الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

(التوب) السودانى حشمة تزينها الفخامة

(التوب) السودانى حشمة تزينها الفخامة
(التوب) السودانى حشمة تزينها الفخامة


(التوب) السودانى هو ما يميز المرأة السودانية داخل وخارج السودان، فهو بمثابة حشمة المرأة وكذلك الفتاة وقت ظهور علامات الأنوثة عليها. يعتبر (التوب) السودانى من العادات والتقاليد التى يتمسك بها الشعب السودانى الأصيل. والتوب السودانى له جمالياته، أصوله، تقنياته وفنونه لأن الشعب السودانى عاشق للفن والإبداع، وكذلك عاشق للتجديد لذلك كل تقنيات وفنون التطريز نجدها تزين وتجمل التوب السودانى الأصيل لتعطى له لمسات معاصرة محببة إلى الشعب السودانى العاشق للأناقة.

حشمة
استحالة أن تخرج المرأة المتزوجة من بيتها دون ارتداء التوب السودانى المميز فوق ملابسها العادية، فالتوب السودانى بمثابة حشمة حتى إذا كانت جالسة بالبيت وسيدخل زائر لا بد أن ترتديه. تتنوع الأوقات والمناسبات التى تخرج فيها المرأة السودانية، وكذلك يتنوع التوب فى تصميماته وأقمشته، وإبداعات الفنانات السودانيات فى تزيين (التوب) السودانى التقليدى، من حيث الخامات فهناك خامة تستخدم كثيرا هى خامة (التوتال) وهى تتميز بالثبات وعدم انفلاتها من على أجسادهن، أيضًا تتميز بعدم الكرمشة، أما القماش الثانى الذى يستخدم بكثرة فى الثوب فهو الشيفون وهو خاص بالمناسبات، ولا يتوقف الإبداع إلى هذا الحد فقد تستخدم أقمشة عديدة للاستخدام فى التوب السودانى منها قماش السارى الهندى المميز، وكذلك الأقمشة الفاخرة التى يثمنها مصممو أزياء عالميون مثل الأقمشة التى يصممها إيلى صعب.
 (الجدعة)
التوب السودانى له طرازان: الطراز الأول هو توب الربط ويكون عرض القماش عاديًا، ويكون طول التوب تسعة أمتار، وفيها يتم ربط التوب من عند الوسط فيما يشبه الجيب،  ويتم لفه على باقى الجسم والرأس ويبقى طرفه على الكتف وهذه القطعة تسمى (الجدعة)، أما الطراز الثانى التوب السودانى فهو الطراز العادى وهو يكون بقماش عريض (عرض عرضين) ويكون طوله أربعة أمتار ونصف  المتر، ويتم لفه على الجسم دون ربط.
الجدعة هى القطعة المرمية على الكتف فى(التوب) السودانى، وقد يتم تزيينها ببعض الاستراس أو اللولى أو  الرسومات اليدوية  وفقا لتصميم التوب ذاته.
أحدث جماليات التوب السودانى هى (الجليتر) وفيها تقوم الفنانة مصممة التوب برسم وحدات زخرفية بمادة لاصقة خاصة بالرسم على القماش وتقوم برش حبيبات (الجليتر) عليها لتعطى بريقًا وخصوصية للرسمة، وكذلك هناك فن (التخريم)، وهو يعتمد على استخدام آلات خاصة لإضافة أخرام وفتحات بشكل فنى فيضفى جمالاً خاصًا بالتوب خاصة إذا كان فى (الجدعة).
توب المناسبات الخاصة
تحرص الجاليات السودانية فى أرجاء الدنيا على ارتداء التوب السودانى، حتى الأجيال الجديدة المنتشرة فى أوروبا وكندا ويرتدين الجينز  والحجاب الحديث يحرصن فى المناسبات العائلية خاصة ليلة الحنة على ارتداء التوب والاحتفال بليلة الحنة وفقًا للتقاليد السودانية العريقة.
يتجلى روعة وجمال فنون التطريز والتزيين فى أتواب ليلة الحنة، فالعروس ترتدى على مدى ساعات الاحتفال عددًا من الأتواب السودانية التى أعدت خصيصًا لهذه المناسبة  والتى يختلف عددها وفقا للميزانية المخصصة لهذا البند لأن التوب السودانى أسعاره مرتفعة الآن خاصة لدى الجاليات المقيمة بالخارج وأوروبا فقد يصل أسعار بعض الأتواب السودانية بدبى إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم إماراتى وفقًا لما ذكرته لى السيدة السودانية نهلة حسن، المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة. أيضًا فى لندن يمكن أن يصل سعر التوب السودانى إلى ألف دولار، وهو بالقطع سعر مرتفع جدا، لكنها أسعار تعتمد على فخامة القماش ورقى وغلو خامات التطريز، وكذلك اسم مصممة التوب السودانى فهناك بعض الأسماء لمصممات سودانيات مقيمات بالخليج اسمهن يستخدم للفخر بأن هذا التوب من تصميمها . هناك شغف الإبداع والتطريز  ونخد خامات مختلفة التطريز مثل ريش النعام  والرسومات الحيوانات الأفريقية أو زهور وورود.
التوب السودانى و(الجرتك)
الجرتك هى الطقوس السودانية التى يتم اتباعها ليلة الحنة، وفيه يتم ارتداء عدد من الأتواب السودانية يختلف عددها وفقا لكل عروس وظروفها المادية شرط أن يكون التوب الأخير باللون الأحمر الذى ترتدى معه العروس كميات كبيرة من الذهب حتى التى لا تمتلك كمية كبيرة من الذهب يفرضها الجيران الذهب لهذه الليلة لتكون ليلة الحنة وفقًا للتقاليد السودانية العريقة والتى تعنى أن العريس يتم وزنها بالذهب، وفى العصر الحديث تم استبدال الذهب بالحلى الذهبية والإكسسوارات الذهبية وفى ليلة الحنة يحضر العريس حنة العروس ويتزين بالحنة فى كفيه، فالرجل مسموح له بالحنة فى مناسبتين أولاهما وهو طفل حين يتم ختانه والثانية فى ليلة زفافه.
وفقا لطقوس (الجرتك) يجلس العريس والعروس وهى ترتدى «توب» رائعًا أحمر ويغطى رأسهما (القرمسيس)  وهو عبارة عن شال حرير كاروهات أحمر، ويجلسان فى الكوشة وتتقدم سيدة كبيرة من العائلة لتضع (المحلب) على شعر كل منهما ثم ترش عليهما العطور السودانية  ثم بعد ذلك تنثر عليهما البنبون  وتقدم الحلويات والطعام لكل الحاضرات، فالجرتك من أجمل عادات العرس السودانى والتى يتضح فيها ويتجلى حب الشعب السودانى للفن والحياة والأناقة التراثية المتمثلة فى التوب السودانى العريق.•