؤكد وجود معنى وعلاقة بين جذورنا وبين قسم جدتى «والأرض اللى رواها النيل» وبين قسم جدنا المصرى العظيم فى حضرة الإله «ولم أمنع المياه عن الأرض، ولم ألوث مياه النيل» فالعلاقة ضاربة فى جذورنا وفى خلايانا.•